بحكم منصبه الإدارى الذي تولاه فقط في يونيو الماضى يُشرف الأثرى المصرى أشرف مُحيى الدين على سفح الأهرامات مديراً عامًا لمنطقة آثار الهرم، التي يعد بتطور ملامحها 360 درجة، بعد إتمام مشروع التطوير، الجارى تنفيذه حاليًا وتم إنجاز 60% من خطواته، فيُحدد مدير عام منطقة آثار الأهرامات في حوار مع «المصرى اليوم» مطلع العام المُقبل كموعد لإنهاء المرحلة الثانية من المشروع المُمتد والذى يعتبره «طفرة حضارية كبيرة».
إلى جانب المشروع، الذي يبلغ من العمر7 سنوات كاملة، يُناقش «مُحيى» آليات تقديم الشكاوى على سفح الأهرامات، حال التعرض للمضايقات أو سوء التوجيه في ضوء مُشاهدات «المصرى اليوم» في المنطقة، كما يُحمل الزوار جزءا من المسؤولية في تفشى بعض الظواهر السلبية في المنطقة، نتيجة عدم الإبلاغ الفورى عن المُخالفات والتغاضى عنها، كما يكشف مُدير عام منطقة الأهرامات عن مهام وإمكانيات «إدارة الوعى الأثرى» مُرشد زوار منطقة الأهرامات الخفى، التي تم تفعيل دورها لتقديم النصح والمعلومات الدقيقة لزوار المنطقة في الآونة الأخيرة وإلى نص الحوار..
■ تقلدت منصب مُدير عام منطقة آثار الأهرامات في يونيو الماضى فهل يتضمن جدول أعمالك خططاً للتطوير؟
- نعم، فنحن نعمل حاليًا على مشروع ضخم يستهدف تغيير هيئة منطقة الأهرامات 360 درجة، فعلى سبيل المثال، سيتم قصر الدخول على البوابات المُطلة على طريق الفيوم – الواحات، والتى سوف تستقبل الزوار بسيارات كهربائية تقلهم للمزارات السياحية في المنطقة الأثرية، كما سيتم تخصيص بوابات خاصة للتريض، والتى ستحوى الخيالة وأصحاب الكارتات والجمالة، ويمكن للسائحين الانتقال إليها لركوب الدواب بعيدًا عن الموقع الأثرى، الذي سوف يظل فارغًا لضمان استمتاع السائح بزيارته «هو والأثر بس».
■ هل تختلف خطة المشروع القائم عن تلك التي بدأت سابقًا في عام 2009؟
- لا، بل هو المشروع ذاته الذي نسعى لإكماله، وقد تم إنجار 60%، ونعمل على إنجاز الـ40% المُتبقية، والتى سوف تتضمن افتتاح مركز خاص للزوار، يحوى «ماكيت» لمنطقة الأهرامات، يُمكن للمجموعات أن تستخدمه لشرح المنطقة، والتعريف بها، إلى جانب قاعة للسينما، سوف تُخصص لعرض فيلم قصير عن المنطقة، وحوالى 60 بازارا، بالإضافة إلى اللوحات الإرشادية، فيعتبر المشروع طفرة حضارية في منطقة الأهرامات.
■ هل يمكننا حصر فئات المُتعاملين مع الجمهور والسائحين في منطقة الأهرامات؟
- المتواجد بصفة أساسية هم مفتشو الآثار، الموزعون على المواقع المُختلفة، الجبانة الشرقية، الهرم الكبير، الهرم الثانى، الهرم الثالث، الجبانة الغربية وأبوالهول، تتواجد في كل موقع مجموعة من الأثريين، يرأسهم مسؤول- مُفتش آثار قديم- وتتراوح أعداد الأثريين لدى كل موقع ما بين 15 إلى 20 أثريا، يقومون بالإشراف على نظافة الموقع وأمنه وجوانبه الأثرية.
■ ماذا عن إمكانية توفير المعلومات الأثرية للجمهور؟
- لدينا إدارة مختصة، وهى إدارة الوعى الأثرى، فيمكن لمفتشى الآثار هناك أن يصطحبوا الأفراد أو الأسر، لتقديم المعلومات الدقيقة إليهم في خدمة مجانية، فعلناها مؤخرًا في منطقة الأهرامات، وهى خدمة يُقدمها موظفو الدولة حتى لرحلات المدارس، فالطلاب هم الأولى بالوعى الأثرى، للتعرف على حضارة وتاريخ بلادهم.
■ أين يمكن العثور على إدارة الوعى الأثرى حيث لا توجد أي إرشادات لتوضيح مقرها؟
- يُمكن الاستعلام عن خدمات الإدارة لدى منافذ الدخول، وبالفعل لا توجد أي لافتات إرشادية بموضعها إلى اليوم، وهو ما نعمل حاليًا على توفيره ضمن مشروع التطوير، فلدينا ما يزيد على 300 لوحة إرشادية واجبة الإضافة لتحديد الاتجاهات، وإرشاد الزوار لأماكن الخدمات داخل المنطقة، تيسيرًا عليهم، كما سوف تتم طباعة كتيبات تشرح المنطقة الأثرية باللغة العربية، وسوف يتم تنفيذها بالإنجليزية لاحقًا، وسيتم توفيرها على منافذ الدخول كذلك.
■ لحين انتهاء تنفيذ المشروع كيف تُمنح تراخيص الدخول للخيالة والجمالة وأصحاب الدواب؟
- تمنح إدارة السياحة بمحافظة الجيزة التراخيص اللازمة للخيالة والجمالة والباعة الجائلين في المنطقة، ويتعين على هؤلاء وضع «كارنيه»، يُحدد هويتهم ورقم الترخيص أثناء التواجد في الموقع، وكنت اقترحت مؤخرًا على مُحافظة الجيزة تنظيم دورات توعية لأصحاب الدواب، تساعدهم على مُعاملة السائحين بالطريقة الأمثل، مع إضافة عقوبات رادعة لأى مُخالفة تصدر عن هؤلاء أو شكوى تُقدم ضدهم، كوقف تجديد الترخيص نهائيًا، كما يتم وقف الترخيص حال عدم اجتياز العامل للدورة التدريبية سالفة الذكر، مع إلزام الجميع بزى موحد، فنحن نعمل على تطوير المنطقة والتطوير يتضمن البشر والأثر.
■ في الأحوال العادية كيف يكون التصرف حال تقدم أحدهم بشكوى ضد أحد الخيالة؟
- أقوم بتحويله مُباشرة إلى شرطة السياحة والآثار، ممن يتمتعون بسلطة التعامل المُباشر مع الخيالة، فأبلغهم بأن الشخص المذكور أساء التصرف، فيتعين عليهم عقابه أحيانًا بالمنع من دخول المنطقة لمدة تتراوح بين 10 و15 يومًا، فلولا العقاب بالمنع الذي يُمثل «أكل العيش» لعاد الشخص إلى الخطأ.
■ ماذا عن التسعيرة؟
- في الفترة الأخيرة قمنا بتصميم لافتات بالجهود الذاتية توضح التسعيرة الثابتة التي حددتها المُحافظة، 50 جُنيها لكل نصف ساعة، وقمنا بتوزيعها في مناطق مُختلفة ضمنها منافذ الدخول، وعلى من يتعرض لعكس ذلك أن يلجأ لأقرب أمين شرطة أو ضابط ويُخبره بأن الخيال طالب بمبلغ مالى يزيد عن التسعيرة الرسمية.
■ يقوم البعض بتنظيم الرحلات على سفح الهرم مُقابل عمولات مادية ويُطلق عليهم «سماسرة رحلات»..؟
- «عندى هنا في الهرم؟!» يجب الإبلاغ عن هؤلاء بشكل فورى، فأمثال هؤلاء ليس لديهم أي صفة رسمية داخل المنطقة وغير مؤهلين للشرح، وكذلك الخيالة المُرخصين، فما يعنى الخيال هو دابته وما يزيد عن ذلك يُعتبر تخطيا لحدود عمله، ويجب إبلاغ شرطة السياحة المتمركزة في الأماكن المُختلفة عن نشاطه، فهذا السلوك إنما يُعتبر إرشادا بدون ترخيص، وكذلك تنظيم رحلة بدون ترخيص، الأمر الذي يستوجب عقوبة، فالشخص المخول له شرح المعالم الأثرية لابد أن يحمل «كارنيه إرشاد سياحى»، ومنظمو الرحلات لابد أن يتبعوا شركات سياحية مرخصة، وعلينا الإشارة إلى أن الصمت هو العامل الأساسى في صناعة الظاهرة، أما في حال أبلغ المواطنون عن المُخالفات مُباشرة فلن يتفاقم الوضع.
■ ماذا عن تقديم أحد مشرفى المقابر تماثيل مقبرة «كار» كتماثيل لزوجاته؟
- هذه المعلومة عارية تمامًا من الصحة، فالتماثيل الأربعة له شخصيًا، وعلى من يتعرض لموقف مُشابه أن يلجأ لى شخصيًا أو إلى تفتيش الهرم، وإذا تعذر ذلك عليه التوجه إلى أي من مكاتب مفتشى الآثار المُنتشرة في المنطقة الأثرية، والتأكد من صحة المعلومة ثم الإبلاغ عن أي شخص قدم معلومة غير صحيحة، وسيكون رد الفعل فوريا بنقله، حيث يُعتبر بتقديمه معلومات مغلوطة غير جدير بالاستمرار، ولمثل هذه المواقف نعد الكُتيبات الشارحة المجانية، لتقدم للزوار معلومات صحيحة لا لبس فيها عن المزارات المُختلفة.
■ هل يُمكننا رسم ملامح أكثر وضوحًا لمركز الزوار المُقرر افتتاحه؟
- سوف يحوى المركز عددا من البازارات والمطاعم والكافيتريات المُجهزة لاستقبال الجمهور، فنحن نستهدف تحويل منطقة الأهرامات لـ«داى يوز» تتوافر فيه شتى الخدمات والمرافق لجذب السياح سواء من المصريين أو الأجانب.
■ هل هناك موعد متوقع لانتهاء مشروع التطوير؟
- المشروع بدأ بالفعل عام 2009 بتكلفة 350 مليون جنيه، صُرف منها 150 مليونا للمرحلة الأولى، ونحن نعمل اليوم على إنجاز المرحلة الثانية، وقبل نهاية العام الجارى سوف ينتهى الجزء الأكبر منها، أما المرحلة الثالثة فسوف تتم خلال العام المُقبل.