أدان الحزب الوطنى وأحزاب المعارضة حادث الاعتداء على كنيسة القديسين بالإسكندرية، واعتبر الحزب الوطنى الحادث «عملاً إرهابياً جباناً يخالف كل القيم الدينية والأخلاقية، ارتكبته فئة فاسدة الفكر، عديمة الأخلاق».
ودعت هيئة مكتب الحزب، فى بيان لها السبت، أمانات المحافظات للتحرك السريع بين الناس، لشرح هذه المعانى، وتأكيد فكر الحزب الداعم لقيم الاعتدال والوسطية والتسامح، ونوه البيان بأهمية التصدى لكل أفكار التطرف والتعصب، وللداعين لبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
وأعرب صفوت الشريف، أمين عام الحزب، عن ثقته فى قدرات أجهزة الأمن المصرية على ملاحقة المجرمين لينالوا جزاءهم الرادع، مؤكدا ثقة الحزب المطلقة فى تماسك الشعب المصرى بوحدته الوطنية، وتلاحمه فى أوقات الأزمات. وقال الشريف إن الشعب قادر على التصدى لمحاولات العبث بمقدراته ومستقبله، وهزيمة الخونة والخارجين عن إجماع الشعب.
وأدان حزب التجمع تفجيرات كنيسة القديسين بإلاسكندرية وحذر من تطور الإرهاب باستخدامه أسلوب السيارات المفخخة. وطالب «التجمع» فى بيان أصدره، السبت، بضرورة الإسراع فى إصدار قانون دور العبادة، وإعادة النظر فى برامج الإعلام ومناهج التعليم، وفى الممارسات الرسمية التى تثير مشاعر التعصب والفرقة بين المواطنين، مشددًا على ضرورة وجود خطاب أكثر احترامًا فى التعامل مع رموز رجال الديانتين، حرصًا على عدم فتح المناخ الاجتماعى للتوتر الطائفى.
وأضاف «التجمع»، فى بيانه، أن هذا الحادث أكد أن استمرار الوضع المتأزم فى مسألة حقوق المواطنة وترك العديد من مسبباته دون حل يؤدى بالضرورة إلى تصاعد الأوضاع ويقود إلى «وطن مخيف».
ودعا حزب الوفد كل القوى السياسية، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين، للاجتماع بمقره، مساء السبت، لإعلان موقف وطنى موحد تجاه حادث الإسكندرية.
وقال الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، إن «الغادرين» نفذوا ما توعدوا به منذ أسابيع، فى إشارة إلى تهديدات تنظيم القاعدة باستهداف الكنائس المصرية، لافتاً فى بيان أصدره، السبت، إلى أن الرد على الحادث سيكون سريعاً ولن يكون أمنياً فقط بالقبض على من وصفهم بـ«الآثمين المعتدين»، وقال: «نريده رداً مصرياً شعبياً لا حد له يرهب كل فصيل إرهابى منحرف بغض النظر عن الجهة أو المنطق المجنون الذى يتبعونه».
وأضاف أن الرد الوحيد القادر على قتل هذه الأفكار والأخطار التى انفجرت فى وجوهنا السبت هو أننا جميعاً مصريون قولاً وفعلاً، لافتاً إلى أن حادث السبت واجهت مصر أصعب منه على مدى التاريخ، من الاستهداف لهذا الوطن، لما يمثله للمنطقة العربية كلها، وتابع: قوة مصر وتماسك شعبها أكثر ما يخشون، وهى أقوى المجتمعات التى يحاولون اختراقها.
ومن المنتظر أن تطلق القوى السياسية دعوة لتماسك الجبهة الداخلية المصرية لمواجهة ما يحاك ضد مصر من «مؤامرات» لتنطلق هذه الدعوة من مقر حزب الوفد باعتباره «بيتا للأمة».
وقال منير فخرى عبدالنور، سكرتير عام الحزب لـ«المصرى اليوم»، إن الجديد فى الحادث استخدام أسلوب السيارة المفخخة أو العمل الانتحارى، وهو يشبه ما يحدث فى العراق ودول أخرى انتشر فيها الإرهاب، وهو ما وصفه عبدالنور بأنه «مكمن الخطورة».
وأضاف «عبدالنور» أنه لا يمكن أن نفصل بين توقيت الحادث ونتائج انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وإقصاء كل القوى السياسية «الإخوان والأحزاب»، وقال: «هناك رد فعل مخيف ومقلق للغاية ويجب ألا تتمثل مواجهته فى الطرق الأمنية فقط، فلابد من فكر وسياسة جديدة نواجه بها التطرف، إلى جانب الإجراءات الأمنية».
من جانبه، وصف الحزب الناصرى الحادث بـ«الإرهابى البشع»، واتهم الحزب فى بيان أصدره عقب الحادث جماعات فى مصر تريد زعزعة التماسك الوطنى بين المسلمين والأقباط، مطالبا الحكومة باستخدام القوة للتصدى لهذه الأعمال الإرهابية.
وطالب حزب الغد «جبهة أيمن نور»، فى بيان أصدره السبت، بإقالة وزير الداخلية، بسبب ما وصفه بـ«الإهمال الجسيم» فى تأمين الكنائس المصرية، رغم التهديدات المسبقة من تنظيم القاعدة.
وأدان البيان تصريحات نسبها إلى عبدالفتاح عمر، وكيل لجنة الأمن القومى بمجلس الشعب، فى إحدى القنوات الفضائية، حمّل فيها البرلمان البديل مسؤولية الأحداث، واصفا هذه التصريحات بـ»الساذجة»، وقال إنها تكشف عن فهم مغلوط للحادث «المأساوى».وطالب الحزب بإعلان الحداد القومى على «شهداء الحادث».