أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي إطلاق برنامج رئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، منذ حوالي عام ونصف العام، خلال أحد الحوارات التلفيزيونية، كان بمثابة أمل جديد للعديد من الشباب، الذين رأوا في البرنامج فرصة لتنمية قدراتهم في جميع المجالات، وبمجرد الاعلان عن البرنامج، وإطلاق موقع رسمي للمشاركة، وتحديد شروط التقديم، بدأ القائمون على البرنامج الرئاسي في استقبال استمارات الشباب، للالتحاق بالدفعة الأولى والثانية.
«شباب مصر هم أمل مصر.. بحماسهم الوطني وكفاءتهم العلمية نبني مصر.. وبإخلاص ستحيا مصر»، هكذا يستقبلك الموقع الرسمي للبرنامج الرئاسي، مع صورة الرئيس في الخلفية، ونبذة قصيرة عن البرنامج وإجرءات وومراحل التقديم فضلا عن الشروط المحددة للقبول بالإضافة إلى الإعلان المستمر عن أحدث الفعاليات من مؤتمرات وندوات للشباب.
وقبل أسابيع قليلة من انطلاق المؤتمر الوطني الأول للشباب، الذي ينعقد بدء من اليوم وحتي الخميس المقبل، في شرم الشيخ، أعلن الموقع استمارات للراغبين في المشاركة بالمؤتمر الذي يشارك فيه العديد من اعضاء البرنامج الرئاسي من الدفعة الاولي والثانية.
إنجي بسطا، ٢٧ عامًا، من محافظة الإسكندرية، موظفة في البنك الأهلي المصري، وإحدى أعضاء الدفعة الأولي من البرنامج الرئاسي، شاهدت الإعلان عن البرنامج الرئاسي في شريط الأخبار على شاشة التليفزيون، حيث قالت لـ«المصري اليوم»، الثلاثاء، إنه «مصدقتش في الأول إن الموضوع حقيقي، وقلت ده كلام، لكن قررت أقدم، ودخلت على رابط الموقع، وكتبت استمارة، وفيها أسئلة شخصية عن الهوايات والانتماءات، وبعد فترة اتبعتلي رسالة إني أقدم أوراقي في مديرية الشباب، وبعدها تم تحديد امتحان للغة العربية والإنجليزية».
وعقب تحديد موعد لإجراء مقابلة شخصية استلمت «إنجي» رسالة تفيد بقبولها في الدفعة الأولى، مضيفة: «احنا قدمنا حوالي ٧٠ ألف شاب، ووصل عددنا في الدفعة إلى ٥٠٠ فقط«.
وفي بداية شهر فبراير، بدأت الدراسة والمستمرة حتى شهر نوفمبر المقبل، وتضيف «إنجي»:«استلمت من البرنامج جواب تفرغ للدراسة وقدمته في الشغل، وخلال الـ٨ أشهر اتقسمنا على خمس مجموعات، ودرسنا على أيدٍ أساتذة جامعة ومحاضرين وناس شغالين في وزارات، تسويق وتغيير مؤسسي وريادة أعمال ومهارات وتخطيط استراتيجي واقتصاد وسياسة وعدد من المواد الدراسية، ده غير الزيارات الميدانية مثلًا لمجلس النواب، ومؤسسات منتجة، ومدينة الإنتاج الإعلامي، وافتتاح مشاريع مع سيادة الريس».
«مبدأنا هو اعرف شيء عن كل شيء».. هكذا علقت «إنجي» عن هدف البرنامج الرئاسي والاستفادة، التي تلقتها خلال ٨ أشهر:«من المقرر أن الدفعة الأولى تتخرج في شهر نوفمبر، واستلمنا استمارة من فترة كل واحد كتب فيها أولوياته، واستفاد إيه، واللي استفاد منه هيطبقه إزاي، وكمان إية الخطوات المستقبلية لنا».
وأنهت «إنجي» حديثها: «البرنامج أضاف ليا علم جديد وتجارب حياتية وعلاقات، وأتمنى الشباب كله يشارك في البرنامج الرئاسي لتنمية مهاراته بشكل حقيقي، ويقدر كمان يتواصل معانا كشباب على الصفحة الرسمية للبرنامج على (فيس بوك)، اللي بنتفاعل عليها بشكل كبير».
تغريد طارق ٢٣ عاما، أخصائية معمل حقن مجهري، من محافظة الإسكندرية، وإحدى أعضاء الدفعة الثانية من البرنامج الرئاسي، قررت ترك وظيفتها للالتحاق بالبرنامج، حيث قالت: «سمعت عن البرنامج الرئاسي من التليفزيون، وقررت أشارك فيه لتنمية قدراتي في كل المجالات خاصة بعد ما عرفت انه بيأهل الشباب لتولي مسؤوليات سياسية واجتماعية في المستقبل«.
وأضافت: «حضرنا جلسات تعريفية، ومن المقرر نبدأ بعد شهر دراسة لمدة ٨ شهور، وبالفعل سبت الشغل عشان كنت متأكدة إن الخبرة اللي هاخدها من التجربة دي هتفيدني في شغلي بعدين، وهيكون عندي خبرة في كل حاجة».
وتابعت إحدى أعضاء الدفعة الثانية من البرنامج الرئاسي: «أنا مبفهمش في السياسة، ومليش أي انتماءات، ناس كتير بتفتكر إن الأعضاء لهم اتجاه سياسي معين، وده مش حقيقي، احنا معانا شباب من كل الانتماءات، وشباب زيي ملوش انتماء سياسي، وأنا دخلت البرنامج عشان يساعدني أحدد انتمائي».
أحمد محمد سليم، ٢٩ عامًا، من كفر الشيخ، مدرس مساعد في كلية الآداب بكفرالشيخ، وأحد أعضاء الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسي، وصف الفترة الدراسية في البرنامج بـ«رحلة علم»، حيث قال: «لما عرفت عن البرنامج عرفت يوم ولادة أطفالي، وقلت هقدم عشان نفسي الناس تشتغل ونبطل كلام، ومكنتش متأكد إني هقبل، لكن خلال ٣ أشهر من الامتحانات اتقبلت فعلًا».
أحمد قرر ترك أسرته، ووظيفته لاستكمال البرنامج، حيث قال: «سبت أهلي، وقدمت تفرغ في وظيفتي عشان اتعلم وأطبّق اللي استفدته ده لوظيفتي وولادي في المستقبل«.
هند جلال، ٢٣ عامًا، من محافظة القليوبية، وتعمل مدرسة لغة إنجليزية، قالت: «سمعت عن طريق حديث للرئيس عن البرنامج، وقررت أقدم لأن نفسي اكتسب مهارة التعليم، وأكون سبب في تطوير التعليم، وده اللي هيوفرهولي البرنامج«.
وأضافت: «الناس فهمت مجانية التعليم اللي أقرها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر غلط، والمدرسة والجامعة بقت مكان بنقضي فيه وقت مع الأصدقاء، وده اللي بحلم أغيره من خلال دراستي في البرنامج«.
«هند» تركت وظيفتها أيضًا من أجل الالتحاق بالبرنامج الرئاسي: «الوظيفة هقدر أعوضها، لكن التجربة دي فرصة بالنسبة لي وهتوفرلي وظيفة مناسبة لطموحي في المستقبل«.