.
على طريقة «الشىء لزوم الشىء» دخلت أول مطبعة بها حروف عربية إلى الثغر على يد نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية على مصر، وكان الهدف منها طباعة البيانات والمنشورات لتوزيعها على الشعب لكسب تعاطف المصريين إزاء الحملة، كما جاء فى العدد الأخير من مجلة ذاكرة مصر المعاصرة الصادرة عن مكتبة الإسكندرية.
وورد بالمجلة أن «بونابرت» حرص على تزويد المطبعة التى حملها معه إلى مصر بالحروف العربية واليونانية والفرنسية، وانقسمت إلى شعبتين، شرقية وفرنسية، وعُرفت أثناء اجتياز الحملة البحر المتوسط «بمطبعة الجيش البحرية»، ولما أنزلت فى الإسكندرية سُميت «بالمطبعة الشرقية الفرنسية».
وطبعت المطبعة الشرقية أول نداء موجه إلى الشعب المصرى فى 22 يونيو عام 1798 أثناء وجودها فى البحر المتوسط، تلاه «البيان العربى» قبيل احتلال المدينة فى 2 يوليو من نفس العام، وعندما نزلت المطبعة على البر صدر عنها أول مطبوع فى مصر وهو الطبعة الثانية لبيان «13 مسيدور» المكتوب باللغة العربية، والذى تحمل نسخة منه هذه العبارة «فى إسكندرية من مطبعة الشرقية والفرنساوية»، ثم رحل نابليون إلى القاهرة بمصاحبة الشعبة الفرنسية من المطبعة، تاركاً الشعبة العربية فى الإسكندرية حتى نهاية عام 1798.
وكانت المطبعة الشرقية هى الوحيدة فى مصر التى تطبع باللغة العربية، إذ كان «بونابرت» يستخدم مطبعة مارك أوريل فى القاهرة للطباعة باللغة الفرنسية، ويرسل إلى المطبعة الشرقية بالثغر للطباعة باللغة العربية، إذ إن مطبعة أوريل لم تكن بها حروف عربية على الإطلاق، بعدها أرسل نابليون فى طلب المطبعة الشرقية، واستقرت فى القاهرة وأطلق عليها «المطبعة الأهلية»، ورأى مارك أوريل أنه سيبقى معطلاً عن العمل، فعرض على الحكومة أن يبيعها آلات مطبعته، فوافق نابليون على ذلك، وابتداء من 14 يناير سنة 1799م أصبحت المطبعة الأهلية فى القاهرة المطبعة الوحيدة فى خدمة الحملة الفرنسية.