بإبرة وخيوط ذهبية أبهرت «ولاء» الزائرين معرض المشغولات اليدوية، الذى افتتح أمس الأول، بأرض المعارض بمدينة نصر، حيث جلست فى مدخل بوابة المعرض أمامها نول خشبى صمم خصيصا لعملها، تطرز عليه مشغولاتها من «المنسج والتلى»، أحد فنون التطريز الشهيرة فى الصعيد، والذى تتقنه المرأة الصعيدية منذ القرن الـ١٨ وتوارثته الفتيات على مر الزمان، وفى قرية «شندويل» بمحافظة سوهاج تغلغل هذا الفن بين فتيات القرية وبرعن فيه، وباتت منتجاتهن اليدوية تغزو أسواق العالم.
«المنسج والتلى ده تراثنا الصعيدى اللى اتربينا وكبرنا عليه، ولازم نحافظ عليه ونفتخر به فى كل حتة»، هكذا قالت ولاء عرابى، من جزيرة شندويل، إحدى أشهر المناطق التى تعمل فى هذه الصنعة بمحافظة سوهاج، لافتة إلى أنها تعمل فى «المنسج والتلى» منذ 15 سنة وتعلمته من والدتها.
وأوضحت أن هذه الصناعة معظم نساء قريتها يعملن بها ويزينّ بها ملابسهن منذ مئات السنوات، خاصة فى الزفاف ويتوارثنها جيل بعد جيل، وقالت: «أمى توارثتها عن والدتها، وأنا تعلمتها وكان عمرى 11 سنة، وبقالى 15 سنة فيها، وكنا بنشتغل زمان على قفص الخضار ودلوقت بنول خشبى يصمم خصيصا للتلى والمنسج».
«موجات مياه النيل»، «أشجار القرية الريفية مثل النخيل»، «الجمال» و«البط والأوز»، هى الأشكال الأكثر طلبا فى ملابس زفاف العروس لحمايتها من الحسد، حسبما أكدت «ولاء»، وقالت: «فى أشكال كتير بنعملها قالولنا إنها بتحمى من الحسد، زى الورد على الشال والنيل والنخيل والبط والوز على الملابس وغيرها».
تنتج «ولاء» فى الشهر ما بين قطعتين أو ثلاث حسب الحجم، حيث تستغرق القطعة الواحدة ما يقرب من 15 يوما فى معدل 8 ساعات عمل يوميا، وقالت: «الشغل بيحتاج تدقيق كبير مننا، وباقعد حوالى شهر عشان أعمل قطعتين أو تلاتة».
وصول منتجات ولاء ومثيلاتها إلى المعارض المحلية والعالمية كان بسبب يد داعمة لهن، حسبما قالت: «جمعية جزيرة شندويل الأهلية التى أنشئت بالجزيرة تساعد الفتيات على تسويق منتجاتهن وعرضها بالمعارض المحلية والعالمية»، مضيفة: «عرضت شغلى فى معارض محلية كثيرة، وآخرها معرض المشغولات اليدوية، وبره مصر عرضت فى ألمانيا وأبهرهم شغلنا وتراثنا المصرى الجميل».