تحت عنوان «سيناء قاعدة إيرانية» كتب السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر «تسيفي مزائيل» في صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن «الضباط المتقاعدون المصريون الذين أجروا لقاءات تليفزيونية في الأسابيع الأخيرة عبر وسائل الإعلام العربية قالوا إن مصر فقدت السيطرة الأمنية على سيناء وطالبوا بإعلان حالة الطوارئ في كل مناطقها، لتسمح للجيش باتخاذ أي خطوات مطلوبة، ووجهوا اتهاماتهم لتنظيمات إسلامية متطرفة، واتهم أحدهم إسرائيل بالوقوف وراء الأحداث، واتهما بالسعي لإشعال حرب أهلية في مصر، رد مصري نموذجي لرمي المسؤولية على الآخر»، بحسب «مزائيل».
وأضاف «تسيفي مزائيل»: هذه الكلمات الخطيرة تأتي في أعقاب زيادة الهجمات من مسلحين في سيناء وبعد 5 تفجيرات للأنبوب الذي ينقل الغاز المصري إلى إسرائيل، منذ خلع مبارك، الأمر الذي أدى إلى إدخال قوات إضافية للجيش المصري إلى سيناء.
وقال السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر: في سيناء تنشط عدة مجموعات إسلامية متطرفة، وفي 29 يوليو الماضي بعد فشل محاولة مجموعة إسلامية متطرفة «احتلال العريش»، وصلت عشرات سيارات الجيب والدراجات النارية الحديثة تحمل حوالي 100 ملثم، ويرتدون ملابس سوداء، ويحملون أسلحة حديثة لميدان الرفاعي، وهو الميدان الرئيسي في العريش، وفتحوا النيران، وأحكموا سيطرتهم عليه، وكانوا يحملون رايات سوداء، كتب عليها «لا إله إلا الله»، و«سيناء إمارة إسلامية»، وحاول محافظ شمال سيناء التفاوض معهم للانسحاب من الميدان، إلا أنه فشل، وطلبوا إلغاء الأحكام القضائية الجنائية وإطلاق سراح عدد من «المخربين» الذين نفذوا عمليات في شرم الشيخ.
وتابع «مزائيل»: بعد فشل المفاوضات، توجه الملثمون لاحتلال مركز الشرطة، واستمرت المعركة حوالي تسع ساعات، وفي نهاية الأمر نجحت السلطات في «منع احتلال المركز»، بعد أن أطلق المهاجمون 15 ألف رصاصة.
وأشار «تسيفي مزائيل» أن «الأحداث الخطيرة في سيناء تعيدنا لفترة المظاهرات الضخمة التي كانت في ميدان التحرير في يناير وفبراير الماضيين، والتي أدت إلى سقوط نظام مبارك، والتي شهدت أيضاً هجوم على السجون وتحرير المساجين، من بينهم سجن المرج، الذي كان يوجد به القيادي في حركة حماس أيمن نوفل، وسامي شهاب، رئيس خلية حزب الله في مصر».
وأضاف السفير «مزائيل»: أيمن نوفل دخل سيناء ووصل لغزة عبر أحد الأنفاق، بعد ساعات من تهريبه من السجن، وشوهد سامي شهاب في العاصمة اللبنانية بعد أربعة أيام من الهروب، وكان هناك من تولى عملية التهريب من السجن في القاهرة للسودان ومن هناك على طائرة إلى لبنان.
وتساءل السفير الإسرائيلي: القضية هي كيف وصلت المجموعات البدوية في سيناء لهذه القدرة التنظيمية، والاتصال السريع مع حماس في غزة مع حزب الله في بيروت، الإجابة الوحيدة هي أن هناك شبكات تعمل في تهريب السلاح من إيران ومن حزب الله لغزة عبر السودان وسيناء، وهذه الشبكات المكونة من بدو محليين، تمول وتنظم من قبل الحرس الثوري الإيراني، لمساعدة حزب الله وحماس.
وادعي «تسيفي مزائيل» أن «إيران مازالت مصدر السلاح الرئيسي لحماس وحزب الله، وحماية شبكات التهريب وتشغيلها هي مصلحة إيرانية – حمساوية، أيضاً خلق حالة من الفوضى وإضعاف السلطة المركزية في سيناء مصلحة هامة لهم، الفوضى في سيناء تعد ميزة لحماس وإيران»، وأضاف: «سيناء مؤهلة اليوم أكثر من أي وقت مضى لتأسيس قاعدة إسلامية متطرفة بمساعدة إيرانية»، وأضاف «حماس ومنظمات سنية أخرى على استعداد لتلقي مساعدات من إيران الشيعية من أجل زيادة قدراتهم»، وقال «تسيفي مزائيل» إن «إسرائيل الآن تواجه معضلة كبيرة، حيث ترى أمام عينيها إقامة قاعدة إسلامية متطرفة تهدد أمنها».