ارتسمت علامات الصدمة واليأس على وجوه الأمريكيين في المناطق الليبرالية من نيويورك إلى سان فرانسيسكو بعد فوز رجل الأعمال الجمهوري دونالد ترامب على المرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون، فيما وجد كثيرون صعوبة بالغة في تفسير ما حدث لأطفالهم.
وحقق ترامب الذي لم يترشح قط لمنصب عام فوزا بفضل موجة تأييد من المعقل الجمهوري الأمريكي واستمالة ولايات كانت ديمقراطية مثل بنسلفانيا وفلوريدا وأوهايو مما سيساعد الحزب الجمهوري على حماية الأغلبية التي حققها في مجلسي الكونجرس.
وصعق الفوز سكان مدن كبرى على طول الساحلين الشرقي والغربي للولايات المتحدة لأن الكثيرين وثقوا في استطلاعات الرأي التي كانت تتوقع منذ وقت طويل فوز كلينتون لكن النتائج أظهرت خطأ توقعاتها.
وقالت صوفيا هويزار (30 عاما) بينما كانت تنتظر أمام فندق في مانهاتن أقرت فيه كلينتون بهزيمتها صباح أمس الأربعاء: «أشعر بألم في بدني. أنا مصدومة وحزينة».
وهويزار مواطنة أمريكية ولدت في المكسيك وقضت جانبا كبيرا من مساء الثلاثاء في مواساة عائلتها على الجانب الآخر من الحدود. وقالت: «إنها طريقة لمعالجة الخوف».
ومن وعود حملة ترامب الانتخابية بناء جدار على طول الحدود الأمريكية المكسيكية لمنع عبور المهاجرين غير الشرعيين وترحيل ما يقدر بنحو 11 مليون مهاجر يعيشون بلا وثائق رسمية في الولايات المتحدة.
وقال آخرون مثل كيم بريبان، وهي ممرضة تبلغ من العمر 38 عاما، وتعيش في ضاحية بوسطن هايتس بولاية أوهايو، إنها وجدت صعوبة شديدة في إبلاغ أطفالها بالأمر.
وأضافت بريبان أنها اصطحبت طفلتها البالغة من العمر خمس سنوات بكل فخر إلى مركز الاقتراع للتصويت لكلينتون التي كانت ستصبح أول رئيسة للولايات المتحدة، وأنه كان عليها أن تفتح الموضوع معها صباح الأربعاء.
قالت: «مازلت لا أعرف ماذا أقول لابنتي. ظللت أبكي طوال النهار. أشعر أنه يتعين علىّ الخروج وإيصال صوتي للنساء والأطفال».
ولا يبدو أن بريبان وهويزار وحدهما في الشعور بألم خسارة كلينتون.
* «خلخلة.. سواء للأفضل أو للأسوأ»
بينما كان كثير من الديمقراطيين على طول السواحل متألمين لهزيمة كلينتون احتفل أنصار ترامب معربين عن أملهم في أن يحدث الرئيس المنتخب هزة في نظام سياسي يرونه مختلا.
وقالت كيلي سميث، التي تبلغ من العمر 33 عاما، وتعيش في شيكاغو في مبيعات البرمجيات: «الأغلبية العظمى من الأمريكيين تريد التغيير وهذه نتيجة مباشرة. ترامب سيقوم بخلخلة.. سواء للأفضل أو للأسوأ».
والانقسام بين السواحل ووسط الولايات المتحدة لم ينعكس على النتائج فقط لكن صداه كان جليا أيضا في معارك على وسائل التواصل الاجتماعي قبل الانتخابات ما جعل فوز ترامب صادما بشكل أكبر لليبراليين.
وقالت دينا بيولي، وهي محامية من سان فرانسيسكو، إنها نادرا ما تواصلت مع أشخاص لا يؤيدون كلينتون وإنها تشعر بالأسف لذلك الآن.
وتابعت: «يجب علينا هنا في سان فرانسيسكو وفي كاليفورنيا ألا نشعر بأننا في مأمن داخل فقاعتنا».
وتخلى ترامب عن أسلوبه الغاضب واستخدم نبرة تصالحية عندما أعلن فوزه صباح الأربعاء قائلا: «أتعهد لكل مواطن في أرضنا بأن أكون رئيسا لكل الأمريكيين».