حرب تصريحات في لبنان بعد نشر تفاصيل قرار المحكمة الدولية

كتب: وكالات الخميس 18-08-2011 17:05

انتقد رئيس الوزراء اللبنانى السابق سعد الحريرى الخطاب، الذى ألقاه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، بعد نشر القرار الاتهامى بقضية اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريرى عام 2005، معتبراً أنه سعى لتحويل الموضوع إلى خلاف مذهبى بين السنة والشيعة، واتهمه بـ«التحريف والسعى لقلب الحقائق».


وبعدما اعتبر نصرالله، الأربعاء، التحقيق فى عملية اغتيال الحريرى «غير شفاف»، وأن القرار الاتهامى لا يستند إلى أدلة حقيقية، وإنما ظرفية، وأن اتهام عناصر من «حزب الله» يستهدف المقاومة، معتبراً أن «القوى الغربية تسعى إلى تخريب العلاقات بين الطوائف اللبنانية ولاسيما الشيعة والسنة»، علق الحريرى قائلاً: «لم تكن موفقاً يا سيد حسن، خصوصاً لهجة الكلام غير البرىء، الذى حاول أن يضع الطائفة الشيعية فى دائرة الخطر».


ورأى الحريرى أن تصريحات نصرالله تنقل الاتهام من «4 أشخاص حزبيين إلى كامل أبناء الطائفة الشيعية، وذلك منتهى التحريف»، معتبراً أن الطائفة الشيعية «أشرف من أن تتورط فى دم الرئيس رفيق الحريرى وليست محل اتهام من أحد».


وكانت المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريرى قد أعلنت، فى بيان الأربعاء، أن هناك من الأدلة ما يكفى لبدء محاكمة «عادلة وشفافة». ونشرت المحكمة الجزء الأكبر من القرار الاتهامى، الذى قدمه المدعى العام دانيال بلمار بعد مصادقة قاضى الإجراءات التمهيدية عليه.


والمتهمون بـ«ارتكاب عمل إرهابى والمشاركة فى قتل رفيق الحريرى و21 شخصا آخر عمدا» بحسب القرار، هم مصطفى أمين بدر الدين وسليم جميل عياش وحسين حسن عنيسى وأسد حسن صبرا، وصدرت بحقهم جميعا مذكرات توقيف غيابية، وهم بحسب القرار الاتهامى «مناصرون لحزب الله»، الذى «تورط جناحه العسكرى فى الماضى فى عمليات إرهابية». وتؤيد الأدلة المرفقة بقرار الاتهام (التى تعرف بالمواد المؤيدة، والتى تقع فيما يزيد على 20000 صفحة) الادعاءات المرتبطة بالوقائع والتهم الواردة فيه، حيث ذكر القرار تفاصيل عملية الاغتيال، موضحاً أنه فى صباح 14 فبراير 2005، اتخذ أعضاء مجموعة اغتيال مؤلفة من عياش وأشخاص آخرين مواقعهم فى أماكن عدة يستطيعون منها تعقب ومراقبة موكب الحريرى لدى توجهه لحضور جلسة لمجلس النواب، قادماً من مسكنه بقصر قريطم فى بيروت. وقبيل الساعة الـ12 ظهراً، غادر الحريرى مجلس النواب وذهب إلى مقهى «بلاس دو ليتوال» القريب وبقى فيه 45 دقيقة تقريباً، قبل مغادرته، عائداً إلى منزله. وفى حوالى الساعة 12.49 استقل الحريرى سيارته يرافقه النائب باسل فليحان، وانطلق الموكب من ساحة النجمة. وبدأ الحريرى وجهازه الأمنى رحلة العودة إلى قصر قريطم فى موكب مؤلف من 6سيارات، سالكين طريقا بحرياً مرورا بشارع ميناء الحصن.


وفى الساعة 12.52 اتجهت سيارة «فان ميتسوبيشى كانتر» ببطء نحو فندق سان جورج الكائن فى شارع ميناء الحصن. وقبل مرور الموكب بدقيقتين تقريباً، تحركت «فان ميتسوبيشى كانتر» إلى موضعها النهائى فى شارع ميناء الحصن. وفى الساعة 12.55، عند مرور موكب الحريرى مقابل فندق سان جورج، فجّر انتحارى كمية هائلة من المتفجرات المخبأة فى الجزء المخصص للحمولة فى «فان ميتسوبيشى كانتر»، فقتل الحريرى و21 شخصا آخر وأصيب 231 شخصا آخر.


وأوضح القرار أنه بعد الانفجار، أجرى عنيسى وصبرا-وهما يعملان معا- اتصالات هاتفية بمكتبى وكالة «رويترز» للأنباء وقناة «الجزيرة» فى بيروت. ثم اتصل صبرا بقناة «الجزيرة» مرة أخرى ليعلمها بمكان شريط فيديو وضع على شجرة فى ساحة الإسكوا فى بيروت. وفى شريط الفيديو الذى بث فيما بعد على شاشة التليفزيون، أعلن رجل، يدعى أحمد أبوعدس، زوراً أنه الانتحارى الذى نفذ العملية باسم جماعة أصولية وهمية مشيرا إليها باسم «جماعة النصرة والجهاد فى بلاد الشام».