أحمد شاكر: الفضائيات تملأ برامجها بالحديث عن نهضة مصر ثم تشترى مسلسلات الراقصات

كتب: محسن حسني الأربعاء 17-08-2011 16:52

«لى عتاب على بعض رجال الأعمال المصريين أصحاب الفضائيات الخاصة الذين يخصصون برامج للحديث عن دور العلم فى بناء مصر ونهضتها، وحين يجيىء وقت شراء المسلسلات يشترون مسلسلات الراقصات.. أريد تفسيراً لتلك الازدواجية».. بهذه الكلمات الحادة بدأ الممثل الشاب احمد شاكر عبد اللطيف بطل مسلسل «مشرفة.. رجل من هذا الزمان»، معربا عن استيائه الشديد من موقف الفضائيات الخاصة من مسلسله والذى لم تعرضه أى فضائية مصرية خاصة سوى «النهار دراما».يتحدث أحمد خلال السطور التالية عن تجربة البطولة المطلقة، وكواليس تصوير مسلسله وضرورة الاهتمام بالأعمال الجادة التى تتحدث عن العلماء، ربما يساعد ذلك فى جعلهم قدوة للشباب بدلاً من أن يكون قدوتهم لاعب كرة أو مطرباً أو داعية منغلقاً يجعلهم يكرهون الحياة.

استياؤك من أصحاب الفضائيات المصرية الخاصة هل يعنى فشل تسويق مسلسلك بالشكل المطلوب؟

- بالعكس، فمسلسلى تعرضه 11 قناة خلال رمضان، 6 منها عربية، لكن استيائى راجع للمفارقة التى لاحظتها وهى أن أصحاب المحطات العربية الخاصة أقبلوا على شرائه بينما وقف المصريون أصحاب المحطات الخاصة محلك سر، فهناك 6 محطات عربية تعرضه هى «الشارقة والراى وأبوظبى وart واليمن والكويت»، كما تعرضه 5 محطات مصرية منها واحدة فقط خاصة هى «النهار دراما» و4 تابعة للتليفزيون المصرى هى «الثقافية والفضائية والقناة الثانية وقناة النيل للدراما»، كما أن البيع الثانى بعد رمضان معظمه لمحطات عربية، وهو ما يثير التعجب.

لماذا تنازلت عن نصف أجرك فى هذا العمل؟

- لأن هذا العمل مغامرة إنتاجية، فهو أول مسلسل فى تاريخ الدراما المصرية والعربية يرصد حياة عالم، ولأن هذا جديد على سوق الدراما، فكان يحتاج إلى دعم وتكاتف منا جميعاً، ولولا أننى تنازلت عن نصف أجرى كنا سنصور مشاهد فرنسا فى مصر، لكننى أصررت على تصويرها بفرنسا حتى يكون العمل أكثر واقعية وذا لغة بصرية أقوى.

لماذا الإصرار على التصوير فى لندن مادامت معالمها تغيرت والمسلسل تدور أحداثه فى فترة تاريخية قديمة؟

- هناك أماكن تاريخية لم تتغير معالمها فى لندن ومنها ساعة بج بن ومبنى البرلمان والنهر والعديد من الحدائق العامة، وهى الأماكن التى حرصنا على التصوير فيها، للابتعاد عن الأماكن التى تغيرت معالمها، وكنا نحرص على التصوير بأماكن تخلو من المارة حتى لا تظهر أى سمات عصرية من سيارات أو ملابس حديثه فى ذلك العمل التاريخى.

المسلسل يحتوى على مادة علمية وأخرى تاريخية تحتاج لتحضير كاف، فكيف كان استعدادك لهذا؟

- قرأت عدة كتابات لمشرفة وعرفت أنه كان له تأملات فى الحياة والدين والموسيقى والعلم، وفهمت شخصيته من بين سطور كتبها، كما شاهدت أفلاما ساعدتنى على الفهم، ومنها فيلم «آينشتين» وفيلم «بيوتيفل مايند» لـ«راسل كرو»، وأفلام تسجيلية أخرى عن العديد من العلماء الذين عاصروه، وبخلاف كل هذا التقيت بالدكتور عادل عطية مشرفة ابن شقيق على مصطفى مشرفة، وهو يعمل بنفس التخصص، وهذا أفادنى كثيراً فى فهم المادة العلمية والتاريخية للمسلسل.

ما أكبر صعوبة واجهتكم كفريق عمل خلال فترة التحضير والتصوير؟

- أكبر صعوبة كانت تبسيط المادة العلمية الدسمة لتصل للجمهور بشكل مفهوم، ولهذا حاولنا إضافة «بهارات درامية» بخصوص حياته العاطفية والعائلية، حتى يكون العمل جاذبا للجمهور لا منفرا، فنحن فى النهاية بصدد عمل درامى وليس عملاً تسجيلياً، واعتقد أننا نجحنا فى عمل هذا التبسيط الذى يمكن أن تلاحظه فى الجمل الحوارية بين مشرفة وأساتذته وحديثه بشكل مبسط عن النظريات العلمية وأنصار نيوتن ومعارضيه وغير ذلك.

هذه ليست أول بطولة مطلقة لك، ومع ذلك كنت تشعر بالمغامرة.. لماذا؟

- لأنها تجربة سيرة علمية، ولهذا استغرقت وقتاً طويلاً فى التحضير، ولم تتعجل المخرجة أنعام محمد على فى إخراجه بأى شكل، وإنما أخذ وقتاً كافياً ليخرج بالشكل المطلوب، حتى إن تصويره استغرق أربعة أضعاف الوقت الذى يستغرقه مسلسل عادى، ولأنه نوعية جديدة فكنت أشعر بالمغامرة رغم أننى لى تجارب بطولة سابقة ومنها «مباراة زوجية» و«الحب والعنف» و«زهرة برية».

كان بإمكانك الاشتراك فى عمل آخر نجاحه مضمون بدلاً من المراهنة على نوعية جديدة.. كيف حسبتها؟

- حسبتها طبقا لقناعتى الشخصية، ويكفينى شاباً واحداً يتابع العمل ويحب مشرفة ويعتبره قدوة له ثم يحذو حذوه ويصبح عالماً كبيراً نتباهى به، دائما تتردد فى ذهنى كلمات قالها مهاتير محمد، بانى نهضة ماليزيا «إن تخلف المسلمين بدأ فى اليوم الذى توقفوا عن طلب العلم، وهنا انتقلت الكرة لملعب الغرب».

هناك تهمة جاهزة لكل أعمال السير الذاتية وهى تصويره باعتباره ملاكاً.. فكيف تفاديت تلك التهمة؟

- تفاديناها بالتركيز على نقاط الضعف الإنسانى فى شخصية مشرفة، فأبرزنا أنه لم يكن من هواة التملق ولهذا خسر كثيراً، ولم يكن يحصل على ترقيات بسرعة، وهذه السلبية بمعاييرنا الحالية كانت إيجابية فى عصره.

ما المشهد الذى تعتبره ماستر سين المسلسل؟

- كل المشاهد العلمية وحديثه عن أنصار نيوتن ومعارضيه، وكذلك مشاهد صراعه مع الملك، وهى عقدة أزلية بين العالم والحاكم، العالم يرفض التبعية، والحاكم يعتقد أنه فوق الجميع، ويحدث الصدام، لكن فى النهاية يجيىء العالم لإصلاح ما أفسده السياسى، تماماً، كما جاء زويل وفاروق الباز بمبادرات علمية فى الوقت المناسب لإنقاذ مصر بعد سقوط نظام مبارك.

هل ترى أن مسؤولية الفن تجاه المجتمع زادت بعد الثورة؟

- بالتأكيد، فلا يعقل أن نستمر فى تصوير دراما السقوط والتردى والعنف، المشكلة الآن فينا كمبدعين، لأن المجتمع تغير وعلينا أن نأخذ بيده، من خلال صحوة فنية لا تقل عن صحوة المجتمع، ونبرز دور العلم فى نهضتنا ونقدم فناً راقياً وحراً وغير مبتذل.

أخيراً هل أنت مطمئن لمسار الثورة المصرية الآن؟

- إلىحد ما ولكن علينا أن نثق فى القضاء المصرى وننتظر النتيجة، لقد بدأت الثورة برفض العقلاء لنظام مبارك، بعد أن لوحظ سير الأمور تجاه التوريث، ونزل الشعب لإبداء هذا الاعتراض وتحول الأمر إلى ثورة، وتحمل مبارك سلبيات هذا العصر لأنه سمح للأمور بأن تسير فى هذا الاتجاه.