لايزال العمل جارياً في إنشاء أكبر مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية على أرض أسوان، وبالتحديد في صحراء قرية بنبان التابعة لمركز (دراو) والتى تبعد 35 كيلو شمال أسوان، وهو أكبر مشروع في مصر لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، حيث يعتمد على استغلال الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء النظيفة.
في البداية يقول المهندس حسان عيسى، مدير المشروعات بشركة «إكس دى إيجيماك»، الشركة المنفذة لمشروع إنشاء 4 محطات محولات، إنه تم الانتهاء من تنفيذ 70% من أعمال التوليد والتركيب بالمحطات وهى محطات محولات بنبان (1، 2، 3، 4) لنقل الطاقة المنتجة من المحطات الشمسية جهد (22 ك. ف) ورفعها إلى (220 ك. ف) ثم إلى الشبكة القومية الموحدة، حيث تقوم الشركة بإنشاء محطات المحولات المسؤولة عن ربط كل المحطات الشمسية بالشبكة القومية الموحدة لمصر.
وأضاف «عيسى» أنه تم الانتهاء من تركيب محولات ومفاتيح 220 ك. فولت، ومتوقع الانتهاء من جميع الأعمال في فبراير المقبل، مشيراً إلى أن المشروع تصل مساحته إلى نحو 30 كيلومتراً مربعاً، ومن المقرر أن تصل الكهرباء المولدة من المشروع إلى 2000 ميجا وات، أي حوالى ما يقرب من إنتاج كهرباء السد العالى.
وتابع: «بدأنا العمل في تنفيذ المحطات في 10 يناير الماضى، وهى مكونة من جزءين، الأول الأعمال المدنية والثانى الأعمال الكهربائية».
من جانبه قال محمد الحسينى، مدير الاستثمار بالمحافظة، إن المشروع سينتج 2000 ميجا وات، أي ما يعادل 90% من إنتاج السد العالى من الكهرباء، وإنه يعتبر من كبرى المحطات في العالم لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، والتى ستساهم في تنمية المشروعات كثيفة الطاقة وتحقق استفادة مباشرة بتشغيل عمالة، وغير مباشرة حيث سيستفيد أبناء «بنبان» بحكم أن المشروع أقيم في الظهير الصحراوى للقرية، إضافة إلى أبناء محافظة أسوان بصفة عامة.
وأضاف الحسينى أنه تم تقديم جميع التسهيلات بداية من تخصيص مساحة (8834) فداناً بقرار جمهورى لصالح هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة لإقامة المشروع حتى إنهاء الإجراءات وحصول المستثمرين على الأرض وتوفير الخدمات اللوجستية، وتمهيد شبكة الطرق لتيسير الوصول ونقل المعدات للمشروع، لافتاً إلى أن هناك طلباً جديداً بتخصيص 3500 فدان لإنشاء مشروع جديد للطاقة الشمسية.
اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، أكد فوائد المشروع على مصر بشكل عام وأسوان بصفة خاصة، مؤكداً أن تنفيذ هذا المشروع القومى يأتى في إطار سعى الدولة لزيادة الطاقة المنتجة على مستوى الجمهورية لدعم الشبكة القومية الموحدة للكهرباء للوفاء بالاحتياجات الجماهيرية، وأيضاً بالمشروعات التنموية والاستثمارية، حيث يضم المشروع 40 محطة شمسية تنتج ألفى ميجا وات، بواقع 50 ميجا وات من كل محطة لتدعم الشبكة القومية الموحدة للكهرباء، بالإضافة إلى المساهمة في توفير فرص عمل حقيقية للشباب الأسوانى للحد من مشكلة البطالة.
وتابع: «نقوم حالياً بتجميع بيانات باحتياجات الشركات من العمالة، حيث تم الاتفاق مع الشركات المنفذة للمشروع على إعطاء الأولوية لأبناء المحافظة في التشغيل بشكل عام مع إعطاء الأسبقية لأبناء قرية بنبان بشكل خاص في حين لا تتعدى العمالة من خارج أبناء المحافظة نسبة 5%، حيث ستتم الاستعانة فقط بالخبرات الفنية النادرة وغير المتوفرة بأسوان».
وأوضح المهندس محمد فرج الله، الرئيس الأسبق لشركة المحطات المائية لإنتاج الكهرباء بالسد العالى، أن السد ينتج كهرباء 2100 ميجا وات، لكن الفارق بينه وبين محطة الطاقة الشمسية أن الكهرباء المولدة من السد يمكن أن نحصل عليها طوال اليوم لتوافر المياه بشكل دائم على مدار اليوم، لكن بالنسبة للطاقة المولدة من محطات الطاقة الشمسية فإن الحصول عليها يكون وقت سطوع الشمس فقط.
وأضاف فرج الله: «السد العالى لديه القدرة على الوصول لإنتاج 2400 ميجا وات في وقت الفيضان، لكن قدرته النسبية تصل إلى 2100 ميجا وات»، لافتا إلى أن هناك فرقاً بين القدرة والطاقة المنتجة، وأن طاقة السد العالى تعطى حوالى (11) مليار كيلو وات/ ساعة في السنة، بينما محطة الطاقة الشمسية لا تصل إلى نصف طاقة السد العالى لأنها تعمل تقريبا نصف الوقت، وتزيد في ساعات الصيف قليلاً لطول النهار وقصر الليل.
وتابع: «إذا تم فتح كميات مياه أكثر، أي الـ55 مليار متر مكعب، من حصة مصر فمن الممكن الحصول على طاقة أكثر، بمعنى أنه كلما زادت المياه نحصل على كهرباء أكثر، وفى إحدى السنوات وصلت طاقة السد العالى إلى 11 ونصف مليار كيلو وات/ ساعة، حيث يمكن أن تزيد بزيادة الفيضان».
وأكد فرج الله أن هناك ميزة في محطات الطاقة الشمسية، وهى أن أعطالها قليلة وصيانتها بسيطة وسهلة، وأشار إلى أن محطات الطاقة الشمسية يمكن أن تستغل خلال فترة النهار في تخفيض المحطات الحرارية التي تعمل بالسولار أو المازوت، حيث من الممكن تخفيض المحطات الحرارية في فترة النهار والاعتماد على الطاقة الشمسية الرخيصة وبالتالى تقليل تكلفة الحرارى من خلال الاعتماد على الشمس التي هي طاقة اقتصادية لا تنفد ودائمة ونظيفة وأفضل من الغاز والمازوت والسولار.