«لوس أنجلوس تايمز»: الشباب المصري يشعر بـ«التهميش وانعدام الثقة»

كتب: فاطمة زيدان الثلاثاء 28-12-2010 17:26

قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، إن الشباب المصري، والذي يمثل ثلثي عدد السكان، يتقاسم الشعور بـ«التهميش وانعدام الثقة في الحياة السياسية في مصر، مشيرة إلى أنهم يحلمون بوظيفة لائقة ومستقرة، وسكن وخدمات صحية جيدة، إلا أنه بالنسبة للكثيرين منهم لن تصبح هذه الأحلام حقيقة واقعة أبداً».


وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، الثلاثاء، بالتعاون مع مركز «كارنيجي» للسلام الدولي، أن البطالة هي المشكلة الرئيسية لشباب مصر، مشيرة إلى أن هناك تسعة من أصل 10 عاطلين عن العمل في مصر تحت سن 30 عاماً، مرجعة ذلك إلى عدم تطابق فرص العمل مع التعليم الذي تقدمه المدارس والجامعات.


وأشارت الصحيفة إلى أن معظم الوظائف في مصر«رديئة»، ويقدمها القطاع غير الرسمي، مؤكدة أن الهجرة أصبحت الحل للبطالة بين حملة المؤهلات العليا، حيث أن أولئك الذين ينتمون للطبقة المتوسطة عادة ما يحصلون على «تعليم ضعيف وفرص عمل سيئة».


ولفتت الصحيفة إلى أن معظم الشباب في مصر يلجأ في الوقت الراهن إلى تنظيم المشاريع، للهروب من البطالة، مؤكدة أن غياب الدعم الحكومي، وغياب الاهتمام لاحتياجات رجال الأعمال الشباب، والموارد المالية المحدودة، ونقص أو عدم وجود ضمانات تعوق فرص نجاح هذه المشاريع.


واعتبرت الصحيفة أن انسحاب معظم الشباب المصري من السياسة، أمر لا يدعو للدهشة، مؤكدة أنه بالرغم من استخدام الحركات الشبابية المنادية بالإصلاح السياسي، مثل حركة 6 أبريل، للوسائل السلمية لإحداث تغيير في سياسات الحكومة، إلا أن النظام لا يستجيب لاحتياجاتهم.


وأكدت الصحيفة  أنه إذا أرادت الحكومة المصرية مشاركة كاملة من الشباب حتى يكونوا أعضاء منتجين في نمو الاقتصاد ونظام الحكم، فإنه يتعين عليها وضع أولوية عالية على احتياجاتهم التعليمية والاجتماعية والاقتصادية.


وأضافت الصحيفة أنه يجب على صناع القرار في مصر ضمان تماشي الدراسة مع احتياجات أسواق العمل، كما ينبغي  التركيزعلى تشجيع الإبداع والتفكير النقدي ومهارات الاتصال.


ولفتت الصحيفة إلى أنه ينبغي على السلطات فتح الفرص الاقتصادية والسياسية للفتيات وتحسين فرص الحصول على التعليم والصحة في المناطق الريفية، فضلاً عن تمكين أكبر لهن في المشاركة في السياسية والاقتصاد.


وتابعت الصحيفة: «يجب على النظام العمل على الإصلاحات الرامية إلى تشجيع رجال الأعمال، مثل خفض الحد الأدنى من متطلبات رأس المال وتخفيف التسجيل للشركات الجديدة، عن طريق تيسير الإجراءات والأنظمة وتسهيل الحصول على التمويل».


وأشارت الصحيفة إلى ضرورة خفض القادة السياسيين لسن المناصب التي تُشغَل بالانتخاب، وذلك لتشجيع الشباب على البحث عن المناصب العامة والتصويت في الانتخابات.


ونبهت الصحيفة إلى أنه بدون هذه الخطوات سيواجه النظام المصري خطر استقطاب «الجماعات المتطرفة» لهؤلاء الشباب حيث تحرص على الاستفادة من شعورهم بـ«اليأس».