مر عام ولايزال أغلب المخترعين المصريين، يشكون إهمال الدولة لهم، واقترح بعضهم إنشاء مركز قومى للمخترعين ليساهم فى تنمية أوضاعهم وتنفيذ ابتكاراتهم. ولعل أبرز ما ركز عليه المخترعون المحترفون فى العام الماضى، هو اكتشاف حلول لمشكلة الطاقة الكهربائية،التى تفاقمت مؤخرا.
من جانبه ابتكر المهندس «محروس الفراميطى» جهازاً كهربائياً يمنع الفاقد المتسرب من التيار الكهربائى فى المنازل والمصانع. وأكد «الفراميطى» أن ابتكاره لم تستفد منه أى جهة للتقليل من الضغط على شبكات الكهرباء، لأن هناك نسبة فاقد كبيرة فى جميع المنازل والمنشآت، كما توصل المهندس وائل صبرى لابتكار بطارية قابلة للشحن باستخدام مادة جديدة رخيصة التكاليف وحصل على الميدالية البرونزية بمعرض كوريا للاختراعات فى عام 2010 فى الوقت الذى لم تهتم به أى جهة مصرية، على حد قوله، ورغم ذلك يصر «وائل» على إكمال مشوار الابتكارات. وقال: «رغم أننى لدى اختراعات كثيرة محدش اهتم بيها أو استثمر فيها لكنى مصمم على إكمال الطريق حتى أفيد بلدى لأن ربنا أعطانى قدرة لم يعطها للكثير من الناس.. حرام عليا أن أدفنها».
وقالت الدكتورة هبة عبد الرحمن، الباحثة بالمركز القومى للبحوث، أكبر المخترعين المصريين إنتاجا وتسجيلا لبراءات الاختراع بأكاديمية البحث العلمى، لديها ما يزيد على 15 ابتكاراً فى شتى المجالات، منها 3 ابتكارات لعام 2010 فقط، أبرزها جهاز يقوم بمعالجة مياه الشرب التى تأتى من محطات التنقية: «المياه تخرج نظيفة من محطات التنقية لكن تقابلها ملوثات عديدة وهى فى طريقها للمواطن لذا طريقتى تقوم على تنقية مياه الحنفية بجهاز ينقى المياه تماما باستخدام أشعة الليزر».
أضافت «هبة» أن وضع المخترع فى عام 2010 لم يتحسن على الإطلاق لأنه لا توجد أى تسهيلات أو مناخ يساعده على إنتاج واستثمار ابتكاره وأفكاره. واقترحت أن يكون هناك مركز قومى للمخترعين مؤكدة أنه سيساهم فى الاستفادة من المبتكرين بتجميع ودراسة ابتكاراتهم وعرضها على رجال الأعمال وتطبيق ما يفيد مصر منها.
وأيد حسام شومان، مخترع أجهزة رياضية، فكرة إنشاء مركز قومى للمخترعين، مؤكدا أن هناك مئات الاختراعات المهمة، لا يهتم بها أحد. وأضاف: «ابتكرت جهازاً رياضياً لتقويم العظام وعلاج انحرافات الظهر يحمى طلاب المدارس من الإصابة بانحناءات فى الظهر من كثرة الجلوس على مقعد الفصل لكن تجاهل الحكومة له وصل لدرجة «امتياز»، على حد وصفه، إذ لم يهتم به أحد».
وعلى نطاق طلاب الجامعات والخريجين، قدم طلاب الهندسة هذا العام، العديد من الأفكار المهمة، وعرضوها بالمعارض السنوية، ففى يوم الهندسة المصرى 2010 حصل ابتكار المهندس أحمد الشامى على المشروع الأفضل على المستوى العربى بابتكار منظومة حماية إلكترونية للمنشآت بجانب تقديمه أول موبايل مصرى الصنع، كما وضع دراسة لإنشاء خط إنتاج موبايل رخيص الثمن، لكن لم تتقدم أى جهة حكومية أو خاصة لاستثمار هذا المشروع، فى الوقت الذى اهتمت به دول عربية. وقال «الشامى»: «تقدمت لى إحدى الشركات السعودية لشراء الابتكار لكنى رفضت لأن عرضها كان غير جيد وأعمل على تطوير الفكرة لتناسب المستثمرين الصغار كما أراسل الجامعات الأوروبية لتبنى الابتكار». وأضاف: «أتمنى أن تهتم مصر فى الفترة المقبلة بتطبيقات المحمول وصناعته لأن فى المستقبل سيكون الموبايل عنصراً حيوياً فى التحكم فى جميع ممتلكات الناس من على بعد».
وعلى مستوى طلاب المدارس الإعدادى والثانوى، فاز طالبان مصريان فى المسابقة العربية، التى تنظمها شركة إنتل، بالتعاون مع جمعية عصر العلم لعام 2010 ، وحصل الابتكار، الذى تقدمت به الشقيقتان سارة ويسر مصطفى الشعراوى، على المركز الثانى عن ابتكار طريقة جديدة لتحويل عوادم المصانع، المتمثل فى ثانى أكسيد الكربون، إلى مادة مفيدة يمكن استخدامها فى صناعات كثيرة، مثل المبيدات الحشرية وبعض الصناعات الكيماوية. وقالت «سارة»، الطالبة بالصف الثانى الثانوى: «رغم أننى حصلت على المركز الثانى على مستوى العرب لكنى لم أجد أحداً يهتم بابتكارى ويساعدنى على تطويره، وأتمنى أن أجد جهة ترعى فكرتى وتوفر لى المكان المناسب لإكماله».
وحصل طالب الثانوى المصرى أحمد سمير، على المركز الثانى، على مستوى العرب، عن جهاز لاسلكى لمنع حوادث المرور المتكررة يجبر جميع السائقين بالسير بطريقة محددة لا يمكن تجاوزها فيقول أحمد: «أتمنى فى عام 2011 أن تأخذ الحكومة ابتكارى وتطبقه حتى تقلل حوادث الطريق المتكررة باستمرار والتى تزايدت بشكل ملحوظ فى عام 2010»
ولم يخل عام 2010 من قصص التحدى، التى دائما يكون أبطالها ذوى احتياجات خاصة، فقد حصل الطالب رجب إبراهيم، بمدرسة النور الثانوية للمكفوفين بالمنيا، على جائزة أفضل ابتكار بمسابقة أيسف مصر المحلية بعدما توصل لمادة جديدة ورخيصة الثمن لصناعة تستخدم فى صناعة معالج الكمبيوتر والموبايل، فيقول رجب: «توصلت للمادة الجديدة بعد بحث علمى استمر شهرين قضيتهما فى معامل كلية العلوم والهندسة بالمنيا لدراسة خواص بعض المواد حتى توصلت لمادة جديدة متوفرة فى مصر وأرخص من المادة المستوردة». أضاف رجب: «أتمنى أن تساعدنى أى جهة لاستثمار هذا الابتكار وتنمية موهبتى وتوفير الإمكانيات لتنفيذ بقية أفكارى».