شهد الأدب اللاتينى والإسبانى الكثير من الأحداث على مدار عام 2010 ، فبخلاف حصول الأديب البيروفى الشهير «ماريو بارجاس يوسا» على جائزة نوبل للآداب، ووفاة البرتغالى «جوزيه ساراماجو» (نوبل 1988)، عاد «جابريل جارسيا ماركيز» الأديب الكولومبى الشهير بقوة فى مشهد الكتابة الإبداعية بصدور كتاب جديد له، كما رشحت كوستاريكا فيلماً مقتبساً عن روايته «عن الحب وشياطين أخرى» للمشاركة فى مسابقة الأفلام الأجنبية بحفل الأوسكار الذي من المقرر أن يقام في فبراير المقبل.
أما الروائية التشيلية المعروفة «إيزابيل الليندي» فقد فازت بالجائزة الوطنية للآداب في وطنها وقد أجهشت بالبكاء لحظة تسلمها الجائزة واعتبرتها «أهم جائزة» تلقتها طوال مشوارها الأدبى، هذا المشوار الذي أسفر عن العديد من المؤلفات مثل «إيفالونا»، و«قصص إيفالونا»، و«صور عتيقة»، و«ابنة الحظ» و«باولا»، و«في الحب والظلال» و«مدينة البهائم» و«بيت الأشباح»، وأعمال أدبية متميزة أخرى. بلغ إجمالى مبيعاتها نحو 55 مليون نسخة فى جميع أنحاء العالم وترجمت إلى 27 لغة من بينها العربية.
الأديب الإسبانى «إدواردو مندوزا» (67 عاما) نجح بدوره في الفوز بجائزة «بلانيتا» رفيعة الشأن، التي تبلغ قيمتها المادية 601 ألف يورو وتعد أكبر جائزة مالية تقدم في مجال الأدب في دول العالم الناطقة باللغة الإسبانية، عن روايته «رينا دى جاتوس» (القتال الشرس).
لكن يظل صدور كتاب ماركيز هو الحدث الأبرز، فبعد سبعة أعوام من صدور روايته الأخيرة «ذكريات عاهراتى الحزينات» شهد يوم 27 أكتوبر الماضي صدور كتاب له بعنوان «إننى لم آت لإلقاء خطبة» ويضم 22 نصاً كتبها على مدار مسيرته لتلاوتها على مسامع الجمهور أغلبها لم ينشر من قبل منها بحسب دار النشر «قطع أدبية كتبها عندما كان فى السابعة عشر من عمره لتوديع رفاقه فى المدرسة الثانوية عام 1944»، ونص ألفه عام 2007 لقراءته أمام أكاديمية اللغة الإسبانية وملك إسبانيا، لدى إتمامه عامه الـ80» والخطاب الذي أدلى به ماركيز عقب نجاح روايته الشهيرة «مائة عام من العزلة» عام 1970، وآخر ألقاه عام 1972 لدى حصوله على جائزة «رومولو جاييجوس» عن نفس الرواية.
وبعيداً عن الروايات أصدر الرئيس الكوبي السابق «فيدل كاسترو» في الخامس من أغسطس كتاب «جميع الطرق إلى سييرا مايسترا: النصر الإستراتيجي» الذي يعرض فيه تفاصيل آخر المعارك التي دارت بين الثوريين بقيادة «فيدل كاسترو» و«إرنستو تشي جيفارا» فى سييرا مايسترا ضد قوات الديكتاتور «باتيستا» ومغزى انتصار 300 ثوري فقط أمام قوات يزيد قوامها على 10 آلاف جندي، ويتألف الكتاب من 896 صفحة مقسمة إلى 25 فصلاً، ويتضمن «صوراً عالية الجودة» وخرائط وصوراً حول الأسلحة التي استخدمها الطرفان في المعارك بينهما.
وفى الإطار نفسه صدر للأديب والشاعر الكولومبي «ويليام أوسبينا» كتاب «بحثاً عن بوليفار» الذي يدور حول شخصية المحرر اللاتيني الكبير «سيمون بوليفار» ويحقق في الأحداث المهمة التي برزت في حياة «بوليفار»، مثل اتصالاته مع «نابليون»، الذي اعتبره «خان فكرة الثورة بعد أن تحول إلى إمبراطور»، لكنه أخذ عنه الكثير من استراتيجيته العسكرية، وعن الكتاب قال «أوسبينا»، «بالنسبة لى كان من المهم أن يفهم القارئ هذا الكتاب ليس كسيرة ذاتية بل كعملية بحث عن شخصية يصعب للغاية وضع صورة طبيعية لها»، مضيفاً أن «المرء يبحث عن رجل، لكن بوليفار تخلى منذ فترة طويلة عن كونه رجلاً عادياً ليصبح رمزاً وروحاً لقارة كاملة».