رابع حالة انتحار فى تونس بسبب البطالة.. وتجدد المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين

كتب: وكالات الإثنين 27-12-2010 19:42

لقى شاب تونسى عاطل عن العمل حتفه غرقاً فى بئر، فى حادثة يرجح أنها رابع عملية انتحار بسبب البطالة فى جنوب تونس، فى الوقت الذى تجددت فيه لليلة الثانية على التوالى الاشتباكات بين قوات مكافحة الشغب ومتظاهرين فى مركز معتمدية «سوق الجديد» التابعة لمحافظة سيدى بوزيد جنوبى تونس، التى يشهد عدد من مدنها احتجاجات اجتماعية عنيفة بسبب ما يصفه السكان بـ«تردى الظروف المعيشية وتفشى البطالة». وقال شاهد عيان ومصدر نقابى إن المتوفى يدعى لطفى قدرى (34 سنة) ويقطن منطقة القوادرية الريفية التابعة لمحافظة سيدى بوزيد، فيما قال بلقاسم القادرى، أحد أقارب لطفى، إن فرق الإسعاف انتشلت الأحد  جثة الشاب من بئر ملك عائلته. وأضاف أن لطفى عاطل عن العمل منذ نحو5 سنوات وأنه انقطع «بسبب أزمة نفسية» عن الدراسة بعد أن بلغ السنة النهائية من التعليم العالى، وعمل لفترات متقطعة مؤذناً بمسجد قبل أن ينقطع نهائيا عن هذا العمل. ورجح النقابى منجى غنيمى أن يكون الشاب المتوفى انتحر نتيجة تردى وضعه النفسى بسبب البطالة، مشيراً إلى أنه تلقى من المسؤولين عدة وعود بالحصول على عمل دون أن يتم تشغيله.


وتجددت المواجهات العنيفة فى ولاية سيدى بوزيد الأحد  على خلفية الاحتجاجات على البطالة، وقال النقابى غنيمى إن مجموعات تضم العشرات من الشبان أحرقوا مقر إحدى الجمعيات التنموية الحكومية، وقطعوا الطريق الرئيسية الرابطة بين مدينتى سيدى بوزيد والمكناسى بالإطارات المشتعلة. وأضاف أن هؤلاء هاجموا مركز الحرس بالحجارة محاولين اقتحامه، وأن قوات الأمن أطلقت عليهم القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، كما أطلقت الرصاص الحى فى الهواء لتخويفهم. وأضاف غنيمى - وهو عضو لجنة المتابعة ودعم أهالى سيدى بوزيد التى تأسست مع بداية الاضطرابات الاجتماعية فى المحافظة - أن الهدوء عاد إلى المنطقة بعد أن دفعت السلطات بتعزيزات أمنية إضافية.

وكانت احتجاجات قد بدأت الجمعة قبل الماضى فى سيدى بوزيد، تحولت إلى مواجهات مع الشرطة إثر إقدام محمد بوعزيزى (26عاما)، عاطل، على إحراق نفسه أمام مبنى المحافظة يوم 17 ديسمبر الجارى، احتجاجا على تعرضه للضرب على يد شرطية منعته من بيع الخضر والفاكهة دون ترخيص من البلدية.

وتأججت الاحتجاجات وامتدت إلى مدن أخرى بمحافظة سيدى بوزيد بعد أن أقدم شاب آخر عاطل يدعى حسين ناجى (24 عاما) على الانتحار الأربعاء الماضى احتجاجا على البطالة، وذلك بصعوده فوق عمود كهرباء صعقه. وأعلن «الحزب الديمقراطى التقدمى» المعارض فى بيان صحفى أن شابا ثالثا زعم شهود عيان أنه كان مخمورا حاول الانتحار الخميس الماضى فى مدينة سيدى بوزيد.

وامتدت الاحتجاجات العنيفة على ما يسميه السكان تردى الظروف المعيشية وتفشى البطالة إلى عدة مدن بمحافظة سيدى بوزيد، وبلغت ذروتها يوم 24 الشهر الحالى.