أوباما يحذّر من خسارة اتفاق التبادل الحر ويعد بانتقال هادئ للسلطة

كتب: لمياء نبيل الإثنين 21-11-2016 15:45

في ظل المخاوف من تولي الجمهوري، دونالد ترامب، رئاسة أكبر دولة بالعالم لنقص خبرته السياسية وخطته القادمة، وعد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بانتقال هادئ للسلطة.

وقال الرئيس الذي سيغادر البيت الأبيض في 20 يناير المقبل، في ختام آخر جولة خارجية له على هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادئ (أبيك)، إنه يريد التقيد بالتقاليد الأمريكية ممتنعًا عن انتقاد خليفته في آخر مؤتمر صحفي له خارج الولايات المتحدة بعد ثماني سنوات من السلطة.

وقال أوباما: «أريد أن أحترم المنصب الرئاسي، وأن أترك للرئيس المنتخب فرصة تشكيل فريقه ووضع سياسته دون أن تعلن مواقف في كل لحظة».

كان أوباما انتقد ترامب بقسوة خلال الحملة الانتخابية، واتهمه بتقويض «الديمقراطية الأمريكية»، في الوقت الذي كان رجل الأعمال الشعبوي متوترا بشأن الطريقة التي سيتلقى فيها حكم صناديق الاقتراع في الثامن من نوفمبر الجاري.

وذكر أوباما أن سلفه جورج بوش الابن الذي تولى من عام 2000 وحتى 2008 قال عنه إنه «كان لائقًا إلى أبعد حد» عندما نصب هو رئيسا في ولايته الأولى عام 2008، لكن بوش أضاف آنذاك أنه سيتابع بدقة أي مساس محتمل بالقيم الأساسية للولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأمريكي الرابع والأربعون «كمواطن معني بعمق ببلدنا، إذا بدت لي الأمور المحددة وبعيدا عن الأفكار والخلافات السياسية، تضر بقيمنا ومثلنا الأساسية، وأرى أنه من الضروري الدفاع عنها، فسأفعل ذلك».

وسعى أوباما من جهته لتهدئة قلق شركائه فيما يتعلق بالمشاريع الحمائية لترامب، وقد طلب منهم منح الرئيس المنتخب «فرصة»، مؤكدا أن «الحكم لا يجري دائما مثل الحملة الانتخابية».

وتشعر دول آسيا والمحيط الهادئ بالقلق، خصوصًا من تهديدات تخلي إدارة ترامب عن «الشراكة عبر المحيط الهادئ»، واتفاق التبادل الحر الذي وقع في 2015 من 12 بلدًا في المنطقة ما عدا الصين.

من ناحية أخرى انتهزت الصين قمة (أبيك) لتطلق مبادراتها البديلة «الشراكة الاقتصادية التكاملية»، وهي مشروع اتفاق للتبادل الحر بين دول رابطة جنوب شرق آسيا وأستراليا والصين والهند لكن دون الولايات المتحدة.

وقال أوباما أمس، الأحد، في تصريحات، إن «شركاءنا قالوا بوضوح إنهم سيسيرون قدمًا في الشراكة عبر المحيط الهادئ ويرغبون في القيام بذلك مع الولايات المتحدة».

وحذّر بشكل غير مباشر ترامب من التخلي عن هذه الاتفاقية، معتبرًا أن ذلك سيفتح طريقًا واسعًا للمبادرة الصينية المطروحة وهذا قد لا يكون بالضرورة مفيدًا للولايات المتحدة، وقال «نشهد دعوات إلى اتفاقات تجارية أقل طموحا في المنطقة بشروط أقل وحماية أقل للعمال والبيئة».

وفي لقاء غير رسمي على هامش قمة (أبيك)، حض أوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين على بذل الجهود للحد من أعمال العنف ومعاناة السكان في سوريا.

وأبلغ أوباما نظيره الروسي بوتين بأن على وزيرى الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرجي لافروف مواصلة القيام بمبادرات مع المجتمع الدولي للحد من العنف والتخفيف من معاناة الشعب السوري، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.

من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، لوكالة الأنباء الروسية، إن أوباما وبوتين تبادلا التحية في مستهل اللقاء، وأجريا مناقشة مقتضبة جدا من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.

وحض الرئيس الأمريكي بوتين على احترام التزامات روسيا التي نصت عليها اتفاقات (مينسك)، مشددا على تمسك الولايات المتحدة وشركائها باحترام سيادة أوكرانيا.

وقال أوباما إنه في الوقت الحالي «أنوي إنهاء عملي في الشهرين المقبلين، وبعد ذلك أذهب مع ميشيل في عطلة وأمضي فترة راحة وبعض الوقت مع ابنتي وأكتب قليلاً وأفكر».

وأثار أوباما مفاجأة خلال قمة (أبيك) بتأكيده أنه يريد التأثير بشكل حاسم على السياسة الدولية حتى النهاية، خصوصًا في الملف الأوكراني مع روسيا، بينما بدأ بوتين وترامب بحث القضية.

وأكد الرئيس المنتهية ولايته على دعوة بوتين «لإعطاء توجيهات إلى مفاوضيه ليعملوا معنا»- قاصدا الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا- مضيفا «لنري ما إذا كان من الممكن التوصل إلى تسوية قبل نهاية ولايتي».

وسبب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في مارس 2014، توترا سياسيًا غير مسبوق منذ انتهاء الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن، الأمر الذي أعقبته عقوبات قاسية على روسيا من الولايات المتحدة.

وأثار فوز ترامب قلقًا في أوكرانيا، خصوصًا بعد اتهام منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، بأنها «دمية» بيد «بوتين».