اعتبر قيادى فى المعارضة اليمنية أن الرئيس اليمنى على عبدالله صالح، الذى أعلن الثلاثاء عودته قريباً إلى صنعاء، «يسعى إلى إثارة حرب أهلية فى اليمن». ورأى سلطان العطوانى عضو «اللقاء المشترك»، زعيم «الحزب الوحدوى الناصرى»، أن «الإعلان عن عودته هو الإعلان عن الفتنة بحد ذاتها»، فى أول رد فعل على الخطاب الذى وجهه «صالح» من الرياض، حيث يمضى فترة نقاهة، والذى هاجم فيه المعارضة بشدة.
واعتبر «العطوانى» أن صالح «خسر السلطة ولم يعد جزءًا من اللعبة السياسية» فى البلاد، فيما أخذ على السعودية سماحها لـ«صالح» بالتوجه بخطاب إلى أنصاره من الرياض.
وفى الوقت ذاته، خرجت مسيرة حاشدة فى مدينة المكلا، جنوب شرق اليمن، عقب الإفطار أمس الاول، رافضة خطاب «صالح»، وطالبت المسيرة برحيل «بقايا النظام» واستكمال إنشاء المجلس الوطنى الانتقالى، واستنكروا ما وصفوها بـ«الأعمال الإجرامية» من قبل «بقايا النظام» على مناطق أرحب ونهم وتعز، بحسب ما نقله موقع «الجزيرة» الإلكترونى.
كان «صالح» اتهم فى خطابه الثلاثاء المعارضة بأنها «سرقت» شعارات الشباب المتظاهرين الذين يشاركون فى الاحتجاجات ضد نظامه، معتبراً أنهم مجموعة من «السلفيين والقاعدة وطالبان»، ووصف المعارضة قبيل اجتماعها أمس فى صنعاء لإعادة إطلاق مطالبها لانتقال سياسى فى اليمن بأنها «قلة قليلة من أصحاب المصالح الضيقة وعديمى التفكير». وأضاف أنه لن يسلم السلطة لـ«الانتهازيين، وتجار الحروب أصحاب الأمراض المزمنة». واغتنم الرئيس اليمنى - الذى ظهر بصحة جيدة متحدثاً بنبرة تحد وحزم - فرصة خطابه ليعلن عودته قريباً إلى البلاد قائلاً: «إلى اللقاء فى صنعاء قريباً»، قاطعاً الطريق أمام التكهنات بشأن نيته مغادرة البلاد، بعد أكثر من 6 أشهر من الاحتجاجات ضد نظامه.
وكان الرئيس اليمنى يخاطب مؤتمراً للقبائل اليمنية العام فى صنعاء شارك فيه آلاف الموالين له بهدف «بحث دور القبيلة فى المساعدة على الخروج من الأزمة السياسية الراهنة» فى اليمن، وتعهد المشاركون فى وثيقة بدعم «الشرعية الدستورية» لـ«صالح» ومحاربة الخارجين على القانون والتصرف بحزم مع رافضى الحوار، فى إشارة إلى المعارضة وحلفائها القبليين، وأكد المشاركون «ضرورة التزام الجميع بالنهج الديمقراطى والتداول السلمى للسلطة»، وشددوا على التزامهم بالوقوف إلى جانب الدولة فى حماية المنشآت ضد أى اعتداء عليها.
تأتى هذه المبادرة عشية اجتماع فى صنعاء دعت إليه المعارضة للتزود بـ«مجلس وطنى» ينضوى فيه مختلف مكوناتها للتحضير لتنحى صالح. ومن المفترض أن ينظم هذا المجلس الفرقاء المنضوين تحت راية أحزاب «اللقاء المشترك» ومن بينها حزب الإصلاح الإسلامى، فضلاً عن الشبان المتظاهرين فى شوارع اليمن وممثلى المجتمع المدنى وأعضاء الحراك الجنوبى والمتمردين الشيعة فى الشمال وشخصيات مستقلة.
وفى غضون ذلك، اتهم طارق الشامى، رئيس الدائرة الإعلامية فى حزب المؤتمر الشعبى العام الحاكم فى اليمن، أحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة بمحاولة «جر البلاد إلى فراغ دستورى» بسبب رفضها إجراء حوار مع الحكومة للتوصل لتسوية سلمية للأزمة، واعتبر أن نقل السلطة لنائب رئيس الجمهورية «سيعوق العديد من الإجراءات التى ستصل بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار»، بينما رفض القيادى فى «اللقاء المشترك» سلطان السامعى تلك الاتهامات، مؤكداً أن المعارضة لن تجرى حواراً مع «صالح»، وأنه فى حال عودته لليمن «سيحاكم».