شن عدد من قيادات المعارضة والنواب السابقين لجماعة الإخوان المسلمين، هجوما حادا، على قيادات الحزب الوطنى، بسبب تصريحاتها ضد الجماعة والأحزاب، خلال المؤتمر السابع لـ«الوطنى»، فى ثانى جلساتها، الاثنين ، وقالوا إن قيادات «الوطنى» تحدثت عن بلد آخر غير مصر، وأن ما قالوه عن وجود إصلاحات، هو نوع من «الخيال»، لا يمت للواقع بصلة.
قال الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، إن هجوم الحزب الوطنى على المعارضة ليس جديداً وأنه سيستمر فى السنوات المقبلة، مؤكدا أن الأحزاب لا تهدر وقتها، كما قال صفوت الشريف، الأمين العام للحزب الوطنى. وأضاف: «المعارضة تقدم نقدا موضوعيا للواقع السياسى الراهن».
وتابع «السعيد» أن تصريحات قيادات الحزب الوطنى عن الإصلاح، مجرد أقوال لا أفعال، لانها لا تلمس الواقع، مدللا على ذلك بارتفاع نسب البطالة وتدهور الحالة التعليمية وتزوير الانتخابات. وقال: »دعهم يقولون مايشاءون لأن كلامهم ليس عليه جمرك».
وأعرب المستشار مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد، عن استيائه من تصريحات أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى، قائلاً: «عز يريد أن يظهر وكأنه (البطل السياسى)، أمام قيادات الحزب الوطنى، ليثبت ولاءه وانتماءه له».
وقال «الطويل»: «هناك تضارب فى تصريحات قيادات الوطنى تبدأ من الرئيس مبارك ثم جمال مبارك، الأمين المساعد، أمين السياسات، وتنتهى عند أحمد عز، أمين التنظيم، فالأول يقول فى العديد من خطاباته إنه يريد لم شمل المعارضة والعمل على تواجدهم فى الحياة السياسية بشكل واضح، والثانى يؤكد ضرورة تفعيل الحوار بين جميع الأحزاب، لأنه فى صالح الحياة السياسية، والثالث يختلف مع الأول والثانى، فيقوم بالهجوم الشرس والعنيف على المعارضة». وطالب «الطويل» بعقد حوار مفتوح مع جميع القوى والأحزاب السياسية، وليس حوار الطرشان كما حدث منذ 7 سنوات، على حد قوله.
من جانبه وصف أحمد حسن، الأمين العام للحزب الناصرى، تصريحات «عز» بأنها «تطاول سياسى». وطالب قيادات الحزب الوطنى بمحاسبته وأن يقولوا له: «أحزاب المعارضة رفقاء الطريق السياسى بجوار الحزب الوطنى، ولا يصح أن تهاجمهم على الفاضى والمليان».
أضاف «حسن»: «تصريحات (عز) غير مسؤولة وتعبر عن وجهة نظره السياسية وليس وجهة نظر الحزب الوطنى»، مشيرا إلى أن هذه التصربحات لو عرضت على الرئيس مبارك قبل إطلاقها، لما كان وافق عليها. ووصف النائب الإخوانى السابق الدكتور حمدى حسن، انتقادات قيادات »الوطنى» لنواب الإخوان السابقين، بأنها محاولة «فاشلة» لغسل يد الحزب الوطنى من جريمة التزوير الفاضح لانتخابات مجلس الشعب. ورد «حسن» على مقولة عز: «نواب الإخوان يقولون ما لا يفعلون»، بأن مضابط مجلس الشعب أفضل رد على هذا الاتهام. وأضاف: «أداء نواب الإخوان فضح ممارسات «عز» ولا ننسى ما حدث فى موضوع قانون منع الاحتكار، الذى مرره أمين التنظيم بالحزب الوطنى، بالمخالفة لمشروع الحكومة، كما استطعنا كشف نهب أراضى الدولة، ووقفنا ضد سرقة أجسام المصريين، ووصل قانون الأعضاء البشرية لما هو عليه الآن، ووقفنا ضد أثرياء ورجال أعمال الحزب الوطنى.
وتابع «حسن»: «أداء نواب الإخوان لا ينكره إلا جاحد، ونحن دافعنا عن الشعب المطحون، لكنهم فى حادثة أسوان الأخيرة، نقلوا السياح المصابين إلى مستشفى مبارك، بينما نقلوا السائق والمرشد السياحى المصريين إلى مستشفى التأمين الصحى، وعندما توفى السياح فى شرم الشيخ، نتيجة هجوم سمك القرش، دفعوا تعويضات 55 ألف دولار للسائح الواحد، بينما عوضوا جنود الأمن المركزى، الذين توفوا بعد حريق معسكرهم، بـ5 آلاف جنيه فقط لا غير».
وانتقد «حسن» وصف الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، الدعاوى المرفوعه لإبطال مجلس الشعب الحالى، بأنها ليست قانونية وتخاريف صيام سياسية. وقال: «ما قاله سرور فضيحة قانونية وسقطة مهنية، لا تخرج من رجل قانون، خاصة فى ظل صدور أحكام من محكمة القضاء الإدارى، ببطلان الانتخابات. وتساءل: «هل اللجوء للقضاء يا دكتور «سرور» تخاريف؟».
وقال الخبير السياسى، عمرو هاشم ربيع، إن قيادات «الوطنى» هم الذين يقولون ما لا يفعلون، لأنهم على كراسى السلطة منذ زمن بعيد ولم يقدموا أى شىء للمواطنين. أضاف «ربيع» أن جمال مبارك، أمين لجنة السياسات لا يمتلك أجندة إصلاحية، وفخور بانتمائه للحزب، لأن «الوطنى» يدعم مكانته فى السلطة.
وقال الدكتور عمرو الشوبكى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: «تصريحات أحمد عز حول نزاهة العملية الانتخابية، ضرب من الخيال، وتؤكد انفصاله التام عن الواقع السياسى الحالى وأنه يتحدث عن انتخابات فى دولة أخرى بخلاف التى جرت فى مصر».