وكيل لجنة السياحة بالبرلمان: وجود مصر في بورصات السياحة الدولية فرصة لتحسين صورتنا الذهنية (حوار)

كتب: هشام شوقي الأحد 23-10-2016 20:23

قال عمرو صدقي، الخبير السياحي، ووكيل لجنة السياحة بمجلس النواب، إنه لابد من التفكير بشكل علمي، والنظر لصناعة السياحة باعتبارها «أمن قومي».

وأضاف وكيل لجنة السياحة بالرلمان لـ«المصري اليوم»، أن «غياب مصر عن المشاركة في بورصات السياحة الدولية ضد مصلحة المقصد السياحي المصري، لأنها رسالة تعني أننا نخرج من السوق».

وإلى نص الحوار..

• كيف ترى الخروج من أزمة تراجع السياحة وعودة الإقبال شرم الشيخ؟

- مبدئيا لابد أن نفكر بشكل علمي، والنظر لصناعة السياحة باعتبارها «أمن قومي»، ثانيا لا توجد سياحة بدون وسيلة انتقال وفي حالة مصر الطيران تحديدا، وبالتالي يجب أن ندرس بشكل علمي طبيعة الأسواق وحجمها من خلال بيانات وإحصائيات ودراسات دقيقة لمعرفة حجم حركة السياحة التي يمكن أن تحصل عليها المقاصد المصرية من السوق المستهدف، ومتوسط حجم إنفاق السائح المستهدف، ومدى تكلفة تشغيل خط الطيران، على أن يتم توجيه دعم الطيران للشركة الوطنية والشركات الخاصة العاملة معها، وبالتالي تتمكن مصر للطيران من العمل، وتظل الأموال المصرية تدعم الشركات المصرية.

لكن يجب أن نضع في الاعتبار أنه في البداية سيكون هناك خسارة لأن توجه حركة السياحة للمقصد تعني أن هناك مسافرين، ينتظرون تقيم صاحب التجربة في المرحلة الأولى، لكن أتوقع أن تكون النتيجة في مراحل تالية أفضل.

• في ضوء غياب الروس والانجليز خلال موسم الشتاء الجاري هل هناك ضرورة للمشاركة في البورصات الدولية في ظل غياب البزنس؟

- بالتأكيد غياب مصر عن المشاركة في بورصات السياحة الدولية ضد مصلحة المقصد السياحي المصري، لأنها رسالة تعني أننا نخرج من السوق، ولابد من المشاركة خلال العام الجاري، وأن يعي رجال الأعمال أن البزنس غائب، لكن التواجد يعني فرصة لتحسين الصورة الذهنية.

• كيف يمكن تحسين الصورة الذهنية عن المقصد السياحي المصري في بورصة لندن؟

- أولا لابد من تجهيز وفد رسمي ورجال أعمال لديهم رسالة واضحة تستغل كل الفعاليات التي تم تنظيمها في مصر مثل «هنا نصلي معا» و«150 عام على الحياة النيابية»، الذي شارك فيه أكثر من ألف برلماني وتواجد في الاحتفالية رئيس الجمهورية، ونهاية شهر أكتوبر الجاري فعاليات احتفالات منظمة السياحة العالمية في الأقصر، وتقديم فيلم تسجيلي عن تلك الأحداث، وضم جانب من المشروعات المتعلق بالطرق الجديدة التي تساعد في القضاء على حوادث الطرق، توجيه رسالة إلى الإعلام الدولي للتعرف على عبر فيديوهات وصور تؤكد على تطور المقصد المصري وأمانة، يمكن من خلال الإعلام نقل صورة ذهنية للسائح تجعله جزء من أدوات الضغط على الحكومات إذا استطاعت صناعة رأي عام متعاطف مع المقصد السياحي، وهذا لها تأثير على صناعة القرار، يجب أن نضع في الاعتبار أن السائح هو صاحب التأثير الأكبر في صناعة الصورة الذهنية، وفترة الإجازة كلما كانت تحمل ذكريات وخبرة ايجابية كلما استطاعت تغير الصورة الذهنية.

• دائما السياسة السعرية تؤثر سلبا على الحركة الوافد ماذا عن معالجة تلك القضية ؟

- بالفعل التسعير أزمة لأن هناك دائما اعتماد على السعر في جذب الحركة، بالرغم من أن السائح يهتم أكثر بالجودة، وبالتالي يجب أن يتوقف العاملين في القطاع السياحي عن سياسة حرق الأسعار، حتى تأتي شريحة من السائحين مرتفعة في معدل الإنفاق، يجب أن نركز على الكيف قبل الكم، وتكون الترجمة الحقيقة للسياحة هي حجم الإيرادات قبل الأعداد.

•هل أنت مع إعادة تجربة مبادرة «مصر في قلوبنا» خاصة في ظل غياب السياحة الروسية والانجليزية ؟

-بالتأكيد أرفض إعادة تجربة مبادرة «مصر في قلوبنا»، لكن يجب أن يتم تنظيم السياحة الداخلية، وعلينا أن نفرق بين سياحة داخلية تتوجه إلى مقاصد ذات تكلفة تتناسب معها، وتوجيه شريحة من المصريين التي تسافر إلى الخارج إلى شرم الشيخ، فيمكن على سبيل المثال طرح أفكار جديدة وجاذبه تتناسب مع المقصد مثل منح بعض الحوافز للرياضيين الذين يمارسون رياضة مثل«الكت سيرف والون سيرف» خاصة، وأنا لدينا مقاصد نموذجية لممارسة تلك الرياضة في البحر الأحمر.

كذلك يمكن استغلال بعض الكتب النادرة في مكتبة الإسكندرية، بوضع نسخ إلكترونية منها على شاشات أجهزة قراءة في بعض المقاصد السياحية مثل طابا، وهنا أنا أدعوا لدراسة الأفكار عبر لجان مختصة تستطيع تحديد نوعية الحوافز والفئات والأسواق التي تقدم لها .

•ما هي رؤيتك للخروج من معاناة قطاع السياحة؟

-لابد من تقديم حزمة من الإجراءات الضرورية من جانب الدولة على الأقل المساعدة في رفع بعض الأعباء الجزئية مثل الكهرباء، أن يكون هناك حوار بين الحكومة والقطاع وينتج عنها اتفاق على مجموعة إجراءات تحافظ على صناعة السياحة وتدفعها إلى الأمام.

•هل يستطيع القطاع السياحي حاليا استقبال عودة الحركة بعد خروج أكثر من نصف العمالة المدربة ؟

-قضية التدريب من أهم القضايا الملحة حاليا خاصة في ظل انخفاض الحركة، لأن السياحة حزمة من الخدمات يقدمها العنصر البشري، وفي حال العودة التدرجية للحركة لابد وأن يعود السائح لبلده ويحمل ذكريات جيدة عن المقصد السياحي لأنه السفير الحقيقي لصناعة السياحة، وكان لدينا فيما سبق رؤية حول ضرورة إنشاء مركز قومي للتدريب والتأهيل التحويلي، بحيث يرفع من كفاءة العنصر البشري الذي يمارس صناعة السياحة ويساعد تحويل عناصر آخري من خارج القطاع للعمل في صناعة السياحة.