رسالة سحر نصر!

محمد أمين الأحد 30-10-2016 21:45

لا أتصور أن ينتهى مؤتمر الشباب بانتهاء فعالياته فى شرم الشيخ.. ولو حدث ذلك يكون المؤتمر قد فشل بالتلاتة.. المؤتمر الاقتصادى انتهى بانتهاء جلساته.. وكانت هذه غلطة كبرى.. المفترض أن تستمر الحكومة والشباب والإعلام والنواب فى طرح موضوعات المؤتمر وقضاياه للنقاش العام.. وهنا فقط يمكن أن يتحول المؤتمر إلى حالة عامة، كما يمكن أن تكون لدينا خريطة طريق للمستقبل!.

ومن المؤكد أن الدولة حين فكرت فى مؤتمر الشباب، لم تكن تريده أن يكون فسحة فى شرم الشيخ.. ولم تكن تريده أن يكون مجرد احتفالية أو «مكلمة».. وكان الهدف أن ترسل رسائلها للشباب، وكان الهدف أن يتشبع الشباب بهذه الرسائل الرسمية.. ومنها أنه لا تعيينات فى الجهاز الإدارى للدولة.. ومنها أن الأصل هو نهاية عهد الوظيفة الميرى، وأن الغد للمشروعات الصغيرة.. اشتغل وانتج!.

ولم تكن مصادفة أن تؤكد الوزيرة سحر نصر هذه الرسالة من جديد، حين قالت «الحكومة مش هتعرف تعيّن حد».. وبالعربى «انتهى الزمن الذى يتمرغ فيه الشباب فى الوظائف الميرى».. كنا زمان نقول «إن فاتك الميرى اتمرغ فى ترابه».. الآن نقول «إن فاتك الميرى يبقى أحسن».. الفرصة أمامك لتكون منتجاً ورجل أعمال.. وعلى الدولة أن «تحمى الشباب» وتدعمه حتى لا يدخل السجن!.

وأعتقد أن الدولة قد درست منذ فترة عدة بدائل لتشغيل الشباب.. ومنها تشجيع القطاع الخاص لاستيعاب البطالة، ومنها إعادة تشغيل المصانع المغلقة، ومنها مبادرة البنك المركزى بتوفير 200 مليار جنيه كقروض للشباب، مع توفير دراسات الجدوى والأراضى وغير ذلك، حتى لا تصبح هذه المبادرة فى مهب الريح.. ومن المؤكد أن تجربة الصندوق الاجتماعى كانت ماثلة للعيان أمام صانع القرار!.

فلم تقف الدكتورة سحر نصر عند كلمة «الحكومة مش هتعرف تعيّن حد تانى»، ولكنها قالت إن دعم القطاع الخاص والمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغير، له أهمية كبرى فى الوقت الراهن.. وأكدت الرسالة من جديد أمام النواب بقولها إن «القطاع الخاص له دور مهم فى خفض نسبة البطالة».. والسؤال هنا: كيف؟.. وما البدائل؟.. وكيف نقنع الشباب بأن ينسى «تراب الميرى»؟!.

إننا نحتاج بالفعل إلى معلومات عن مبادرة البنك المركزى.. فما هى المبالغ التى تم صرفها حتى الآن؟.. وما هى المعوقات؟.. وكيف يمكن تذليلها؟.. ما مدى تعاون البنوك مع الشباب فى توفير القروض للمشروعات؟.. هل تقدم الدولة دراسات جدوى لهم؟.. هل الشباب جادون فعلاً فى العمل الخاص؟.. ما التسهيلات التى تقدمها الوزارات المختصة، ومنها وزارة التعاون الدولى؟.. نريد أن نعرف!.

أخيراً، سحر نصر لم تقل ما قالته بالمصادفة، والحكومة لم تعرض ملفاتها فى مؤتمر شرم، لأنها كانت تريد أن «تتسلى».. ولم تعرض أزماتها بشأن الدولار والسياحة والاستيراد، لأنها كانت تريد أن «تنفّس» عن صدرها.. كانت تؤكد فكرة الشراكة المجتمعية.. والآن خد قرارك.. إن فاتك «الميرى» لا تندم!.