حصاد مؤتمر «الوطنى»: هجوم على «المعارضة».. وانتقاد للحكومة

كتب: محمد غريب الثلاثاء 28-12-2010 17:46

انتهت، الأثنين ، فعاليات المؤتمرالسنوى السابع للحزب الوطنى، الذى شهد هجوما من جانب قيادات الحزب على جماعة الإخوان المسلمين، امتد ليشمل كل قوى المعارضة سواء أحزاب أو حركات سياسية.


جاء هجوم أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطنى، على الإخوان المسلمين لأول مرة فى المؤتمر السادس، الذى عقد العام الماضى، وتصاعد فى المؤتمر السابع، ليشمل أحزاب المعارضة خاصة حزب الوفد. ففى العام الماضى وصف عز الإخوان بـ«التيارات المتطرفة» التى لا تمارس السياسة بشكل متسامح، مشيرا إلى تشكيلهم ما سماه «ميليشيات الطلبة»، وقال إن الجماعة لا تمارس السياسة بإيجابية، لأنها تنسحب من جلسات البرلمان وتعتصم خارج أسواره. وأضاف أن من يتصور أن الديمقراطية ستاتى على أكتاف مرشد الإخوان فهو مخطئ. وهو ما دفع محمد مهدى عاكف، مرشد الإخوان السابق، إلى مطالبة عز بالنزول إلى الشارع لمقارعته امام الناس ليعرف من الأكثر شعبية: جماعة الإخوان أم الحزب الوطنى. واعتبر الخبراء والمراقبون وقتها أن هجوم عز على الجماعة إشارة لتصعيد جديد وبداية لمرحلة من التوتر بين الحزب والجماعة، موضحين أن الهجوم يؤكد نية الحكومة فى عدم السماح بحصول الإخوان على مقعد واحد فى البرلمان. واعتبرته قيادات المعارضة استعراضا للعضلات من جانب أمين التنظيم بعد ضمانه أغلبية كاسحة فى الانتخابات بعد إلغاء الإشراف القضائى.


وصعّد عز هجومه على الجماعة فى المؤتمر الأخير قائلا: «إن الإخوان فى 2010 أضعف من 2005، وأن مصر بالنسبة لهم مجرد إمارة فى مشروعهم العالمى»، ووصف أداء نوابها فى البرلمان السابق بالمماطلة لا المعارضة، والكتلة البرلمانية للإخوان بأنها كتلة معطلة وليست معارضة. وانتقل أمين التنظيم فى هجومه إلى حزب الوفد قائلا إنه تقدم بـ 195 مرشحا رغم أن القادرين منهم على المنافسة 8 فقط، واتهم النواب المستقلين بالتحالف مع الإخوان وهو ما اعتبره سبباً مباشراً لعدم نجاحهم فى الانتخابات الأخيرة.


وتركزت كلمة عز التى ألقاها أمام المؤتمر بشكل أساسى على الهجوم على المعارضة والحديث عن الانتخابات ونفى تزويرها، والرد على منتقدى مقاله الذى نشرته «الأهرام» حول إنجازات البرنامج الانتخابى للرئيس، الذى وصفه عز بـ«أول برنامج رقمى» فى العالم العربى متجنبا الحديث عن أى شأن حزبى باعتباره أمينا للتنظيم. وشارك صفوت الشريف، الأمين العام للحزب الوطنى، هذا العام عز هجومه على المعارضة فقال: «إن الحزب الوطنى ليس لديه وقت ليهدره فى العراك مع الآخرين»، فى إشارة واضحة للإخوان المسلمين، مشيرا إلى لجوء البعض إلى الحصول على مساندة قوى خارجية، مقللا من شأن ردود الأفعال الخارجية حول الانتخابات الأخيرة، ووصفها بأنها ليست ذات وزن.


ولجأ الشريف إلى الاستخفاف بالمعارضة، وقال إنهم صُدموا من نتيجة الانتخابات بسبب مغالاتهم فى تقدير أنفسهم، وإن انسحابهم جاء نتيجة اهتزاز الأرض من تحت أقدامهم، مؤكدا عدم شرعيتهم.


كما هاجم الداعين إلى تكوين ائتلافات سياسية والمطالبين بمقاطعة الانتخابات، ووصفهم بأنهم أصابع لها أجندات وحسابات خاصة نجحت فى بث الفرقة داخل الأحزاب فأضاعت عليها فرصة الإعادة، وأكد أن أحزاب المعارضة شريكة للحزب الوطنى فى العمل السياسى.


واتخذ هجوم الدكتور أحمد فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، عضو المكتب السياسى للحزب، على المعارضة شكلا مختلفا عن القيادات الأخرى، إذ اعتبر أن ما تردده المعارضة والنواب الراسبون فى الانتخابات حول بطلان مجلس الشعب «تخاريف صيام سياسية»، مؤكدا أن الدعاوى التى رفعها البعض أمام القضاء الإدارى لبطلان الانتخابات لا أساس لها، لأن المحكمة الإدارية غير مختصة بهذا النوع من الطعون، وأشار إلى أن الحديث عن بطلان القوانين التى يصدرها المجلس «كلام غير قانونى».


وتناولت مناقشات اللجان فى المؤتمر السادس الحديث عن قانونى زراعة الأعضاء والتأمين الصحى، وأكدت أنهما سيجرى إقرارهما فى الدورة البرلمانية الحالية إلا أن الأخير لم يصل لمجلس الشعب وينتظر دوره فى المناقشة خلال الدورة الحالية، بينما تكرر الحديث عن الفلاح ودعمه وتوفير مياه الرى، وهاجم أعضاء الحزب الوطنى الحكومة خلال المؤتمر، ولكن بحذر، وتركز الهجوم على رفض الدعم النقدى الذى قد يضر بالطبقة المتوسطة - على حد تعبير قيادات الحزب - فيما اقتصر هجومهم على الحكومة فى العام الماضى على قضية العشوائيات التى أثارها النائب الراحل مصطفى السلاب.