ترامب في البيت الأبيض.. العالم ينتظر قراراته (تقرير)

كتب: لمياء نبيل الأحد 13-11-2016 15:25

وصل المبتدىء سياسًيا، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، في مفاجأة لم يتوقعها لا الحزبين الكبيرين ولا السلطة التنفيذية ولا معظم وسائل الإعلام، فكانت هيلاري كلينتون الأوفر حظا في استطلاعات الرأي.

وبغض النظر عن علامات الاستفهام الكثيرة، التي تحيط بالسياسة الخارجية الأمريكية، يطرح عدد كبير من بلدان العالم تساؤلات حول فوز الرئيس السبعيني وما سيخلفه من تداعيات على الاقتصاد العالمي.

فخلال الحملة الانتخابية، شكك الملياردير الأميركي بجدوى التحالفات القديمة وأهميتها، وكان أبرزها حلف شمال الأطلسي واتفاق باريس حول المناخ أو الاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي الذي أجريت مفاوضات شاقة في شأنه، في الوقت الذي أثارت إشادته بصفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قلق أوروبا.

وبالتزامن يغادر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، الاثنين، للقيام بآخر رحلة أوروبية ستقوده إلى اليونان وألمانيا حيث سيحاول – كعامل توازن غير مسبوق- طمأنة الحلفاء الذين صدمهم انتخاب دونالد ترامب.

وتتمثل المفارقة في حرص أوباما الذي وجه انتقادات عنيفة بشأن خطر رئاسة ترامب، على تأمين انتقال هادئ وطمأنة نظرائه الأوروبيين القلقين مما ستكون عليه الديمقراطية الأمريكية.

وقالت هيذر كونلي من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: «إنهم يشعرون بالقلق الشديد لأن القوى الشعبوية والوطنية نفسها، سواء في قضايا الهجرة أو التبادل الحر، تعتمد تعبيرا سياسيا قويا في أوروبا»، مذكرا بالاستحقاقات الانتخابية الكثيرة المقبلة، وفي مقدمها الانتخابات الرئاسية الفرنسية في ربيع 2017.

وغداة انتخابه، ذكّرت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، دونالد ترامب بعبارات واضحة جدا بالمعايير التي تنظم التعاون الوثيق بين البلدين: «الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان وكرامته بمعزل عن لون بشرته ودينه وجنسه أو معتقداته السياسية».

وسيستفيد أوباما من هذه الرحلة للقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي.
وسينهي أوباما جولته بزيارة إلى البيرو حيث سيشارك في منتدى التعاون الاقتصادي آسيا-المحيط الهادئ.

وعلى الصعيد الداخلي، أكد انتخاب ترامب على تحول كبير في السياسة الاقتصادية، فيسعى الرئيس المنتخب إلى خفض الضرائب وزيادة الإنفاق على البنية التحتية أو بعبارة أخرى المزيد من الحوافز الاقتصادية في الميزانية الحكومية، الأمر الذي سيزيد الضغوط على مجلس الاحتياطي الاتحادي للحفاظ على التوازن بين تشديد السياسة النقدية ووصول التضخم إلى المعدل المستهدف، في الوقت الذي فسر اقتصاديين أن خبرة ترامب الاقتصادية بعد الأزمة المالية العالمية، كان لها الأثر الأكبر في نجاحه بانتخابات الرئاسة.

أما في الشرق الأوسط، أفرز انتخاب ترامب على انقسامات في الرأي حول مدى ما ستؤول إليه المنطقة التي تعاني من القلق السياسي فضلا عن صعوبات اقتصادية بعد الربيع العربي، وغرق أسعار النفط.

وهدد ترامب خلال حملته بمنع المسلمين من الولايات المتحدة، الأمر الذي تردد أصداؤه في أنحاء العالم العربي وخاصة مع الحلفاء التقليدين في المنطقة.

وواقع الأمر أن ترامب سيرث ميراث فوضوي بدء من الحرب في سوريا، مع صعوبة وجود نهاية في الأفق خاصة وأنها مستمرة منذ أكثر من نصف ولاية الرئيس أوباما، فضلا عن تصاعد الصراع بين إيران والسعودية في اليمن، بالتزامن مع غضب خليجي من الاتفاق النووي الإيراني، في الوقت الذي توفر الولايات المتحدة الدعم الجوي للقوات البرية العربية والكردية لمواجهة داعش.

وتهاب المنطقة الخليجية من تزايد الفتور على الجانب الاقتصادي، ففي عهد أوباما فقدت المملكة العربية السعودية على سبيل المثال نفوذها المعتاد في واشنطن، فيمتزج بين الشعوب العربية مزيج من الأمل والخوف بعد صدمة انتخاب ترامب.