مصادر أمنية: تقارير «سرية» أطاحت بمأمور سجن طرة لمجاملته رموز النظام

كتب: يسري البدري الأحد 14-08-2011 17:51


حصلت «المصرى اليوم» على التفاصيل الكاملة لإبعاد العقيد أحمد عبدالرازق من منصب مأمور سجن طرة إلى ترحيلات الحرس المستديم، حيث تبين أن قطاع السجون ومجموعات القوات المسلحة كانت تضع «عبدالرازق» تحت عينيها منذ شهرين، ورصدت عدة تجاوزات فى حقه، منها مجاملة بعض رموز النظام السابق خاصة نجلى الرئيس السابق «علاء وجمال»، كما تضمنت أسباب وجود اسمه فى الحركة الداخلية لقطاع السجون، التى اعتمدها اللواء محمد نجيب، مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، أن المأمور خالف قرار الوزير بعدم فتح أبواب السجون بعد غلقها، إلا بقرار منه شخصياً، وكذلك تعليمات السجون التى تقضى بتوزيع وجبات الإفطار على السجناء داخل زنازينهم، وهو ما خالفه «عبدالرازق»، بإقامة إفطار جماعى لـ42 من مشاهير النظام السابق فى فناء سجن المزرعة.


وقالت مصادر أمنية مطلعة - رفضت الإفصاح عن اسمها - إن العناصر الخاصة بالقوات المسلحة التى تشارك الشرطة فى عمليات التأمين، والمصادر السرية فى السجون رصدت عدة مخالفات للمأمور، منها سماحه ونائبه - الذى شملته الحركة أيضاً - لبعض المحامين بتوقيع عقود بيع وتنازلات عن ثروات الرموز المختلفة، وتوقيع أفراد النظام عليها لصالح أشخاص آخرين، بتواريخ سابقة وقديمة، رغم أنهم طبقاً للقانون فاقدو الأهلية القانونية وغير مصرح لهم بإجراء أى عمليات بيع أو تنازل، خاصة رموز النظام السابق المتهمين فى قضايا أمام جهاز الكسب غير المشروع، وأنه نفذ هذه الواقعة عن طريق 3 من مشاهير المحامين، وهو ما يساعدهم فى تهريب ثرواتهم التى حصلوا عليها بطريقة غير مشروعة.


وأضافت المصادر: إن قرار النقل جاء ضمن الحركة الداخلية لقطاع السجون، واستند إلى مخالفة «عبدالرازق» لتعليمات ولوائح السجون، بأن فتح باب الزنازين المختلفة الخاصة برموز النظام السابق، المحبوسين احتياطياً والمحكوم عليهم، خاصة العنبر رقم «1» الذى يضم كلاً من حبيب العادلى وزهير جرانة وأحمد المغربى، وهشام طلعت مصطفى والسيد محمد عوض أبورزق وأيمن عبدالمنعم محمود وعبدالحميد قطب عبدالخالق وسامح محمد إبراهيم حجازى ومحمد أحمد رجب، والعنبر رقم «2» ويضم كلاً من أحمد نظيف وأحمد عز وأنس الفقى ومحمد عهدى فضلى، وعنبر التحقيق الذى يوجد به كل من إسماعيل الشاعر وأحمد رمزى وحسن عبدالرحمن وعدلى فايد ومحمود لطيف وحسن محمد عقل وإبراهيم صالح ومحمد طويلة وإسماعيل كرارة وعزت عبدالرؤوف وإيهاب ناصف وهانى أحمد كامل ومحمود عبدالبر، وفى العنبر رقم «3» يمكث أحمد فتحى سرور مع إيهاب بدوى وطلعت القواس وأمين أباظة وحسين مجاور وسعيد عبدالخالق ويوسف والى، وجمال وعلاء مبارك فى العنبر رقم «4»، وفى العنبر الخامس كل من أسامة الشيخ مع علاء أبوالخير وزكريا عزمى وعاطف عبيد وعمرو عسل ومحمد إبراهيم سليمان وصفوت الشريف ووائل أبوالليل ومحمد عودة ورجب هلال حميدة، وأقام لهم إفطاراً جماعياً، وأن هشام طلعت مصطفى أحضر كميات من الأطعمة والفواكه من أحد الفنادق المملوكة له، وأن الإفطار استمر أكثر من 3 ساعات، وبررت المصادر المقربة من عبدالرازق ما قام به بأنه نوع من محاولة السيطرة على مشاهير النظام السابق، وهو ما يعرف داخل السجون بعبارة «عمل واجب مع مشاهير النظام السابق»، إلا أن المصادر رفضت ذلك بعد أن ربطت هذا ببعض التجاوزات الأخرى.


وأشارت المصادر إلى أن القرار جاء على خلفية تدليل المأمور لرموز النظام السابق، بعدما وردت تقارير عن أدائه إلى مكتب اللواء منصور عيسوى، وزير الداخلية، الذى أمر بأن تشمله الحركة الداخلية لقطاع السجون، بعد وصول التقرير الأخير لمجاملة رموز النظام السابق بإقامة مائدة الإفطار، والتحدث معهم عن الوضع فى مصر عقب الثورة، والمواقف القانونية لهم فى القضايا المتهمين فيها، وبمجرد وصول هذه المعلومات إلى الوزير، كلف اللواء محمد نجيب، مساعد الوزير لقطاع السجون، بالتأكد منها والتحقيق فيها، فتحدث معه هاتفياً، ولم ينكر الواقعة، فوبخه وقرر نقله هو وآخرين فى الحركة، التى شملت 5 لواءات، و35 عميداً و47 عقيداً و31 مقدماً و28 رائداً و16 نقيباً بالإضافة إلى 280 ضابطاً من المستجدين، ليصل عدد الضباط فى الحركة إلى 442 ضابطاً.


وعلمت «المصرى اليوم» أن قطاع السجون يجرى الآن تحقيقاً مع مأمور سجن طرة السابق ونائبه فى واقعة قبوله تكييفاً وتركيبه فى حجرته من أحد أقارب نجلى الرئيس، وقال إنه حصل عليه من أحد أندية الشرطة، وكذلك سيتم التحقيق معهم فى واقعة تسريب صور وفيديوهات مشاهير النظام السابق فى السجن، التى أذيعت فى إحدى الفضائيات قبل أسبوعين.