اهتمت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح الثلاثاء، بإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه الاعتذار لتركيا، وتراجعه عن موقفه من تصريحات وزير خارجيته أفيجدور ليبرمان المتعلق بهذه القضية. وقالت «يديعوت أحرونوت» إن نتنياهو يشترط اعترافاً فلسطينياً بدولة يهودية وتنازل عن حق العودة للسير في المفاوضات حتى آخرها، فيما اهتمت «معاريف» بزيادة نسبة السياحة الوافدة إلى إسرائيل، وقالت «هآرتس» إن السلطة تراجعت عن تنفيذ قرار منع العمال الفلسطينيين من العمل في المستوطنات لعدم استطاعتها توفير فرص عمل لهم.
الدولة اليهودية أولا
نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» تصريحات عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تطرق فيها إلى الجمود الحالي في العملية السلمية والجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة، وقال فيها «نتنياهو»: «لن نفرج عن المئات من القتلة مقابل الإفراج عن جلعاد شاليط»، ووضع نتنياهو شروطاً للمفاوضات مع الفلسطينيين وقال: «إذا اعترف الفلسطينيون بالدولة اليهودية وتنازلوا عن فكرة حق العودة ووافقوا على إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح، فإنني مستعد أن أمضي في هذا المشوار إلى آخره ولا شك لدي بان الشعب الإسرائيلي سيدعمني في ذلك».
وأبرزت صحيفة «يديعوت أحرونوت» نبأ استقالة كل من شالوم شلومو المستشار السياسي البارز لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، و نير حيفيتس المستشار الإعلامي، بالإضافة إلى تساحي جابريئيلي كاتب الخطابات، وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تكهنات أيضاً باحتمال استقالة المدير العام لديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية إيال جاباي، وقالت الصحيفة أن «حيفتس» بعث برسالة إلى «نتنياهو» شكره فيها على ثقته فيه، وأعلن عن رغبته في اعتزال العمل السياسي، ونيته في العمل في القطاع الخاص، وهو الأمر الذي أعلنه «شلومو» أيضاً، والذي كان واحداً من أهم مستشاري «نتنياهو»، حتى قبل وصوله إلى منصب رئاسة الوزراء، إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن هناك احتمالية بأن تكون الاستقالات بسبب المشكلة التي أثارتها الصحافة الإسرائيلية بشكل قوي مؤخراً، والمتمثلة في تدخل «سارة نتنياهو» زوجة رئيس الوزراء، في أدق الأمور في ديوان رئاسة الوزراء.
الاعتذار مرفوض
نقلت صحيفة «معاريف» تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، للقناة العاشرة الإسرائيلية الاثنين، والتي تراجع فيها عن موقفه من تصريحات سابقة أدلى بها وزير خارجيته «أفيجدور ليبرمان» انتقد فيها «نتنياهو» والسلطة الفلسطينية وتركيا، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريحه أمس: «ليبرمان لا يهينني» إلا أنه أضاف: «رئيس الوزراء هو الذي يحدد سياسات الحكومة، على الرغم من تعبير بعض الوزراء عن آرائهم الشخصية».
ورغم اعتراض «نتنياهو» على ما قاله «ليبرمان» بخصوص تركيا، إلا أنه عاد وصرح في مقابلته التليفزيونية أمس، أن: «إسرائيل لن تعتذر لتركيا على أحداث قافلة السفن، ولكننا سنعبر عن الأسف مما جرى».
وعن ما إذا وصلت الأمور لطريق مسدود قال «نتنياهو»:«إذا وصلنا إلى طريق مسدود فيمكن أن تكون هناك تسوية مرحلية».
من ناحية أخرى، أشارت «معاريف» إلى ارتفاع نسبة السياحة الوافدة إلى إسرائيل في عام 2010، وقالت أنها حققت أرقاماً قياسية حيث وصلت إلى 3,45 مليون سائح، ولفتت الصحيفة إلى المعطيات الإجمالية لوزارة السياحة الإسرائيلية لسنة 2010، والتي تشير إلى أن ارتفاع بنسبة 26% طرأ على عدد السياح القادمون إلى إسرائيل، مقارنة بعام 2009، بالإضافة إلى ارتفاع دخل قطاع السياحة هذا العام إلى 33 مليار شيكل، أي بزيادة قدرها 9% مقارنة بدخل عام 2009. وبحسب بيانات وزارة السياحة الإسرائيلية، فإن الولايات المتحدة لازالت المصدر الأول للسياحة في إسرائيل، بنسبة 19% من مجمل السائحين، تليها روسيا بنسبة 15% ثم فرنسا وألمانيا وبريطانيا، على التوالي.
وقال وزير السياحة الإسرائيلي ستاس ميسزنيكوف إن وزارته تستهدف استقطاب مليون سائح جديد إلى إسرائيل بحلول عام 2012، لكنه ربط ذلك بالهدوء الأمني في المنطقة، وأضاف «ميسزنيكوف» أن وزارته تنوي تنفيذ خطة لتخفيض أسعار الرحلات الجوية إلى إسرائيل ما سيساهم بدوره في زيادة نسبة السياحة الوافدة إلى إسرائيل.
العمالة الفلسطينية
«هآرتس» قالت صحيفة «هآرتس» أن السلطة الوطنية الفلسطينية تراجعت عن ما كانت قد أعلنته من قبل، من أنها ستوقف عمل الفلسطينيين داخل المستوطنات، رغم تصريحات عدد من قيادات السلطة التي تفيد ذلك، وقالت الصحيفة أن «السلطة الفلسطينية قررت عدم سن قوانين تحظر العمل في المستوطنات بسبب عدم تمكنها من إيجاد أماكن عمل بديلة للعمال الفلسطينيين»، وأشارت «هآرتس» أنه «حسب المعطيات التي نشرت في مارس الماضي يعمل 22 ألف عامل فلسطيني مرخص في المستوطنات والمناطق الصناعية التابعة لها، في حين يبلغ عدد العمال غير المرخصين عشرة آلاف عامل، يعمل معظمهم في الزراعة وفقاً للاحتياجات الموسمية».