قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن المرحوم السفير محمود عبدالجواد، مستشار شيخ الأزهر، حظى بحب الجميع في مشيخة الأزهر الشريف وتقديرهم، وذلك لأدبه الجم وإخلاصه في العمل والقيام خير قيام بكل المهام الموكلة إليه وبكل صدق وإخلاص، مضيفًا أن الأزهر لن ينسى للراحل الكبير ما قدَّمه من تدريب عدد كبير من مسؤولي الأزهر الشريف وشبابه العاملين به على أصول البروتوكول، مِمَّا كان له أثر كبير في إيجاد جيل كبير من الشباب يضطلع الآن بمهام العلاقات العامة وشؤون البروتوكول بالأزهر الشريف.
وخلال التكريم الذي أقامه الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، للسفير محمود عبدالجواد، بحضور عدد من الوزراء والسفراء وحرم السفير محمود عبدالجواد، أوضح شيخ الأزهر أن الخارجية لم تبخل على الأزهر بهذه الشخصية الكبيرة ذات الخبرات الواسعة لتساعده في مهام البروتوكول وتنظيم الاجتماعات والمؤتمرات، مؤكدًا أن دراساته المتعمقة وخبراته الكبيرة، بالإضافةِ إلى تأليفهِ كتابًا عن أصولِ البروتوكول والذي لا يزال مرجعًا مهما في هذا الشأن يرجع إليه كل من يحتاج إليه، وعلى الأخص أعضاء وزارة الخارجية وغيرهم، كل ذلك ساعده في إتقانِ هذه المهام والقيام بها على خير وجه.
وذكر شيخ الأزهر أن السفير محمد عبدالجواد، كان موهوبًا في إجادة أكثر من لغة أوروبية كالإنجليزيَّة والفرنسيَّة والإيطاليَّة، وكان يُثير إعجاب الوفود وينتزع منهم عبارات الإعجاب والثناء، مؤكدًا أن خسارة الأزهر الشريف لفقدان هذا الراحل الكبير لن تعوض، وسيظل الأزهر الشريف يذكر للراحل العزيز الفترة التي قضاها في رحابه وبين زملائه وإخوانه بكل التقدير والإعزاز.
وأضاف شيخ الأزهر أن هذا التكريم هو عرفان بجهود الراحل وأداء لبعض حقه من المؤسَّسَة التي خدمها بكلِّ تفانٍ وإخلاصٍ، مؤكدًا أن الفقيد سيظل أنموذجًا للدبلوماسيَّة الرَّفيعة المتألقة، ومثلًا للشَّبابِ الطَّامحينَ إلى التميُّز والتفرد.
من جانبها، عبرت السيدة نهاد سيف اليزل، حرم المرحوم السفير محمود عبدالجواد، عن شكرها لشيخ الأزهر على تكريمه لزوجها الراحل، معربة عن سعادتها بقضاء زوجها سنواته الأخيرة إلى جوار فضيلة الإمام في خدمة الأزهر الشريف.
وقال عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، إن السفير الراحل محمود عبدالجواد، مستشار شيخ الأزهر، كان هادئا باسما وكان ييسر ولا يعسر، واختتم مسيرته خير ختام بأن عمل بجانب الإمام الأكبر في هذه المؤسسة العريقة، وهي الأزهر الشريف.
ومن جانبها، قالت السفيرة ميرفت تلاوي، إن السفير محمود عبدالجواد، أحد أبناء مدرسة الخارجية، فقد كان متسامحًا وصادقًا وأمينًا، وافتقدناه، حيث جاءت وفاته سريعًا، وتابعت: «كان مدير مكتبى عندما كنت مسؤولة عن المجموعة الاقتصادية وساعدنى كثيرًا فكان خير المساعد».
فيما أضاف الدكتور مصطفى الفقى، المفكر السياسي، لقد أثبت الإمام الأكبر، أن الأزهر لا يستقبل فقط بل يودع أيضًا، وهى المؤسسة الإسلامية الأولى في العالم، فلقد عمل الراحل معى وكان مبتسمًا سمحًا مخلصًا متعاونًا، وتابع: «إننا اليوم نؤبن شخصية استثنائية، فقد كان يؤمن بأن الصداقة هي أفضل ما يحمله المرء في حياته».
وأعرب السفراء الذين شهدوا التكريم عن تقديرهم لتكريم الأزهر الشريف لرجاله جزاء ما قدموه لهذه المؤسسة العريقة، وهو مايدل على أن الأزهر لا ينسى المخلصين له، مؤكدين أن السفير محمود عبدالجواد كان واسع الاطلاع ويجيد التحدث في السياسة والأدب، ويحظى بتقدير كل المسؤولين في وزارة الخارجية المصرية.