انتهت الأزمة التى نشبت مؤخراً بين مجلس الشعب، و«المصرى اليوم»، بسبب كاريكاتير الفنان عمرو سليم الذى نشرته الجريدة فى 11 ديسمبر الجارى، عقب الكلمة التى ألقاها مجدى الجلاد، رئيس التحرير، أمام لجنة الثقافة والإعلام فى المجلس برئاسة أمين مبارك، مساء الثلاثاء.
بدأ الاجتماع بإلقاء النائب الدكتور زكريا عزمى بياناً عاجلاً قال فيه إنه فوجئ بـ«المصرى اليوم» تنشر كاريكاتيراً اعتبره يمثل إهانة للمجلس بسبب القطط والكلاب التى وردت فى الرسم، وأضاف: «لن أسمح لنفسى بأن يسجن صحفى أو حتى يساءل أمام القضاء، ولى سوابق عديدة فى ذلك أبرزها كانت مع جريدة «الشعب»، ولكنى فى الوقت نفسه استخدمت حقى طبقاً للمادة 6 من اللائحة الداخلية للمجلس، وبالتالى فالأمر أصبح فى يد أعضاء المجلس».
وتابع عزمى: «اتصل بى مجدى الجلاد عقب ما قلته فى المجلس، وأكد لى أن الجريدة لم تقصد إهانة البرلمان، ولكنى اعتدت أن أتناقش مع أى صحفى عقب كتابته شىء ما، لأنى أؤمن بوجهات النظر المختلفة، ومع ذلك فأنا أربأ بمجلس الشعب أن يكون سبباً فى حبس أى صحفى».
من جانبه قال مجدى الجلاد إنه يكّن كل الاحترام والتقدير لأعضاء مجلس الشعب مشيراً إلى وجود علاقة وطيدة بين الصحافة والمجلس، خاصة أن العديد من الاستجوابات وطلبات الإحاطة يتم تقديمها على أساس ما ينشر فى الصحف، التى تساهم بدورها فى الدور الرقابى إلى جانب مجلس الشعب.
وأضاف الجلاد: «رغم أنه ليس مطلوباً من أحد معرفة تاريخ فن الكاريكاتير، فإن هناك بعض الأمور يجب توضيحها لإزالة «اللبس» الذى جاء نتيجة التأويل السريع للقضية، فهذا الفن نشأ منذ العصر الفرعونى، وما هو مرسوم على الجدران أبسط دليل على ذلك، وفى تعريف المراجع التاريخية لهذا الفن، فإن الكاريكاتير يعتمد على رسوم يتاح فيها تحريف الملامح الطبيعية، وغالباً ما تكون بأشكال الحيوانات، ويستخدم الفنان كل العناصر الموجودة فى الحياة».
وأوضح الجلاد أن «سليم» لم يكن يقصد برسمه مجلس الشعب المصرى، وأنه إذا راجعنا الكاريكاتير نجده يتحدث عن فكرة الانتخابات، وتمثيل مجموعة لمجموعة أكبر منهم، مشيراً إلى أن التعبير عن أفكار اجتماعية وسياسية عن طريق تشبيه الشخصية بجسد حيوان أمر معمول به فى الصحافة العالمية والمصرية، وقال: «منذ عدة سنوات دخلت جريدة «الجمهورية» فى أزمة بسبب كاريكاتير حينما نشرت رسماً للأستاذ رمسيس ينتقد فيه تأجيل مباريات الدورى عن طريق كاريكاتير يصور فيه محمد أحمد، رئيس اتحاد كرة القدم الأسبق، ورغم أن وجه رئيس الاتحاد واضح فى الرسم إلا أن المحكمة قالت «من شيمة رسم الكاريكاتير التهكم والسخرية اللاذعة وقضت بأنه لا وجه لإقامة الدعوى طالما لم يتم ذكر أى أسماء».
وأكد الجلاد حرص «المصرى اليوم» على الالتزام بآداب الحوار حتى فى النقد والاختلاف. والحرص أيضاً على الوقوف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية، وأنهى كلامه مخاطباً البرلمان: « أنتم أكبر من مساءلة مبدع على فنه وأرقى من التفتيش فى نوايا الفنان، وأربأ بمجلس الشعب أن يسأل عمرو سليم عن نواياه».
وقال النائب البرلمانى عبدالعظيم الباسل، نائب رئيس تحرير «الأهرام» أمين سر اللجنة، إنه يحق للفنان التعبير عن رأيه بالرسم، كما أن الرسم لم يذكر فيه مجلس الشعب.
وأشار النائب جمال أسعد إلى أن تجاوزات الديمقراطية لا تواجه إلا بمزيد من الديمقراطية، مؤكداً أن فن الكاريكاتير تجاوز كل الحدود بأكثر مما نتصور، ومن الطبيعى وجود اختلاف فى عملية التلقى لهذا الرسم.
وقال أمين مبارك رئيس اللجنة إن هذا النقاش الحضارى دليل على صحة المناخ البرلمانى، وإيجابية العلاقة بين الصحافة والمجلس التشريعى، مضيفاً أن حضور رئيس تحرير «المصرى اليوم» لهذه الجلسة بهدف شرح موقف الجريدة كان له أثر إيجابى فى إنهاء الأزمة».