ناقش زعماء المعارضة السودانية، الاثنين، خطة لإسقاط حكومة الرئيس السوداني عمر البشير بعد إجراء استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر في 9 يناير المقبل، وطالبوا بتشكيل حكومة قومية انتقالية من «التكنوقراط»، أو إسقاط الحكومة عن طريق انتفاضة شعبية، في وقت قلل فيه حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم من تحركات المعارضة، معتبراً أن «حلم الجعان عيش».
وكشف الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي، كمال عمر، لـصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية الاثنين، أن تحالف قوى جوبا، «عقد اجتماعاً مهماً شارك فيه الأمين العام لـ(المؤتمر الشعبي) حسن الترابي، ورئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، والأمين العام للحزب الشيوعي السوداني محمد إبراهيم نقد، ونائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان، وعدد من قيادات المعارضة الذين ناقشوا خطة مستقبل السودان بعد انفصال الجنوب الذي بات أمراً واقعاً بعد أقل من أسبوعين»، بحسب قول عمر، الذي أضاف «ناقشنا خطورة الأوضاع وما تسبب فيه المؤتمر الوطني من أزمات أدت لانفصال الجنوب، وقررنا بعد ذلك مخاطبة الحكومة للتنحي بعد إعلان نتيجة الاستفتاء (في حال الانفصال)، وتشكيل حكومة انتقالية تعمل على إنفاذ ما تبقى من اتفاقية السلام والترتيبات الانتقالية وحل قضايا ما بعد الاستفتاء بين الجنوب والشمال وحل الأزمة في إقليم دارفور المضطرب وبسط الحريات العامة».
وهدد المعارضون بإسقاط الحكومة ما لم تستجب للدعوة «الأخيرة»، وذلك عن طريق «الانخراط مباشرة في عمل سياسي هادف لإزالة النظام عبر وسائل النضال المدنية السلمية المجربة»، في تلميح إلى تعبئة الشارع وقيام انتفاضة شعبية كبيرة، لكن نائب رئيس المؤتمر الوطني ومساعد الرئيس البشير نافع علي نافع، استبق الاجتماعات بتصريحات سخر فيها من التحركات الأخيرة للمعارضة، واصفاً سعيها للتحالف مع حركات دارفور المسلحة والحركة الشعبية لانتفاضة شعبية لتغيير الحكومة، بأنها مثل «حلم الجعان عيش»، وأكد أن السودان يمر بمحطات تنمية وتزكية، منتقداً الذين يصفون الوضع بأنه «منعطف خطير»، فيما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «الجزيرة»، عن قطبي المهدي، القيادي في حزب «المؤتمر الوطني»، قوله، إن مطالب المعارضة «أكبر من وزنها السياسي والشعبي»، وأضاف أنها لا ترتكز على أي مسوغ دستوري، معتبراً أن تحركات المعارضة تأتي في إطار المصالح الحزبية وليس من أجل المصلحة الوطنية للسودان.
جاء ذلك فيما أعرب ميخائيل مارجيلوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى السودان، عن أمله في أن يجري الاستفتاء «حسب الموعد المقرر له وبشكل سلمي»، داعياً قوى الشمال والجنوب إلى «عدم استخدام أي نوع من القوة من شأنها أن تؤدي إلى تدهور العلاقات بين الخرطوم وجوبا».