«المصرى اليوم» ترصد آثار «تسونامى رأس غارب»

كتب: خير راغب, مي هشام الثلاثاء 01-11-2016 22:34

على مدار 3 أيام رصدت «المصرى اليوم» آثار السيول الشديدة التى تسببت فى شلل نحو 1500 كيلومتر بـ3 طرق رئيسية وهى طرق «السخنة- رأس غالب»، و«البحر الأحمر والصعيد»، و«البحر الأحمر وطريق قنا- سفاجا».

بدأت الرحلة يوم الجمعة الماضى، فى تمام التاسعة صباحاً، حيث تحركت «المصرى اليوم» من وزارة النقل باتجاه سفاجا لحضور افتتاح أعمال تطوير الميناء.

وبمجرد تحركنا، وقبل أن نسلك طريق «السخنة- البحر الأحمر»، أصدرت وزارة النقل بياناً فى تمام الساعة 10.20 صباحاً، وأعلنت الدفع بـ16 فرقة عمل على الطرق فى مناطق «البحر الأحمر والصعيد، لم يكن للسيول أى أثر حتى قبل مدينة الزعفرانة بـ3 كيلومترات، حيث فوجئنا بتكدس آلاف الشاحنات والأتوبيسات والسيارات الملاكى، وافترش الجميع الطريق فى انتظار لحظة فتح طريق الزعفرانة- الغردقة، والعكس إلى القاهرة، وذلك قرابة الساعة 12 ظهر الجمعة.

كانت إدارة المرور أغلقت الطريق بالبراميل، وضربت حصارا على مدينة رأس غارب من الاتجاهين من القاهرة والغردقة، وتواترت أنباء أن هناك ضحايا بالمدينة، وأن السيول دمرت مساحات كبيرة من البنية التحتية.

وفى الأثناء اتصلت «المصرى اليوم» بالمهندس حسن صنافير، رئيس منطقة البحر الأحمر للطرق، فقال إن وصلة جبل الزيت برأس غارب تعمل بشكل مفرد، وأن الزعفرانة تتبع السويس ولا يعلم سبب إغلاق الطريق، ومن ثم قررنا العودة للسخنة.

وفى تمام الساعة 3 عصراً بدأ فتح الطريق، وتوجهنا إلى الزعفرانة وبعد أن وصلنا اكتشفنا أن الطريق لايزال مغلقاً وأن المرور يقوم بالتفويج للسيارات من المنطقة الخطر إلى ما بعد مدينة رأس غارب، ومع الضغط من المواطنين قرر مرور كمين الزعفرانة فتح الطريق أمام الجميع، وفى تمام الساعة 7 مررنا من أمام مدينة رأس غارب، وكان الظلام يكسو المدينة بعد انقطاع التيار الكهربائى عن المدينة، وفور وصولنا علمنا أن رئاسة الجمهورية قررت تأجيل افتتاح تطوير ميناء سفاجا بسبب السيول.

وفى صباح اليوم التالى وصل المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، ومعه عدد من الوزراء إلى مدينة رأس غارب، وعندما حاصره الأهالى واتهموه بالتقصير اضطر للمغادرة، وتوجه إلى مبنى البحر الأحمر بمدينة الغردقة وعقد اجتماعا بحضور وزراء «النقل والرى والتضامن»، وقال اللواء أحمد عبدالله، محافظ البحر الأحمر، خلال الاجتماع، إن جميع الخرائط قبل السيول بـ4 ساعات لم تدل أن هناك شيئا غير عادى برأس غارب.

وعقب الاجتماع أجرى الدكتور جلال سعيد، وزير النقل، جولة تفقدية لطريقى «الصعيد- البحر الأحمر» و«سفاجا- قنا» لمتابعة تأثير السيول على الطريق.

وقال «سعيد»، لـ«المصرى اليوم»، إن قوة السيول تكشف أن التغير المناخى فى العالم أثر على توقيتات ومناطق خزانات تجمع المياه أعلى قمم الجبال، ولذا طلبت أن يتم عقد اجتماع يضم كل المتخصصين لتغيير كود تصميم جميع الأعمال الصناعية.

وفى يوم الأحد توجهنا إلى قنا لتفقد الطريق والوصلة بين طريقى «قنا- سفاجا»، و«سوهاج- البحر الأحمر»، حيث تفقد وزير النقل بصحبة اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، المناطق التى تضررت.

وعلى هامش الشلل الحُكومى فى إدارة الأزمة، وإخلاء الأرصاد الجوية مسؤوليتها، باعتبارها أعلنت توقعاتها، السبت الماضى، بسقوط أمطار غزيرة وسيول على البلاد، حتى تقوم الإدارات المحلية باتخاذ التدابير الوقائية، برزت جهود الإغاثة الشعبيّة لإنقاذ المناطق المنكوبة.

ورصدت «المصرى اليوم» يوميّات الإغاثة الشعبية على مدار 5 أيام، منذ الخميس الماضى، من «تسونامى» رأس غارِب، كما اصطلح الأهالى على الإشارة إليه فى غُرفة العمليات الشعبية.

أشرف طِلِب، صاحِب شركة للاستثمار العقارى بالغردقة، أصبح أحد الكوادِر التنسيقية للجهود المُجتمعية، والذى أنشأ جروب «غارِب والغردقة إيد واحدة»، على «واتساب» لتنسيق وصول المُساعدات، وفى حين «شُلت» الحكومة عن أداء أى مهام إغاثية فى الأيام الأولى، بحسب قوله، اضطلع أهالى الغردقة بالدور الصعب.