أكدت الدكتورة منى مينا، وكيل نقابة الأطباء، أن حديثها حول استخدام السرنجات مرتين «تم اجتزاؤه من سياقه، وأن هناك محاولة خبيثة لاصطناع مشكلة عن طريق تحوير الكلام، ومن أثاروا هذه البلبلة لم يستمعوا للحديث بدقة».
معلنة تحملها المسؤولية عن كل كلمة ذكرتها، ووجود أزمة نواقص حقيقية للمستلزمات الطبية داخل المستشفيات.
وطالبت وكيل النقابة، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، بسرعة التدخل ووضع حلول جذرية لإنهاء هذه الأزمة، والمتمثلة فى إعادة تشغيل المصانع الوطنية، وتوفير بدائل مصرية للأدوية مرتفعة الثمن المستوردة، ودعم الدولة لصناعة الدواء باعتبارها «أمنا قوميا مصريا».. وإلى نص الحوار:
■ فى البداية.. ما تقييمك للهجوم عليكِ بعد حديثك عن المستلزمات الطبية واستخدام السرنجات؟
- يبدو للأسف الشديد أن أغلب المواقع التى نشرت الحديث وعلقت عليه لم تسمعه بدقة، أو لم تسمعه على الإطلاق قبل تناقل التعليقات غير الدقيقة، بل والمغلوطة حوله، والمداخلة التليفونية كانت حديثاً طويلاً (حوالى 15 دقيقة) حول نقص المحاليل والمستلزمات واختفاء العديد من أنواع الدواء الأساسية، وهناك حقائق عديدة خطيرة فى المداخلة، لكن يبدو للأسف أن هناك محاولة لتحوير جزء من الحديث والتركيز عليه، للتغطية على المشاكل المهمة التى تحتاج لنقاش جاد وحلول حقيقية كما طالبت فى حديثى.
■ ماذا عن حديثكِ الخاص باستخدام السرنجات مرتين؟
- بالنسبة للجزء الخاص بالسرنجات، قلت فيه نصاً: «وصلتنى رسالة على هاتفى من أحد شباب الأطباء، يستغيث من تعليمات شفوية من إدارة المستشفى لاستخدام نصف المستلزمات، فالمريض الذى يستخدم جهازى تعليق محاليل خلال 24 ساعة يستخدم جهازاً واحداً، والمريض المحتاج لسرنجتين غطى السرنجة واستخدمها مرة ثانية».. فالكلام هنا واضح، أنه يعنى أن الاستخدام مرتين لنفس المريض وليس من مريض لآخر، ولكنه مرفوض بالطبع حتى لنفس المريض، وذلك لمخالفته قواعد مكافحة العدوى.. وعندما سألنى الإعلامى جابر القرموطى قائلا: «أقدر أقول إن مستشفيات مصر بتعمل بنصف طاقتها؟»، كان ردى: «ماعنديش إحصائيات دقيقة عشان أقدر أعمم»، ثم شرحت الشكوى التى أعلنتها مستشفيات طب أسيوط، وأيضاً كاستغاثة من نقص الأدوية والمستلزمات.
■ وزارة الصحة أعلنت مقاضاتكِ.. والمتحدث باسم الوزارة قال: «هذا الكلام أثار بلبلة وذعراً بين المرضى».
- الحقيقة أننى أشعر بأن هناك محاولة خبيثة لاصطناع مشكلة عن طريق تحوير الكلام، ومقاضاة الوزارة «فقاعة» ومحاولة لإسكات نقابة الأطباء عما تراه من أخطاء، كما أن البلبلة سببها واضح من البداية، وهو نقص الأدوية والمستلزمات الطبية داخل المستشفيات.. وأكرر: استمعوا للحديث الموجود مع الخبر كله، وأنا مسؤولة عن كل كلمة فيه، لكنى غير مسؤولة عما تناقلته المواقع من مبالغات وتحريف، وأظن أن هذه المبالغات والتحريف مقصودة للإلهاء عن الموضوع الأولى بالاهتمام.
■ نعود لأزمة الأدوية.. ما حقيقة نقصها داخل المستشفيات؟
- هناك مشكلة حقيقية فى الأدوية والمستلزمات الطبية كالسرنجات والمحاليل والأدوية، ولا أحد يستطيع إثبات ذلك، لكن المواطن يشعر بهذا الأمر من تلقاء نفسه، لأنه واضح جداً تفاقم أزمة نواقص الأدوية.. والمشكلة بدأت مع أزمة الدولار أثناء ارتفاع سعره المبالغ فيه فى السوق السوداء- أى قبل تعويم الجنيه- وبالتالى فإن أغلب الدواء مستورد وهذا هو مصدر الأزمة الحقيقية، فلا ننسى أن الدواء المصرى كان متوافراً، بل كانت مصر تصدّره للدول العربية لأننا كنا نعتمد على صناعتنا المحلية للدواء، أما الآن فأصبحنا نعتمد على الدواء كمادة خام، وتكتفى الشركة بتحويله لهيئته الدوائية وتعبئته، وفى رأيى أن هذا هو أصل المشكلة التى تجعل سلعة حيوية كالدواء عرضة لاهتزازات سعر الدولار، فى الوقت الذى كان لدينا بالفعل صناعة دواء عريقة قلّ الاعتماد عليها، ومن ثم علينا أن نفكر بشكل إيجابى وننتبه لأهمية الدواء كأمن قومى مصرى، وأن توفر الدولة احتياجاتها من الدواء بنفسها لتؤمّن ذلك.
■ لماذا أعلنتِ شكوى الطبيب الشاب على الهواء ولم تتوجهِى بها إلى المسؤولين؟
- دائماً ما نوجه مخاطبات للمسؤولين، ولا نجد استجابات على الإطلاق، ولا نجد اهتماما بالرد عليها، وهذا الأمر أغلق أمامنا كل طرق الاستغاثة بالمسؤولين، فهناك تعسف إدارى واضح وإغلاق لطرق التفاهم بين الجهات المسؤولة والرقابية، وهو ما دفعنى لإعلان الشكوى أمام الجميع.
■ فى رأيكِ.. ما الحلول الحقيقية لأزمة نقص المستلزمات الطبية بالمستشفيات؟
- علاج الأزمة يتم بحصر الأزمة والتوجه للشركات المنتجة للدواء المتعثرة لأى سبب ودعمها، ومن المؤكد أن هناك معوقات ومشاكل، لكن يجب دعم الصناعة الوطنية، والمتمثلة فى الشركات الحكومية وقطاع الأعمال والاستثمارية، وعمل حصر بكل الأدوية التى يوجد لها بدائل مصرية، وبالأدوية التى ليس لها مثائل وتخصيص دعم من الدولة لاستيرادها، لأن الدواء قضية حياة أو موت.. وكلامى هذا ينطبق على الأدوية والفلاتر والمحاليل والسرنجات، ويتم بحث أسباب التعثر وحله، لأن المشكلة لن تُحل من تلقاء نفسها، خاصة أن التسكين الذى نقوم به دائماً سيجعل الأزمة تتفاقم مرة أخرى، بينما وضع حلول جذرية هو ما سينهى الأزمة.