«الفضائيات» تتكبد خسائر فادحة بسبب الإنفاق الجنونى والإيرادات الضئيلة

كتب: محسن حسني الأحد 14-08-2011 15:38

تكبدت الفضائيات المصرية الخاصة والتليفزيون المصرى، خسائر فادحة بسبب ضعف الإعلانات فى رمضان هذا العام، وأشارت مصادر إلى أن حجم التعاقدات الإعلانية فى الفضائيات والتليفزيون المصرى بلغ 125 مليون جنيه فقط حتى الآن.

فى سياق متصل، توقع مصدر فى شركة إعلانات كبرى - طلب عدم ذكر اسمه - أن يتراوح الإنفاق الإعلانى فى كل الفضائيات بين 180 و200 مليون جنيه بنهاية شهر رمضان الجارى، وأشار إلى إن حجم الإنفاق الإعلانى تراوح فى شهر رمضان الماضى بين 360 و380 مليون جنيه، وعلمت «المصرى اليوم» أن حجم ما أنفقته الفضائيات والتليفزيون المصرى على برامج ومسلسلات رمضان هذا العام، بلغ حوالى 400 مليون جنيه، وهو ما قد تخسر معه ما يقرب من 200 مليون جنيه فى ظل ضعف الإعلانات.

وأكد أسامة هيكل، وزير الإعلام، خلال تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن قرار إلغاء وكالة صوت القاهرة للإعلان تسبب فى زيادة الخسائر هذا العام، وأن قراراً مهماً مثل هذا كان يحتاج إلى دراسة كافية، لكن اللواء طارق المهدى والدكتور سامى الشريف تسرعا فى تنفيذ هذا القرار فى توقيت دقيق وحرج للغاية.

أضاف وزير الإعلام: «العام الماضى تجاوز صافى إعلانات التليفزيون المصرى 120 مليون جنيه، بينما لو بلغت إعلانات العام الحالى 20 مليوناً سيكون هذا بمثابة إنجاز ضخم فى ظل كل هذه الظروف غير المواتية».

وأشار هيكل إلى أن لديه خطة طموحة لتطوير محتوى التليفزيون المصرى، وخلال أيام سيعلن عن ملامح ذلك التطوير الذى يشمل برامج التوك شو والبرامج الصباحية المهمة.

وقالت هيام جلال، رئيس إدارة الإعلانات بالقطاع الاقتصادى فى التليفزيون المصرى، إن حصيلة إعلانات رمضان هذا العام حتى منتصف رمضان لم تتجاوز 5 ملايين جنيه، والسبب ضعف المحتوى، فلا يوجد مسلسل حصرى قوى، ولا توجد برامج قوية.

أضافت: (بالمقارنة بالعام الماضى سنجد الفارق كبيراً جداً، فحصيلة إعلانات المسلسلات فقط العام الماضى بلغت 49 مليون جنيه، فيما بلغ صافى إعلانات المسلسلات والبرامج 128 مليون جنيه، بعد دفع أجور وعمولات كبيرة للمذيعين، فمحمود سعد وحده حصل على 4 ملايين جنيه نظير تقديمه برنامج «صورة وصورة»، كما أن مسلسل «الجماعة» الذى عرضه التليفزيون المصرى حصرياً بلغت إعلاناته 16 مليون جنيه، وحقق برنامج «دوام الحال» لـ«لميس الحديدى» 10.5 مليون جنيه، فيما حقق مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» إعلانات لدينا بـ13 مليون جنيه، وحقق مسلسل «العار» 4 ملايين جنيه.

أكدت هيام أنه رغم كل إعلانات العام الماضى، فإن المحصلة النهائية كانت خسارة كبيرة لأن التليفزيون المصرى اشترى مسلسلات بـ400 مليون جنيه، ولم تغط عائدات الإعلانات ربع تلك التكلفة، بينما لم نشترى هذا العام مسلسلات أو برامج بمليم واحد.

وأرجعت «هيام» تلك الأزمة لثلاثة أسباب رئيسية، أولها تردى الحالة الاقتصادية للبلاد بسبب عدم الاستقرار وانصراف الناس عن التليفزيون المصرى بعد الثورة وعدم وجود مسلسل حصرى أو برنامج «توك شو» قوى، موضحة: «ذهبنا لإحدى الشركات التى كانت تعلن لدينا كل عام فوجدناها تعمل بخط إنتاج واحد ويخافون من البلطجية أثناء نقل إنتاجهم، كما أن إحدى شركات البسكويت التى كانت تعلن عن كعك العيد كل عام، امتنعت هذا العام وقلصت إنتاجها، والأمر نفسه بالنسبة لشركات السمن والزيوت».

من جهته، قال عمرو الفقى، رئيس مجلس إدارة وكالة «آد لاين» للإعلان: «أتوقع أن يصل إجمالى الإنفاق الإعلانى هذا العام من 200 إلى 220 مليون جنيه، وهو رقم يمثل تراجعاً كبيراً مقارنة بالعام الماضى الذى بلغ إنفاق الإعلانات خلاله 350 مليون جنيه، بما يعنى أن الهبوط تجاوز 40% والسبب الأساسى فى تلك الأزمة هو عدم الاستقرار لأن رأس المال جبان بطبيعته، فالشركات التى تنتج سلعاً معمرة كالثلاجات والسخانات وغيرها، امتنعت عن الإعلانات بسبب تراجع حركة البيع والشراء، والغريب أن شركات السلع الاستهلاكية كالزيوت والسكر وغير ذلك خفضت إعلاناتها بشكل كبير أيضاً».

وأضاف: «الغريب أن تكلفة المسلسلات لم تنخفض ولاتزال الدراما سلعة باهظة التكلفة، وفى الوقت نفسه تنخفض الإعلانات مما يعنى خسارة كبيرة، لأن إنفاق بعض المحطات الفضائية (جنونى)، بينما الإعلانات تتراجع بشدة».