«تايم»: تفجير الإسكندرية يحمل كل بصمات «القاعدة» والحكومة المصرية تخشى من تضرر السياحة

كتب: أشرف علام الأحد 02-01-2011 09:48

 

قالت مجلة «تايم» الأمريكية إن التفجير الذي حدث أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية في سيدي بشر ليلة رأس السنة الميلادية «يحمل كل بصمات تنظيم القاعدة».

وقالت إن «متشددي القاعدة في العراق دأبوا منذ شهرين على الدعوة لشن هجمات على المسيحيين انتقاما – كما يقولون- من الاختطاف المزعوم واعتقال الكنيسة القبطية في مصر لامرأتين يعتقد أنهما اعتنقتا الإسلام»، في إشارة إلى أن التفجير بعد شهرين من تهديدات أطلقها تنظيم ما يسمى «دولة العراق الإسلامية» المرتبط بالقاعدة عقب تفجير كنيسة سيدة النجاة ببغداد- في أكتوبر الماضي- حيث أمهل التنظيم الكنيسة القبطية 48 ساعة لإطلاق سراح من قال عنهن مسلمات في سجون أديرة. وقال التنظيم في بيان مسجل: «إذا لم يفرج عن امرأتين قبطيتين قيل إنهما أسلمتا (وفاء قسطنطين – كاميليا شحاتة) فإن القتل سوف يعم كل الأقباط».

وأضافت «تايم» أن «المسؤولين المصريين وصفوا الهجوم بأنه وحشي واعتداء أجنبي على الرغم من أنهم لم يتهموا صراحة تنظيم القاعدة لأن مصر تخشى عادة إن هي أقامت صلة مباشرة بين القاعدة والهجمات أن تفزع السياح».

وأضافت أنه «حتى الآن لا يوجد دليل يذكر على أن أطرافا خارجية متورطة في الهجوم». وذكرت أن «بعض المحللين يقولون: إن هذه الاتهامات هي مجرد تصريحات معتادة من نظام يستغل مسؤولوه التدخل الأجنبي مبررا للحوادث العنيفة التي يتعرض لها السائحون وتتراوح من تفجيرات وهجمات صاروخية إلى هجمات أسماك القرش».

وقالت إنه «في حين أن كثيرا من المحللين يعتقدون أن أطرافا خارجية حرضت على هذا الهجوم على الأقل، فإن المخاوف الحقيقية للحكومة المصرية هي أن يكون قد تم التخطيط داخل مصر لهذا الهجوم».

وأوضحت «تايم» أن «هذا سيكون اعترافا كبيرا بالفشل من جانب السلطات المصرية التي شنت حملة سحقت فيها التطرف الإسلامي العنيف في التسعينيات والتي وضعت الكنائس المصرية الأسبوع الماضي تحت الحراسة المشددة. لكن ما يقلق أكثر من ذلك أنه سيسلط الضوء على واقع مقلق هو أن الدولة تجاهد كي تخفي التوترات الطائفية المتفاقمة في مصر».

ونقلت المجلة الأمريكية عن الناشر الصحفي المستقل هشام قاسم قوله: «الرواية الرسمية تقول دائما إن هذه المشاكل (التوترات الطائفية) غير موجودة». وأضاف:  «هناك أمور يتم فيها التمييز ضد الأقباط لكنهم (المسؤولين الحكوميين) يرفضون التعامل معها».

وذكرت «تايم» أن مراقبين من المسلمين والأقباط يقولون إن النزعة الطائفية في ارتفاع منذ سنوات نتيجة التدين المتزايد والتنافس على الموارد في ظل ظروف اقتصادية آخذة في السوء. وقالت إن الأقباط يشكون منذ أمد من التمييز الحكومي والإهمال، في حين يتهم المسلمون، الأقباط- الذي يخضعون للوائح وقوانين مختلفة قليلا- بأنهم يلقون معاملة تفضيلية ويعيشون خارج نطاق القانون.

وقالت المجلة الأمريكية إن الإسكندرية، التي تعرف بأنها بوابة مصر على البحر المتوسط، تحولت، منذ الصيف الماضي، إلى بؤرة غضب بسبب المرأتين (وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة) اللتين يقال إنهما تحولتا إلى الإسلام. وأضافت أنه في حين أن متشددي القاعدة في العراق دعوا مرارا إلى شن هجمات على المسيحيين حتى يتم إطلاق سراح المرأتين، فإن السلفيين المتشددين وأنصارهم نظموا عدة احتجاجات أساءت للرموز المسيحية.

وقالت المجلة إنه لا عجب بعد ذلك في أن هنالك من  لا يصدق الرواية الرسمية عن مصدر الهجوم. ونقلت عن يوسف سيدهم رئيس تحرير صحيفة «وطني» قوله: «ما زلت مقعتنعا أن مجموعة جهادية إسلامية متجذرة في مصر والإسكندرية هي التي تقف وراء كل ما يحدث». وأضاف: «نعرف أن القاعدة حين تنجح في شن أي هجوم، فإنها تعلن المسؤولية عنه». وفي حالة هجوم الإسكندرية لم تعلن المسؤولية حتى الآن.

وأشارت «تايم» إلى أن الوحدة الوطنية التي يدعو إليها المسؤولون كادت أن تنتهي بخسائر بشرية أخرى. فبعد التفجير، اندلعت اشتباكات بين متظاهرين مسيحيين ومسلمين تجمعوا في مكان التفجير. واندفعت حشود من المسيحيين باتجاه مسجد قريب من الكنيسة وقذفوا بالكتب في الشارع. واستمرت الاشتباكات يوم السبت بين متظاهرين مسيحيين وعناصر الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع.

وقالت تايم إنها «دائرة يقول محللون من المرجح أن تتكرر في الأيام المقبلة». ونقلت عن السياسي القبطي ميلاد حنا عضو البرلمان سابقا قوله: «إنه موقف في غاية السخونة وهو عرضة لأن يستمر».

وحسب الرواية الرسمية، قتل في التفجير 21 شخصا وأصيب نحو 97،  لكن الكنيسة القبطية قالت في بيان إن عدد القتلى لا يقل عن 24.