قتل، الأحد، 30 شخصا على الأقل برصاص قوات الأمن السورية بينهم 26 في مدينة اللاذقية الساحلية التي كانت هدفا لعملية عسكرية واسعة شاركت فيها زوارق حربية قصفت بعض أحياء هذه المدينة، كما سقط 4 قتلى في مناطق أخرى من سوريا.
وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في بيان مساء الأحد «سقط 26 شهيدا حتى الآن في اللاذقية إثر هجوم من الجيش وعناصر الأمن وفرق الموت (الشبيحة)، كما سقط شهيدان في حمص وشهيد في كل من حماة وادلب».
وأضاف بيان المنظمة: «في سابقة لم تعهدها دولة من قبل، يستخدم النظام السوري الزوارق البحرية في قصف المدنيين العزل في محافظة اللاذقية في مكافأة قدمها الرئيس السوري إلى مسقط رأسه ومدينته»، في إشارة إلى مدينة القرداحة المجاورة لمدينة اللاذقية.
من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن عدد القتلى في اللاذقية بلغ 26، في حين أشار إلى 3 قتلى في مناطق أخرى هم «اثنان ماتا تحت التعذيب في حمص وفي بلدة الحولة الواقعة في محافظة حمص، كما قتل شخص ثالث في خان شيخون في محافظة ادلب شمال سوريا». ولم يشر المرصد إلى وجود قتيل في حماة.
وأوضح المرصد أن العملية العسكرية في اللاذقية «شملت خصوصا حي الرمل الجنوبي في اللاذقية (غرب) وتخللها قصف من زوارق حربية سورية». فيما أشار شهود عيان لحملات دهم واعتقال طالت العشرات.
وأوضح أن القصف والمداهمات شملت أحياء عدة من مدينة اللاذقية إضافة إلى حي الرمل الجنوبي، وهي حي قنينص ومخيم الرمل وحي مسبح الشعب والسكنتوري وعين التمرة وبستان السمكة وبستان الحميمي وبستان الصيداوي.
وأشار المرصد إلى «نزوح عدد كبير من سكان الأحياء التي تشهد عمليات أمنية وعسكرية وبشكل خاص من النساء والأطفال باتجاه جبلة (35 كلم جنوب اللاذقية) ومدن مجاورة لها».
وأشار إلى دوي «انفجارات قوية في حيي مسبح الشعب والرمل المتجاورين، وإلى إطلاق نار كثيف ومن قذائف آر بي جي في حي السكنتوري».
من جهته، أشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى «إطلاق نار في حي القلعة في اللاذقية وكذلك إطلاق نار متقطع في الصليبة»، مضيفا أن «الأحرار يتجمعون في الأشرفية ويسدون أحد المنافذ بحاويات القمامة لمنع الأمن من الوصول إلى الصليبة». كما أعلن الاتحاد أنه «تم إيقاف حركة القطارات من وإلى اللاذقية».
ويأتي ذلك بالتزامن مع حملة أمنية وعسكرية في ضاحيتين في ريف دمشق فجر الأحد، حيث جرت اعتقالات رافقها إطلاق كثيف للرصاص وقطع للاتصالات.
وذكر المرصد أن «قوات عسكرية وأمنية كبيرة اقتحمت عند الساعة الثانية من الأحد ضاحيتي سقبا وحمورية بـ 15 شاحنة عسكرية وثماني حافلات أمن كبيرة وأربع سيارات جيب»
وأضاف المرصد أن هذه القوات «بدأت عملية اعتقالات واسعة حيث سمع صوت إطلاق رصاص كثيف في المنطقة». كما أشار إلى أن «الاتصالات الأرضية والخليوية قطعت عن ضاحية سقبا فجر اليوم الأحد».
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا جديدا لمناقشة الأزمة السورية، الخميس المقبل.
من جهتها، دعت منظمة التعاون الإسلامي في بيان السبت، السلطات السورية إلى «الوقف الفوري» لاستخدام القوة ضد حركة الاحتجاج، عارضة في الوقت نفسه «القيام بدور» في أي حوار محتمل بين السلطات والمعارضة.
وسقط أكثر من 2000 شهيد، في الحملة العسكرية التي بها قوات من الجيش والأمن السوريين، بالتعاون مع مسلحي «الشبيحة»، ضد الثورة التي بدأت في 15 مارس الماضي، وتؤكد السلطات أنها تتصدى لما تسميه «عصابات إرهابية مسلحة».