أصدرت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى نشرة رسمية تعد الأولى من نوعها للمزارعين على مستوى الجمهورية، للتوعية بمخاطر الإسراف فى المبيدات الزراعية، وأضرارها الصحية والبيئية على الإنسان والحيوان والأسماك والطيور والنبات والتربة.
وأوضحت النشرة الرسمية أن 20 ألف حالة وفاة بشرية تحدث سنويا فى العالم، وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، بسبب التسمم المباشر بالمبيدات، فى الوقت الذى تدرس فيه الحكومة إقرار آليات لضمان التطبيق الآمن لتداول المبيدات وتنفيذ حملات مكثفة على مصانع بئر السلم للحد من انتشار المبيدات المغشوشة ومكافحة عمليات تهريب مبيدات محظور دخولها إلى البلاد.
إلى هذا، تتجه وزارة الزراعة إلى إعداد مذكرة عاجلة على مجلس الوزراء للموافقة على إنشاء شركات خاصة تكون مهمتها الممارسات الجيدة فى تداول واستخدام المبيدات خلال عمليات مكافحة الآفات الزراعية طبقاً للمعايير الدولية ويتم الإعلان عنها رسميا نوفمبر المقبل.
وطبقا لخطة وزارة الزراعة فمن المقرر أن تقوم هذه الشركات- التى ستخضع لرقابة وزارات الزراعة والصحة والبيئة والتنمية المحلية والتجارة والصناعة والاستثمار - بتطبيق قواعد الأمان الحيوى خلال رش المبيدات أو التخلص من مخلفات عبوات المبيدات.
وذكرت النشرة التى أصدرتها اللجنة العليا لمبيدات الآفات الزراعية، أن معايير تداول واستخدام وتسجيل المبيدات فى مصر تأتى طبقا للاشتراطات التى تقرها المفوضية الأوروبية ووكالة حماية البيئة الأمريكية ووكالة أبحاث السرطان بالأمم المتحدة باعتبارها الجهات العلمية الدولية، التى تحدد المعايير الآمنة لاستخدام المبيدات دوليا وتلتزم بها مصر، مؤكدة أنه لم يتم تسجيل مبيد واحد فى مصر لا يتوافق مع هذه المعايير أو مسبب للسرطان.
وأكدت أن المكونات النشطة للمبيدات تنتقل من الفاكهة والخضر ومنتجات الألبان وغيرها إلى جسم الإنسان وتظهر بمستويات عالية فى الدم وأنسجة الجسم فى صورة أمراض سرطانية أو تليف الكبد أو نزيف المخ، حيث تتراكم متبقيات المبيدات فى الخلايا الدهنية للإنسان وتسبب إصابته بالأمراض الخطيرة.
وحذرت مصادر رفيعة المستوى بوزارة الزراعة من الإفراط فى استخدام المبيدات، خاصة خلال موسم مكافحة الآفات، التى تصيب القطن فى محاولة لتنبيه مزارعى القطن فى موسم الجنى، مشيرة إلى خطورة الإسراف فى استخدام المبيدات، وأضافت المصادر أنه فى عام 1971 تعرضت مصر لحادثة شهيرة تسببت فى نفوق نحو 1500 رأس ماشية لدى المزارعين بمنطقة قطور بالغربية، فيما عرف بالكارثة الجماعية وذلك فى أعقاب عمليات رش جوى لأحد المبيدات شديدة السمية لمكافحة ديدان ورق القطن، حيث أصاب المبيد الحشائش والمجارى المائية التى تتغذى عليها الحيوانات وفتك بها، كما أصيبت أعداد أخرى من الحيوانات والطيور بأمراض خطيرة وامتد التسمم إلى المزارعين أنفسهم.