أثارت عدة فتاوى دينية، أطلقها حاخامات يهود في إسرائيل، ردود فعل واسعة داخل المجتمع الإسرائيلي، إما لغرابتها أو لعنصريتها، فمن تحريم موقع الـ«فيس بوك» إلى الدعوة لطرد العرب وعدم تأجير منازل لهم، مرورًا بإباحة ممارسة الجنس غير الشرعي مع «أجانب» محسوبين على «جهات معادية» من أجل «المصالح الإسرائيلية والصهيونية»، وفتوى بضرورة ارتداء نقاب يخفي كل جسد المرأة اليهودية، بالإضافة إلى إباحة استخدام الفلسطينيين كدروع بشرية.
واحدة من أخطر الفتاوى، التي أطلقها الحاخامات الإسرائيليون، كانت فتوى أصدرها الحاخام «إسحاق شابيرا»، وتبيح للجنود الإسرائيليين استخدام الفلسطينيين كدروع بشرية، وطالب الحاخام جنود الجيش الإسرائيلي بتجاهل قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية، التي حظرت على الجنود الإسرائيليين استخدام الفلسطينيين كدروع بشرية، زاعمًا أن قرار المحكمة «يُعرض حياة الجنود الإسرائيليين للخطر»، وقال «شابيرا» في فتواه: «طبقًا للشريعة اليهودية الحقيقية، فإن حياتكم مقدمة على حياة العدو، سواء كان جنديًّا أم مدنيًّا بريئًا؛ لذا فممنوع عليكم تعريض حياتكم للخطر من أجل العدو، حتى الأبرياء منه».
واستمرارًا لحملة التحريض، التي يمارسها الحاخامات الإسرائيليون ضد العرب، أصدر أكثر من 50 حاخامًا فتوى تمنع تأجير أو بيع المنازل أو الشقق السكنية للمواطنين العرب داخل إسرائيل، وتأتي هذه الفتوى في أعقاب فتوى أصدرها حاخام صفد، منع فيها التعامل مع عرب 48، وطالب بطرد السكان العرب من المدينة، وجاء في فتوى الحاخامات: «كل من يؤجر منازل لشخص غير يهودي يجب أن يكون منبوذًا»، و«ينبغي على جيران الشخص الذي يؤجر المنازل للعرب، أن يحذروه ويبتعدوا عنه، ولا يتاجروا معه».
من ناحية أخرى، أصدر عدد من الحاخامات فتوى طالبوا فيها اليهوديات بتغطية أجسادهن ابتداء من شعرهن وحتى أخمص الأقدام، وقالت الحاخامات إن الفتوى تهدف إلى الحفاظ على قدسية المرأة اليهودية، ووزع عدد من اليهود المتدينين الفتوى في شوارع القدس، وطالبوا أصحاب الملابس بعدم بيع الملابس الضيقة والقصيرة «لمنافاتها تعاليم التوراة التي ترفض هذه الملابس بشكل مطلق لما يجلب ويلات كبيرة»، حتى أن بعض المتدينين اليهود قاموا بتكسير محلات تبيع ملابس مخالفة للملابس، التي حددتها الفتوى اليهودية، الأمر الذي وصفته «معاريف» بأنه يشبه النظام الذي كانت تفرضه طالبان في أفغانستان.
في المقابل، أطلق أحد الحاخامات الإسرائيليين فتوى في أكتوبر الماضي، تبيح للمجندات الإسرائيليات العاملات في المخابرات الإسرائيلية إقامة علاقات جنسية غير شرعية مع أجانب، محسوبين على «أطراف معادية»، طالما كانت هذه العلاقات تخدم «المصالح الإسرائيلية والصهيونية».
ومن الفتاوى اليهودية الأخرى، التي أثارت ضجة داخل المجتمع الإسرائيلي، فتوى أطلقها الحاخام «يوسف ألياشيف»، في ديسمبر، تحرِّم الصلاة في أيام السبت عند حائط البراق «المعروف يهوديًّا باسم حائط المبكى»؛ لأن كاميرات المراقبة، التي تضعها الشرطة في المكان «لا تستجيب للمواصفات الدينية»، ولقيت هذه الفتوى تجاوبًا كبيرًا في أوساط المتدينين اليهود، الذين انخفض عددهم بشكل ملحوظ، في الصلاة يوم السبت أمام الحائط.
حتى الـ«فيس بوك» لم يسلم من الفتاوى اليهودية، حيث أصدر الحاخام الإسرائيلي «عوفاديا يوسف» فتوى تحرِّم نشر تعاليم الديانة اليهودية وأي وثائق توراتية على موقع الـ«فيس بوك»، وقال «يوسف»: «لا ينبغي أن تُدنَّس التوراة والتعاليم الدينية اليهودية بنشرها على موقع التعارف، الذي يتصفحه مستخدمون ينتمون إلى ديانات أخرى غير اليهودية»، وأضاف الحاخام: «أعلم أن عدد متصفحي موقع الـ«فيس بوك» على مستوى العالم تجاوز 500 مليون شخص، إلا أن ذلك لا يعطي اليهود الملتزمين دينيًّا الحق في تصفحه، وسيزيد الذنب إذا نشر أي من هؤلاء أي تفاصيل تتعلق باليهودية على موقع التعارف».