«ويكيليكس»: نتنياهو اشترط إسقاط «حق العودة» لتحقيق السلام مع العرب

كتب: عنتر فرحات, وكالات الأحد 26-12-2010 16:07

كشف موقع ويكيليكس، في وثيقة أمريكية جديدة تفاصيل اجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع وفد من الكونجرس الأمريكي في أبريل 2007، حث فيه نتنياهو على تجويع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وضرب إيران وحماس اقتصاديا، واشترط السلام مع العرب بتنازلهم عن «حق العودة»، واعتبر أن مسألة حق العودة هي الاختبار الحقيقي والفاصل لنوايا العرب.


وقال نتنياهو في البرقية، «على الفلسطينيين أن يسقطوا حق العودة ويقبلوا بحق إسرائيل في الوجود»، وأضاف أن المبادرة العربية لم تلب هذه المطالب لأنها تبقي على قضية حق العودة مفتوحة، «إسرائيل سيكون لها شريك في السلام فقط إذا أسقط الفلسطينيون حق العودة»، وقال «لن يعود لاجئ فلسطيني واحد، أبداً.. لم تطالب إسرائيل بحق عودة اليهود للعراق أو القاهرة».


وأضاف أن العودة لحدود 1967 ليست حلاً لأن إسرائيل هي القوة الوحيدة التي تتصدى للإسلام الراديكالي وأجندته التي تجتاح الأردن والسعودية، وأكد ضرورة «إسقاط حماس» عبر إضعافها اقتصاديا، وقال إنه منذ 8 أشهر كانت حكومة حماس على حافة الإنهيار لكنها قويت بسبب ضعف إسرائيل بعد حرب لبنان، ووصف نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن»، بأنه رجل طيب ولديه نوايا طيبة، مؤكداً ضرورة إسقاط حماس والضغط عليها اقتصادياً بطريقة تجعل الرأي العام يلقي باللوم عليها، مؤكداً في البرقية أن إضعاف حماس سيكون أسهل من تقوية عباس.


واقترح نتنياهو على الوفد الأمريكي أن تعمل إسرائيل مع السعودية ضد إيران، وقال: «لو لم يتم وقف إيران، لن يكون هناك اتفاقية مع الفلسطينيين، وستكون معاهدات السلام مع مصر والأردن تحت ضغط شديد، وأكد أنه لن يكون هناك رادع لـ(مجانين) أمثال أحمدي نجاد»، ونصح نتنياهو الكونجرس بالتعجيل بإقرار تشريعات سحب الاستثمارات من إيران، وقال «إن لم ينجح ذلك، يمكن أن نفكر في خيارات أخرى».


وكشفت برقية جديدة نشرها ويكيليكس أرسلها السفير الأمريكي في تل أبيب إلى الخارجية الأمريكية بتاريخ 31أغسطس 2007، أن الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد»، مائير داجان، شكر وكيل وزارة الخارجية الأمريكية مايكل بوزنر، على المساعدات الأمريكية لإسرائيل حيث تم قبل اجتماعهما في 18أغسطس 2007 توقيع اتفاق مساعدات عسكرية بلغت 30 مليار دولار لتل أبيب خلال الفترة ما بين (2008 – 2018)، مشدداً على أن تلك المساعدات جاءت في الوقت الأمثل، بينما قال بوزنر إن الولايات المتحدة وإسرائيل والدول الحليفة، يواجهون مخاطر متعددة حول العالم، وأن منطقة الشرق الأوسط خطرة للغاية، وأضاف أنه لكون مصر تقوم بدور مهم في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ملتزمة بتجديد مساعداتها العسكرية للقاهرة، وذكر أن معظم تلك الأنظمة والأدوات التي يتم تقديمها لمصر وغيرها من الدول العربية يتم استبدالها بما كانت تلك الدول قد حصلت عليه في الماضي.


على صعيد آخر، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن الإدارة الأمريكية لمكافحة المخدرات، تحولت إلى منظمة استخبارية دولية تخطت أنشطتها حدود الاتجار بالمخدرات لدرجة اضطرت فيها المنظمة الى صد سياسيين خارجيين حاولوا الاستعانة بها لمحاربة خصومهم السياسيين وجمع معلومات عنهم والتنصت عليهم كما حدث في بنما وأورجواي.


وذكرت برقية في 2009 أن الرئيس البنمي ريكاردو مارتينيلي، طالب سفيرة واشنطن في بلاده، أن تعمل إدارة مكافحة المخدرات على مواجهة خصومه السياسيين، والتجسس عليهم وحمايته من اليسار، واعترفت بنما بأنها طلبت مساعدة الولايات المتحدة لكنها أدانت «التفسير السيئ للسلطات الأمريكية» لأن الأمر كان يتعلق بـ«مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات»، وتحدثت برقية من مكسيكو في 2009 عن قادة الجيش طالبوا بتعاون أوثق مع الإدارة الأمريكية لمكافحة المخدرات بسبب عدم ثقتهم بقوات الشرطة المحلية.