جريمة الإسكندرية والحوار المجتمعى

عبد الناصر سلامة الأربعاء 23-11-2016 21:29

بعد بدء العمل بالفعل فى المشروع غريب الشكل والمضمون، على كورنيش الإسكندرية، بمنطقة مصطفى كامل، عقد المحافظ اللواء رضا فرحات، أمس الأول، لقاءً مع عدد من المسؤولين والبرلمانيين ومسؤولى إدارة نوادى القوات المسلحة، اعتذر خلاله- على حد قوله- عن التأخر فى طرح المشروع للحوار المجتمعى، مؤكداً أن الإسكندرية فى عيون القيادة السياسية، وأن هناك مشروعات وخططاً أخرى فى الطريق سوف يتم الإعلان عنها قريباً بعد اعتمادها. الأحد الماضى، وتحت عنوان (جريمة الإسكندرية) تناولنا تفاصيل المشروع الذى سوف يتكلف نحو مليار جنيه، وحجم النقمة التى يبديها أهالى الإسكندرية جراء هدم مسرح السلام، وإنشاء فندق ضخم على أنقاضه، إضافة إلى إنشاء جراچ متعدد الطوابق على الكورنيش مباشرة، مما يحجب رؤية البحر، ونفق يربط بين الكورنيش والفندق، وكوبرى مجهول الهوية والفائدة، سوى أن مجموعة كبيرة من المحال سوف يتم تشييدها أسفله، وغير ذلك من الأنشطة الرياضية على الكورنيش والأنشطة الاستثمارية، بتمويل لم يحدده المحافظ فى كلمته. المهم أنه فى أعقاب نشر المقال توالت رسائل القرّاء، سواء على شكل إيميلات أو تعقيبات أو مراسلات، أود نقل بعضها كالآتى:

■ الأخ الفاضل والكاتب القدير/ الأستاذ عبدالناصر سلامة.. أشكركم على مقال اليوم «جريمة الإسكندرية»، والمنشور بأمانة بجريدة «المصرى اليوم»، وأود أن أضيف لسيادتكم هذه الحقيقة: فى فترة عمل السيد اللواء عبدالسلام المحجوب محافظاً لمدينة الإسكندرية، أعد أحد المهندسين الاستشاريين الكبار فى مصر نفس فكرة هذا المشروع، وتقدم بها للسيد المحافظ الذى لم يتأخر واستدعى على الفور بعض أساتذة قسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، واجتمع بهم وعرض عليهم المشروع، وهؤلاء الأساتذة مازالوا على قيد الحياة، وعندما استعرضوا المشروع تيقنوا أنه يخدم أغراضاً شخصية بحتة، ويستفيد منه مجموعة من رجال الأعمال، وليس له أى منفعة لمدينة الإسكندرية، بل يتعارض مع طبيعة المدينة، وضد مصالح المواطن العادى، وعلى الفور تم رفض المشروع، لكن للأسف الشديد ظل المشروع فى ذاكرة المستفيدين من رجال الأعمال، وفى الوقت المناسب- مع أن الوقت غير مناسب على الإطلاق- تم إخراج المشروع للنور مرة أخرى، والعمل يجرى على قدم وساق، فى سباق مع الزمن.. الحل- كما ذكرتم سيادتكم- أن يوقف القضاء هذا المشروع فوراً حتى تكون هناك دراسة حقيقية، وأساتذة هندسة الإسكندرية لديهم الخبرة الكافية فى صلاحية المشروع من عدمها، مع تمنياتى لكم بكل التوفيق.

د. مينا بديع عبدالملك- أستاذ الرياضيات بهندسة الإسكندرية

* الأستاذ الفاضل عبدالناصر سلامة..

أود هنا أن أشكرك لمبادرتك الوحيدة لكشف أبعاد المأساة التى تحدث على كورنيش الإسكندرية، من منطقة مصطفى كامل إلى كوبرى ستانلى، حيث هبط علينا، نحن سكان الإسكندرية ومحبيها، مشروع لم نسمع به ولم نطلبه، هذا المشروع استفز الأهالى وجعل الدم يغلى فى عروقنا، وجعلنا نضرب كفا على كف، كيف تمت الموافقة على المشروع، وما الفائدة التى تعود على شعب الإسكندرية منه؟ وشعرنا، نحن أهل الإسكندرية، أنه لا قيمة لنا فى بلدنا، وتعجبنا من صمت المحافظ ونواب الشعب، أنا واحد من الناس الذين نرفض هذا المشروع، وهذا الأسلوب الجائر فى مصائر المدن، وتسلط الجهة السيادية على مصائر العباد، ونتعجب من أين أتى هذا الفكر الشيطانى لأذية الإسكندرية، التى لم يعد بها شواطئ لأهلها، حيث تم تأجير الشواطئ التى أصبحت للأغنياء، ولم نعد نرى البحر معظم المسافات.

أُكرر شكرى لك لمناقشتك هذا المشروع النكبة، وأهيب بك ألا تخذلنا وتسقط هذا الموضوع، لأنك الوحيد، نعم أنت الوحيد، الذى جَرُؤ على ذكر مصيبتنا، بينما مئات الصحف والمحطات التليفزيونية عاملة ودن من طين وودن من عجين، وفقك الله.

أنور رستم- عميد بحرى- مهندس متقاعد

■ فعلها.. عبدالناصر سلامة.. الكاتب الحر، ولم يتجرأ أى أحد غيره أن يتكلم عن اغتصاب الإسكندرية وإهانة أهلها، سلمت وسلمت يدك، فخورة بك، ويا رب الرئيس عبدالفتاح السيسى يسمع شكوى أهالى الإسكندرية، وكفاية أساتذة الجامعة اللى دمروها قبل كده، مش هما إسكندرية ولا حد بيحبهم، يا ريس يا ريس، اسمعنا يا ريس.

أمل صبحى خليفة- كبيرة مذيعات تليفزيون الإسكندرية

■ لقد تأخرتم كثيرا يا أهل الإسكندرية حتى ضاعت مدينتكم ونُهبت، والآن تبكون، وأنا قد بكيت قبلكم حينما ذهبت إلى الإسكندرية فلم أجدها، وهى التى عشت فيها من عام ١٩٦٠ حتى عام ١٩٧٤، وكانت بالفعل عروس البحر الأبيض المتوسط، والآن فقد البحر الأبيض عروسه، ورُدمت كل شواطئ الإسكندرية، وأصبحت جراجات للعربات، وكازينوهات مؤجرة لمجموعة من المنتفعين، وعلى شوارع ٦ أمتار وحارات ٤ أمتار تم تشييد الأبراج المكونة من ٢٠ طابقا، فكيف تم ذلك، يا للحسرة عليك يا مدينتى.

مهندس صلاح شهبور- هندسة الإسكندرية

■ الفاضل الكاتب المحترم الأستاذ/ عبدالناصر سلامة.. استطراداً لمقالكم الصارخ والمعنون (جريمة الإسكندرية)، هل تسمحون لى ببعض الإضافات: لا يرجع عدم رضا أهل الإسكندرية عما يجرى بمنطقة مصطفى كامل إلى أنهم يضنون على أبناء لهم يجودون فى سبيل الوطن بالروح والدم، باعتقاد أن المشروع خاص بهم، لأن أهل الإسكندرية لا يمكن أن يبخلوا على هؤلاء الأبناء بأغلى ما يملكون، وبالتالى لا يمكن أن يبخلوا عليهم بمشروع يشكل نشاطاً اجتماعياً ورياضياً خاصاً بهم، ولكن عدم الرضا يرجع إلى أسباب أخرى وهى:

(١) أن المشروع يقع فى منطقة عنق زجاجة مختنقة سيزيدها اختناقاً، ويؤدى إلى توقف حركة المرور تماما، خاصة بعد أن تم إغلاق نفق عبور المشاة بالمنطقة، والبديل سيكون عبور المشاة سطحيا فى وسط السيارات المندفعة، مما سيعرضهم لكثير من الحوادث، فضلا عن مزيد من تعطل حركة المرور، والموقع الأنسب والأكثر سحرا هو لسان السلسلة بمنطقة الشاطبى الذى كان من أشهر وأجمل المناطق السياحية بالإسكندرية، إلا أنه لظروف نكسة 67 تحول لمنطقة عسكرية.

(٢) أن الأسماء التى تردد أنها صاحبة المشروع، لو صح أنها من الأسماء التى ساهمت فى مشروع مساكن غيط العنب، لأصبح اليقين أنهم لم يساهموا لوجه الله والوطن.

(٣) أن هناك مشروعات أكثر إلحاحا وأكثر أهمية، فالإسكندرية تموت فيها حركة المرور تقريبا فى تقاطعات مهمة مع الطرق الرئيسية، ففضلا عن تقاطعات طريق الكورنيش فى العديد من المناطق، كمحطة الرمل والمنشية وقناة السويس، نجد هذا الموات فى العديد من تقاطعات طريق الحرية كميدان نقطة الإبراهيمية، ومحطة سيدى جابر، وإبراهيم الشريف، والمعسكر الرومانى، هذه التقاطعات هى الأشد احتياجاً لإقامة كبارى أو أنفاق للسيارات، لإعادة الحياة الى حركة المرور.

لواء محمد مطر عبدالخالق- مدير أمن شمال سيناء سابقاً

■ مقالك أثلج صدورنا فى عيد الأضحى الماضى، أعلنت الدولة فى الجرائد عن فتح ٦٦ شاطئا للجمهور خلال العيد فقط!!، مما يدلنا على أن كل الشواطئ مغلقة، لقد أصبحنا غرباء فى بلدنا، هل نقدم بلاغا للنائب العام؟ كل الشواطئ لا تقترب منها إلا برسم دخول استفزازى.. شكرا جزيلا.

سامية رياض

على أى حال، القضية سوف تظل مفتوحة للمناقشة، على الرغم من أن العمل يسير هناك بسرعة لم يسبق لها مثيل، خوفاً من أى قرارات مفاجئة، والمعلومات التى لدينا تؤكد أن العديد من المواطنين قد تقدموا ببلاغات إلى السيد النائب العام، إلا أننا نثق بأنه مازال فى الإسكندرية الرجل الرشيد، الذى سوف يلجأ إلى القضاء المستعجل مباشرة، مادامت وزارة الثقافة قد التزمت الصمت على هدم المسرح، كما وزارة الآثار التزمت الصمت على إنشاء الفندق على أنقاض التاريخ، بينما المحافظ قرر الدفاع عن الخطأ فى مواجهة شعب المحافظة.