دور الدولة فى حماية الطبقات الفقيرة

عبد اللطيف المناوي الأحد 06-11-2016 21:25

هناك دور مهم للدولة، ودور على قطاع من المجتمع، فى ظل الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، الضرورية والصعبة فى نفس الوقت، لحماية الطبقات الفقيرة من الانزلاق إلى طبقات أقل قد تصل إلى حد تحت خط الفقر، ما لم تبادر الدولة والطبقات القادرة فى المجتمع بإجراءات حمائية سريعة.

جزء رئيسى فى حماية الدولة هو قيامها بدور جاد ومؤثر وملموس لحماية الطبقات الأكثر فقراً، والتى زادت نسبتها فى الفترة الأخيرة، ووفقا لإحدى قراءات الواقع فقد حدث انخفاض فى الدخول، بعد تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار، وصل بين 30 و50%، وهو ما يزيد من ضرورة اهتمام الدولة بسرعة التحرك.

نعلم أنه ليس أمامنا خيارات إلا أن تنجح الدولة فى الإجراءات الصعبة التى تتخذها الآن، لأن عدم النجاح سيكون شديد التكلفة، وهذا كما ذكرت يتطلب جهداً مبتكراً ومضاعفاً وخلاقاً من قبل الدولة، والذى أتمنى أن يكون موجوداً بالفعل، وبالتالى لا أتمنى أن يكون هذا هو الوقت الذى تقرر فيه الدولة زيادة أسعار الخدمات العامة، لأنه لم تعد هناك طاقة نفسية لدى الناس البسطاء فى التحمل، خاصة أن هذه الخدمات، على سبيل المثال النقل العام، تمس بشكل مباشر الطبقات الأكثر فقراً.

أتمنى أن تكون هناك برامج حمائية لتخفيف آثار الصدمات التى يتعرض لها هؤلاء، لأنهم الحماية الحقيقية لهذا المجتمع، ولا أقول النظام، وهم الحماية لاستمرار الدولة ولنجاحها.

على الطرف الآخر، فهذه دعوة إلى كل أصحاب الأعمال بمستوياتها فى القطاع الخاص لأن يتجاوبوا مع التغير الحادث، ومع هذه الحالة من التراجع التى تواجهها هذه الطبقات نتيجة انخفاض الدخول، وقد تابعت، وأظن أن عدداً منكم تابع معى الدعوات التى بدأت تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، والتى تدعو أبناء الطبقة المستقرة مادياً إلى زيادة رواتب العمالة.

وتقول إحدى هذه الدعوات- لا أعرف كاتبها لكنها تقول الكثير: «لو كان عندك شغالة بتجيلك البيت- سواء بشكل يومى أو أسبوعى- زوّد راتبها 20- 30%، البواب بتاعك زود الراتب بتاعه، لو كنت بتتصدق بشكل دورى زود المبلغ 20- 30%، زود الصدقات الخفية (القرشين اللى بتديهم لبتاع الديليفرى وإنت بتحاسب، عامل البنزينة، الست بتاعة الخضار)، خلى بالك إن فيه طبقة كاملة من المجتمع نزلت تحت خط الفقر فى يوم وليلة، الفقير بقى أفقر، والمسكين بقا فقير، والمستور بقا مسكين (دخله لا يكفى كل احتياجاته)، الفقراء هم أول ناس بيصطدموا بموجات الغلاء دى، زى الجنود اللى فى الصف الأول، إحنا داخلين على أيام صعبة، وناس كتير جداً كانت مستورة هاتتكشف، إنك تبذل أقصى جهدك عشان تحفظ (الستر) فى بيوت الناس والأسر المتعففة ده عمل لا يعلم أجره إلا الله، وهتشوف نتيجته فى الدنيا قبل الآخرة إن شاء الله! وياريت تبدأ بأهلك وعيلتك وجيرانك، فيه ناس- لولا الحياء والتعفف- كانت قالت كلام يشيب».

تنفيذ هذه الدعوة هو أحد صمامات الأمان للحفاظ على استقرار المتجمع وتثبيت السلم الاجتماعى، وهى أكثر فائدة فى هذه المرحلة من أى أشكال أخرى من دعوات التبرع أو الزكاة أو الصدقة، فهذه لها أولوية حاسمة فى هذه المرحلة.