قالت وزارة الداخلية الألمانية، إن الشرطة داهمت، الثلاثاء، نحو 190 مسجدا وشقة سكنية ومكتبا على صلة بجماعة «الدين الحق» السلفية المتشددة في 10 ولايات ألمانية، في الوقت الذي حظرت فيه الحكومة الجماعة، واتهمتها بالعمل على توجيه الشباب نحو الفكر المتشدد.
وقال وزير الداخلية توماس دي مايتسيره، إن الجماعة تواصلت مع شباب ووزعت عليهم نسخا من المصحف الشريف، وغيرها من المواد الدينية وإنها أقنعت 140 منهم بالانضمام إلى المقاتلين في العراق وسوريا.
وأضاف أن الحظر الصادر بحق المنظمة، غير موجه ضد توزيع نسخ المصحف، أو ترجمة معانيه، بل موجه ضد إساءة استغلال الدين من جانب أشخاص يروجون للأفكار المتطرفة ويدعمون المنظمات الإرهابية تحت ستار الإسلام.
وأوضح وزير الداخلية حظر حملات توزيع المصحف الشريف، التي كان يقوم بها سلفيون متطرفون في مدن ألمانية إشارة مهمة في مكافحة الإرهاب الإسلامي، متابعا: «إن ألمانيا دولة ديمقراطية محصنة، وليس هناك مكان في مجتمعنا لإسلاميين راديكاليين ينشرون العنف». فيما قالت متحدثة باسم الوزارة، إنه لا يوجد ما يشير إلى أن منظمة «الدين الحق» ذاتها كانت تخطط لشن هجمات.
وكشف تقديرات وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية ووكالات أمنية أخرى أن من بين الإسلاميين في ألمانيا، يوجد نحو 11 ألف شخص لديهم «ميول إرهابية»، ومن بينهم 500 شخص يعتقد أنهم راغبون وقادرون على ارتكاب عمل إرهابي. وأشارت إلى توجه أكثر من 800 من الإسلاميين المتطرفين من ألمانيا إلى مناطق القتال في سوريا والعراق، وعاد نحو ثلث هذا العدد إلى ألمانيا مرة أخرى، واكتسب 70 منهم خبرة قتالية.
وذكرت دوائر أمنية ألمانية أن الداعية، إبراهيم أبوناجي، الذي يقف وراء الجماعة السلفية المحظورة حاليا بألمانيا خطط لتوسيع حملات التجنيد لصالح تنظيم «داعش» في 15 دولة، من بينها فرنسا وبريطانيا والسويد والنمسا والبحرين والبرازيل وماليزيا.
ومنذ عام 2012 حظرت الحكومة 5 منظمات أخرى بدعوى أن لها ميول نحو الإسلام المتشدد، وتتعرض المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل لضغوط لتعزيز الأمن منذ وقوع سلسلة من الهجمات التي تبناها «داعش» المتشدد في أوروبا، كما تعرضت للنقد بعد قرارها بالسماح بدخول نحو 900 ألف مهاجر إلى البلاد، العام الماضي.