صحف القاهرة: مبارك يورط المشير.. والحرس الجمهوري يؤمن علاء وجمال

كتب: عزة مغازي الإثنين 15-08-2011 10:13

احتلت صورتا الرئيس السابق حسني مبارك، ووزير داخليته حبيب العادلي، مكانًا بارزًا على الصفحات الأولى لصحف القاهرة الصادرة صباح الاثنين، في سياق تغطيات محاكمة العادلي ومساعديه التى جرت صباح الأحد فى قضية قتل المتظاهرين، ومحاكمة مبارك ونجليه علاء وجمال صباح الاثنين.

ونشرت صحيفة «التحرير» صورة للعادلى وهو يبتسم داخل قفص الاتهام، مع عنوان تأجيل جلسة محاكمته إلى 5 من سبتمبر المقبل.

الصورة نفسها نقلتها صحيفتا «الأهرام» و«الأخبار» مع تعليق فى الأخيرة يصف تعبير وجه العادلى الذى يبدو جامدا بـ«الذهول» داخل القفص، وإلى جوارها صورة أخرى لوالد أحد الشهداء يرفع مشنقة ويضعها أمام رقبة العادلى على الشاشة التى كانت تنقل وقائع المحاكمة خارج أكاديمية الشرطة.

وقالت الأخبار فى عناوينها «تقارير المركز العالمى تجهض ألاعيب دفاع الرئيس السابق»، فى إشارة للتقارير الطبية الصادرة عن المركز الطبى العالمى الذى قررت المحكمة أن يقضي مبارك فيه فترة حبسه احتياطيًا على ذمة التهم التي يحاكم بموجبها.

أما الصور التى استخدمتها الصحف لمبارك فكانت فى أغلبها صورا له منذ كان يحتل مقعد رئاسة الجمهورية، وحدها «التحرير» نشرت صورة لمبارك داخل القفص فى متابعتها لأخبار محاكمته.

كما تناقلت الصحف صورة لأب استشهد نجلاه خلال مشاركتهما في ثورة 25 يناير وهو يرفع ثياب ابنيه صارخا بطلب العدالة أمام أكاديمية الشرطة خلال محاكمة العادلى.

 

محاكمة مبارك

اهتمت الصحف بمتابعة أخبار محاكمة مبارك المقرر لها الاثنين بأكثر مما خصصت من مساحات لمتابعة محاكمة العادلى التى جرت يوم الأحد.

وأجرت صحيفة «الأخبار» حوارا مع المستشار نور فرحات، أستاذ فلسفة القانون والفقيه الدستوري، دار كله حول محاكمة مبارك والعادلى وكبار قيادات الداخلية فى قضية قتل المتظاهرين.

وقال فرحات إن النيابة ستقوم بواجبها فى الدفاع عن حق الشهداء وأن وظيفة الادعاء بالحق المدنى وظيفة ثانوية وعلى القائمين بها فى محاكمة مبارك والعادلى أن يدركوا أن وظيفتهم هى مساعدة النيابة فى إثبات التهمة على المتهمين. وقال إن عددا من اللجان المشكلة للادعاء بالحق المدنى من طالبى الشهرة والمال أو من تحكمهم المنافسة المهنية والسياسية دون الوازع الوطنى.

وأضاف فرحات أن ضعف محامى الادعاء بالحق المدنى يمكن تدراكه ولكن هناك علامات استفهام فى قضايا قتل المتظاهرين تثير التساؤل، منها فصل قضية مبارك والعادلى كمحرضين ومساعدين على قتل المتظاهرين تجرى بمعزل عن محاكمة الفاعلين الأصليين، من ضباط وأمناء الشرطة الذين قاموا بإطلاق النيران.

وتساءل فرحات «ماذا لو صدرت أحكام بالبراءة فى حق الفاعل الأصلى؟»، معقبا أن الشريك فى هذه الحالة «العادلى ومبارك ومن معهما» سيتمد مركزه القانونى من هذه البراءة، لأنه لا يمكن تبرئة الفاعل الأصلى وإدانة الشريك.

وحذر نور فرحات من نكسة سياسية لو حصل الرئيس السابق على البراءة، قائلا إنه لا يستبعد أن يكون تلاعبا قد جرى فى الأوراق والأدلة الجنائية بعد ترك مبارك وأعوانه مطلقى السراح كل هذه المدة عقب وقوع جرائم القتل التى يحاكمون عليها.

وحذر من أن المحكمة تخضع للأوراق والأدلة، رغم ان مبارك ارتكب جرائم أكبر طوال ثلاثين عاما حكم فيها مصر. ولكن المحكمة ستحكم عليه وفقا للجريمة الموصفة فى الأوراق ووفقا للأدلة والأوراق التى بين يديها، قائلا إن تبرئة مبارك بسبب ما قد يكون قد وقع من تلاعب، هو مسؤولية من تركه وباقى المتهمين مطلقى السراح كل هذه المدة منذ وقوع جرائم قتل المتظاهرين وحتى الآن.

صحيفة «الشروق» قالت فى عنانها الرئيسى إن هناك مخاوف من أن يحاول مبارك «هدم المعبد» خلال محاكمته. ونقلت عن مصادر لم تسمها أن مبارك قد يدلى بمعلومات خطيرة ويكشف أسرارا جديدة حول سيناريو التنحى خلال جلسات محاكمته.

وأضافت مصادر «الشروق» أن مبارك قد يستغل علانية المحاكمة ونقلها على الهواء من أجل إحداث البلبلة والوقيعة بين الشعب والجيش، ورجحت تلك المصادر أن يلصق مبارك الاتهامات كلها بنائبه عمر سليمان وأن يدعى انه ترك كل المسئوليات واتخاذ القرارات منذ اختار سليمان نائبا له. كما قد يلقى بالاتهام على المشير حسين طنطاوي، القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وعلى العادلى سعيا لتبرئة نفسه ونجليه.

صحيفة «الدستور» نقلت تصريحات فيصل العتيبي، رئيس هيئة الدفاع الكويتية التى تطوعت للدفاع عن مبارك، والتي قال فيها إن الاتهامات التى أوردتها النيابة العامة فى حق مبارك باطلة وتفتقر للأدلة.

وقال العتيبى لـ«الدستور» إن محكمة الجنايات التى تنظر القضايا المتهم فيها الرئيس السابق غير مختصة باعتباره عسكري برتبة فريق أول، ويجب أن يكون القضاء العسكرى هو المختص بمحاكمته.

وقالت الصحيفة نفسها إن صحيفة «معاريف» الإسرائيلية نشرت خبرا مفاده أن مبارك يتفاوض حاليا مع أحد الناشرين الأمريكيين لكتابة مذكراته وقصة حياته. وأضافت أنه سيقوم بتحمل تكلفة تحرير ونشر المذكرات، مستخدمًا أموالاً حولها له أحد أقاربه.

وقالت «معاريف» بحسب ما نقلت «الدستور» عنها، إن مبارك يسعى لنشر هذه المذكرات لتبرئة اسمه أمام التاريخ.

 

سوزان فى طرة

نقلت صحف «الاثنين» ما استطاعت الحصول عليه من تفاصيل زيارة قامت بها إلى سجن «طرة» الذي يقضي فيه نجليها علاء وجمال حبسهما الاحتياطي على ذمة اتهامهما باستغلال النفوذ.

وقالت صحيفة «التحرير» إن 122 يوما مضت منذ رأت سوزان مبارك نجليها للمرة الأخيرة. وأضافت أن «الدموع والآهات» سيطرت على المشهد العائلى بعد أن استقبل علاء مبارك والدته بوصلة من البكاء الحار، بينما احتفظ جمال ببعض الهدوء المشوب بالبرود المعروف عنه بحسب وصف «التحرير» التى لم تفصح عن مصادرها أو تشر إليها.

اللافت أن «التحرير» أكدت أن سيارة تابعة لقوات الحرس الجمهورى هى التى قامت بنقل سوزان ثابت إلى السجن وتولت إعادتها إلى وجهتها بعد انتهاء الزيارة. وقالت الصحيفة أيضا إن عميدا بالحرس الجمهورى يدعى مصطفى يتولى حماية جمال وعلاء مبارك داخل السجن كما تولى إيصال سوزان إلى السجن ورافقها إلى السيارة خلال مغادرتها.

صحيفة «الأخبار» لم تشر إلى الجهة التى تتبعها «السيارة المرسيدس» التى نقلت سوان ثابت إلى سجن طرة حيث ولديها. وقالت الصحيفة أن الزيارة بدأت فى الرابعة والربع يوم الأحد قبل ساعات قليلة من موعد الإفطار. وأن المقابلة تمت فى مكتب اللواء محمد طلحة مأمور السجن الجديد الذى قام باستقبال سوزان مبارك بنفسه عند وصولها.