عماد أديب: فرصة الخروج الآمن تتناقص ومرعوب من الصراع على خلافة مبارك

كتب: علي زلط السبت 25-12-2010 20:32

حذر الإعلامي عماد الدين أديب في لقاء تلفزيوني، السبت، من تبعات انتخابات مجلس الشعب الأخيرة على مستقبل الحياة السياسية في مصر، و قال في حوار لبرنامج «صباح دريم» الذي تقدمه الزميلة الإعلامية دينا عبد الرحمن،  إن انتخابات مجلس الشعب «أضرت بوعد الرئيس بإجراء انتخابات نزيهة ، و ما شابها من عملية تزوير  لصالح مرشحي الحزب الوطني كان خطيرا، و استبعد المعارضة تماما و أساء لسمعة مصر في الخارج». وأكد أن المشهد بعد الانتخابات يثير قلقا متزايدا، وأضاف أن فرص الخروج الآمن التي طرحها من قبل تتناقص.

 وأضاف أديب :«الطريقة التي سارت بها الأمور في الجولة الأولى والثانية أفرزت مظاهر تثير القلق على مستقبل مصر وهي: أقباط أكثر إحباطا لعدم تمثيلهم بحجمهم الطبيعي في المجتمع، و معارضة خارج المؤسسات الدستورية متمثلة في الأحزاب التي منيت بهزيمة قاسية وقررت مقاطعة جولة الإعادة، و إخوانا أكثر شراسة».

 وتابع:«على الرغم من تصريحات محمد بديع مرشد الجماعة عن مقاومة البرلمان الحالي بالطرق السلمية إلا أني أتوقع زيادة التيار المتطرف داخل الإخوان، وسوف تتجه الجماعة نحو التشدد، و فضلا عن كل ذلك ، أفرزت الانتخابات مجتمعا دوليا متشككا في مدى مصداقية النظام».

وحول تفسيره لطريقة إدارة الانتخابات حتى خرجت بهذه الصورة، قال أديب:« أتصور وجود قوى داخل النظام تعطل بشدة مسيرة الإصلاح التي بدأها الرئيس حسني مبارك منذ 30 عاما، و أن هناك واحد من احتمالين يعول عليهما هؤلاء الذين أداروا الانتخابات في الحزب الوطني، الأول هو إما أنهم فقدوا الثقة في المعارضة وسعوا لإخراج معارضة من داخل الحزب أو تأسيس تجربة تشبه الولايات المتحدة و أن يكون هناك حزبين كبيرين مثل الحزب الجمهوري و الديموقراطي يتنافسان في الميدان السياسي، و هذا احتمال يصعب تحقيقه في مصر». وأضاف «الاحتمال الثاني أنهم ربما شعروا أن هذا هو عام الانتخابات الرئاسية و بالتالي المطلوب أن تمر دون إزعاج».

وتابع :«ردا على ما حدث من خطأ في انتخابات مجلس الشعب، و الإساءة لتجربة التسامح الرئاسي أدعو الجميع إلى عدم التشنج ومحاولة استمالة مؤسسة الحكم لصالح حالة التسامح السياسي مرة أخرى ».

و حول فكرة الخروج الآمن من السلطة التي سبق وأطلقها، قال أديب:«كثيرون اتفقوا مع طرحي وقوبلت باعتراضات من البعض لأننا لسنا في جمهوريات الموز، لكن على أية حال هذا الخروج أصبح صعبا حتى لو أراد الرئيس، و ردا على سؤال لدينا عبد الرحمن عن مدى تقبل الرئيس لهذه الفكرة ، قال أديب «لا أستطيع التعقيب»، و مضيفا «السؤال الذي يجب أن يشغل بالنا ليس من بعد مبارك؟ فالمهم هو كيف ينتقل الحكم بعد الرئيس مبارك، فأنا مرعوب وخائف بشدة على مصر من الصراع حول خلافة مبارك»، وناشد أديب الرئيس أن «يؤمن انتقالا ديمقراطيا وسلسا للسلطة بصورة تليق بمصر حتى لا نسقط في المجهول» على حد تعبيره .

وأوضح أديب أن أكبر مشكلة في مصر حاليا هي «تناقص الرضا عن منظومة الحكم»، وأضاف أنه «رغم ما قيل عن سلبيات حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلا أنه كان حائزا على الرضا الشعبي، و بالتالي لم يلجأ للعنف الحكومي في التعامل مع الشارع» وحذر الإعلامي الكبير من أن «البديل أمام أي حكومة تواجه عدم الرضا هو العنف» وتابع:« خوفي ورعبي من تناقص الرضا و أرجو من الجميع حاكما و محكوما إدارة الخلاف بحكمة، فلا أحد يتمنى أن يتكرر مشهد اضطرابات المحلة الكبرى مرة أخرى».

وعن الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية قال أديب:«هو شخص محترم و كفء لكن أدعوه إذا أراد التغيير أن يتواجد في مصر لأن التغيير لا يأتي من الخارج أو بالريموت كنترول».

وأقر الإعلامي الكبير بوجود «تضييق على الإعلام في مصر خلال عام 2010»، معتبرا ذلك «تراجعا عن الحريات التي ضمنها الرئيس». وطالب أديب بـ«رفع يد السلطة عن الإعلام المستقل في مصر لأن من مصلحتها ذلك» ، و أوضح  أن الدولة «حين ضيقت على القنوات المستقلة لجأ الناس لقناة الجزيرة لأنهم لا يصدقون الإعلام الحكومي، مش كان الأحسن أن تفتح الحرية للقنوات اللي تحت عينك بدل من الجزيرة التي لا تستطيع التأثير عليها؟».

و قال أديب أنه حزن بشدة لتوقف برنامج شقيقه عمرو أديب «القاهرة اليوم»، وأكد أنه «حزين لأني مشاهد جيد للبرنامج قبل أن أكون أخا لعمرو»، وأضاف:« الذين أوقفوا البرنامج فشلوا في إقناع جمهوره وأغلبهم من النخبة بالأسباب، فكثيرون أغاظهم أن (عمورة) ناجح و له جمهوره، قد يكون يثير المشاكل أحيانا لكن هذا أسلوبه، و لا يعقل أن يحرم جمهوره منه».

وأضاف:«البعض أدهشهم حجم المشاهدة المرتفع لبرنامج عمرو أديب بالرغم من أنه على قناة مشفرة» ووجه أديب رسالة على الهواء لشقيقه قائلا:«لا تخرج على التيلفيزيون بصفقة .. وأكرم لك أن تجلس في بيتك من أن تقدم برامج الطبخ».

واختار عماد الدين أديب القاضي وليد الشافعي صاحب قضية «تزوير انتخابات البدرشين» باعتباره شخصية العام في مصر، مع إيفا قابيل كيرلس أول سيدة مسيحية تصبح عمدة قرية في الصعيد، وعلاء مبارك «لقدرته على تجاوز حزنه على فقيده ولده محمد وتحويل الحزن إلى طاقة للعمل الخيري».

وعربيا اختبار أديب حسن نصر الله شخصية العام «رغم الخلاف معه إلا أنه صانع أحداث»، والملك عبد الله بن عبد العزيز، أما عالميا فاختار أديب شخصية جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس.