معركة الموصل: ما هي أهداف تركيا وراء تصعيد التوتر مع بغداد؟

كتب: دويتشه فيله الأربعاء 02-11-2016 20:47

تتزايد المخاوف على نتائج معركة الموصل مع تزايد التصعيد بين بغداد وأنقرة بشكل أصبح يوحي بأنها معركة داخل معركة، فما الذي يدفع تركيا إلى مواصلة إصرارها على التدخل في العراق بأي ثمن حتى ضد رغبة العراقيين؟تتصاعد الحرب الكلامية بين أنقرة وبغداد على خلفية الخلاف حول التدخل التركي في معركة الموصل التي تشنها القوات العراقية لطرد مقاتلي تنظيم ما يسمى «بالدولة الإسلامية» داعش من المدينة.

التصعيد بين الطرفين تزايد مع بدأ تركيا يوم الثلاثاء في نشر دبابات ومدرعات من لواء مشاة رئيسي على حدودها مع العراق، وفق مصادر عسكرية. ويأتي ذلك بعد أيام من تحذير أردوغان من أي توغل شيعي في تلعفر.

من جهته حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تركيا من مغبة اجتياح العراق مهددا بأن بغداد سترد على أي انتهاك لأراضيها ومحذرا أيضا من أن أي اجتياج تركي للعراق سيؤدي إلى تفكيك تركيا.

وبينما حاول مسؤولون أتراك التخفيف من التوتر المتصاعد من خلال التأكيد على أن هذه الإجراءات احترازية أكثر من كونها تهديدا، رد وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو على العبادي بالقول إنه ضعيف ويحاول لعب دور الأقوياء وفشل حتى في محاربة منظمة إرهابية، وذلك حسب تصريحات نقلتها وكالة الأناضول.

فكيف سيؤثر هذا التصعيد المتزايد بين أنقرة وبغداد على جهود طرد داعش من الموصل، وماذا يريد الأتراك تحديدا؟ توتر كبير تتقدم قافلة من الدبابات والمركبات المدرعة التركية صوب بلدة سيلوبي المتاخمة للحدود العراقية تزامنا مع عملية عراقية لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من مدينة الموصل بشمال العراق، وهي المدينة التي سيطر عليها مقاتلو داعش عام2014.

وقال نعمان قورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي، لمحطة (إن.تي.في) «إننا مضطرون لاتخاذ إجراءات للحماية من التهديدات عبر الحدود التركية. وبحسب مراقبين، فإن تركيا تتخوف من جهة من أن تثير الفصائل الشيعية العراقية المشاركة في هجوم غربي الموصل اضطرابات طائفية، ومن جهة أخرى تشعر بقلق من محاولة مقاتلي حزب العمال الكردستاني من إيجاد موطئ قدم لهم في مناطقة قريبة من حدودها.

ويأتي هذا التحرك التركي بعد أيام من تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن تركيا تهدف إلى تعزيز قواتها، ملوحا بأن أنقرة سيكون لها»رد مختلف«على الفصائل الشيعية إذا أثارت الرعب في مدينة تلعفر العراقية، دون أن يوضح طبيعة هذا الرد.

ويفسر الخبير المصري بشير عبدالفتاح إصرار تركيا على التدخل في معركة الموصل رغم رفض العراق لذلك بأن أنقرة تطمح لأن يكون لها دور عسكري ولو غير مباشر في العمليات العسكرية في الموصل لأنها تعي بأنه لن يكون بمقدورها فيما بعد المشاركة في المفاوضات التي ستحدد شكل المنطقة إذا لم يكن لها دور عسكري الآن.

ويضيف الخبير المصري في تصريحات لـ«DW» عربية إنه بالإضافة إلى هذا السبب، فإن تركيا متخوفة على التركمان من سيطرة قوات الحشد الشعبي وهو ما يعني أن إيران قد تتمكن من ربط مناطق نفوذها في سوريا بتلك التي تسيطر عليها في العراق.

ويضيف «عبدالفتاح» أن لدى تركيا تخوفا كبيرا آخر هو يتعلق بتقوية نفوذ الأكراد، خاصة أن أكراد سوريا يتطلعون بدورهم للحصول على حكم ذاتي كذلك الذي حصل عليه أكراد العراق.

في العراق الكلمة الأخيرة لواشنطن ورغم ذلك لا يرى الخبير المصري أن الأمور ستتجه إلى ما هو أسوأ رغم إرسال تركيا قوات لمناطق للحدود العراقية.

ويعزو عبدالفتاح ذلك إلى أن تركيا تريد من خلال الإجراءات الأخيرة فقط إظهار إصرارها على أن يكون لها دور عسكري ما إلى جانب دورها الإغاثي والإنساني لكنها لن تتجرأ على التدخل في العراق فهي واعية بأن الولايات المتحدة الامريكية تشاطر العراقيين رفضهم للتدخل التركي، وهذا ما بدا جليا خلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي لكل من أنقرة وبغداد.

ويضيف في هذا السياق «تركيا لن تصعد في العراق خاصة إذا حصلت على وعود بعدم حصول أكراد سوريا على حكم ذاتي لأن هذا أكبر هاجس لديها، وهي تعلم أن لا نفوذ لها في العراق كما هو الحال في سوريا فالملف العراقي هو بين أيدي واشنطن وطهران بالدرجة الأولى».