ريمون بعد وفاة والدته وإصابة زوجته: لن أحتفل برأس السنة مرة أخرى

كتب: مصطفى المرصفاوي السبت 01-01-2011 17:16

 

في الغرفة  110 بمستشفى «مار مرقص» جلس «ريمون حلمي فواز» لا يدرى ماذا يفعل، هل يبقى بجوار زوجته، نيفين، المصابة بكسور وشظايا في أنحاء متفرقة من جسدها، في تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية؟ أم يتوجه للمستشفى الجامعي لمتابعة تسلُّم جثمان والدته، التي توفيت في التفجير نفسه،  بعد أن أصابتها الشظايا في مقتل؟

ريمون، الذي لم يتجاوز السادسة والعشرين من عمره، تعوَّد أن يحتفل برأس السنة في كنيسة القديسين، وينتظر والدته أن تأتي إليه كل عام من سوهاج لتشاركه بداية العام الجديد مع زوجته وطفليه.

يقول ريمون: «قبل الحادث بثلاثة أيام وصلت والدتي من سوهاج وهي تحمل الهدايا لأطفالي وزوجتي، وليلة الحادث ذهبنا للكنيسة نحتفل وسط أقاربنا وجيراننا، في البداية مر الاحتفال دون مشاكل، حتى جاء موعد الخروج من الكنيسة الساعة الثانية عشر مساء، ووقفنا بالخارج دقائق معدودة، وقتها شاهدت سيارة تركن صفًّا ثانيا، وشعرت بالقلق، لكن الانفجار لم يمهلني، حيث دوى صوت الانفجار ليغطي على كل شيء».

ويتابع: «ذهلت من التفجير، ولم أصب، وحين أفقت من الصدمة، بحثت عن أسرتي، وعرفت أنهم نقلوا للمستشفى، وقتها تخيلت أن زوجتي توفيت، فبحثت عن أمي، لأجدها بعد دقائق أسلمت الروح، وجثتها أمامي مبتورة الأيدي».

يصمت ريمون طويلا، كأنه يحاول أن يبتعد عن ذكريات الحادث الدموي، ثم يقول: «ما يحدث لا يصدق، وبعدما حدث، لن أحتفل برأس السنة مرة أخرى».