استعاد ميدان التحرير، الجمعة أجواءه التى اختفت منذ فض الاعتصام بالميدان باحتفالية «جمعة حب مصر»، التى دعت إليها بعض الطرق الصوفية والقوى السياسية والوطنية والأقباط.
ورغم الحضور الضعيف نسبياً، مقارنة بمليونيات أخرى، فإن أجواء الاحتفال اتسمت بمظاهر صوفية جذبت المارة والمواطنين لسماع التواشيح والأناشيد الدينية، فيما وصفت الجماعة الإسلامية وحزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، والجبهة السلفية، فعاليات «فى حب مصر» بأنها فاشلة.
وكشف الدكتور طارق الزمر، المتحدث الإعلامى باسم الجماعة الإسلامية، عن اتصالات أجراها مع عدد كبير من مشايخ الطرق الصوفية، من أجل إقناعهم بخطورة حركتهم فى مناهضة مفهوم الدولة الإسلامية، وهو ما استجابت إليه هذه الطرق، وخرجت المليونية بعشرات.
وأضاف لـ«المصرى اليوم»: «توقعنا فشل هذه المليونية، لأن هناك تناقضاً بين الأقطاب الداعية لها فضلا عن تناقض مصالحهم»، واصفا هذا التجمع بأنه انتحار سياسى جماعى لليبراليين واليساريين وشيعة الصوفية الذين لا يتمتعون بأى شعبية، فقد وصلنا لنفس النتيجة التى سبق أن حذرنا منها الداعين لهذا التجمع».
ودعا «الزمر» إلى توافق كل القوى الوطنية على مليونية حقيقية ترفع لواء الإرادة الشعبية وتسعى لاستكمال أهداف الثورة.
وتعليقاً على المبادئ الحاكمة للدستور، قال: «إن إصرار الحكومة على وضع هذه المبادئ ما هو إلا التفاف على الإرادة الشعبية، وهو يعنى قفزاً على إنجازات ثورة 25 يناير التى تدعو لاحترام إرادة الشعب فلا ينبغى أن يتم إقرار ما يشبه الدساتير دون أن يكون الشعب موافقا عليها.
وأكد أن شرعية المجلس العسكرى على المحك بهذا الإقرار فإما أن يستجيب للإرادة الشعبية وإما أن يلتف على هذه الإرادة أو يتواطأ على إهدارها.
من جانبه، قال أسامة سليمان، أمين حزب الحرية والعدالة بالبحيرة: «إن هذه الاحتفالية لم تكن فى حب مصر، لكون التوقيت غير مناسب، والظروف لا تسمح بعمل مليونيات بهذا الشكل، وفى هذا التوقيت»، مطالبا بأن يكون ميدان التحرير «للمطالب المتفق عليها حتى نحافظ على مطالب الثورة» موضحا أنه «ليس مع أى مليونية لا تتفق مع مطالب الثورة».
وتساءل لـ«المصرى اليوم»: «كيف تكون هذه احتفالية فى حب مصر وتختلف القوى السياسية عليها؟ لذلك فهى ليست فى حب مصر، فهل معنى ذلك أن من نزل إلى التحرير يحب مصر، ومن لم ينزل لا يحب مصر؟».
وأكد «سليمان» أن ما يشغلهم حالياً فى الحزب هو ما يقال عن إعلان دستورى من قبل الدكتور على السلمى، نائب رئيس مجلس الوزراء، وهذا كلام مرفوض والتفاف على الإرادة الشعبية، وسنتبع مع كل القوى السياسية كل وسائل التعبير الممكنة للتعبير عن الرفض فى إطار القانون، طالما سيكون هناك تجاوز فى المطالب التى تم الاتفاق عليها، وحزب الحرية والعدالة وباقى القوى السياسية سيكون لها رد فعل قوى.
وقال خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية: «إن المليونية كشفت الحجم الحقيقى أبوالعزايم والعلمانيين الذين تحالف معهم، واتضح للجميع التيار الذى يمتلك جماهيرية شعبية من عدمه». وأرجع «سعيد» فشل المليونية، إلى أن «أبوالعزايم» كان يهدف إلى ضرب الإسلاميين والرد على جمعة 29 يوليو الماضى، لكن الله لم يوفقه والناس انفضت من حوله.
وقال الدكتور عمرو أبوخليل، المتحدث باسم حزب الريادة: «إن الحزب لم يشارك فى مظاهرات جمعة فى حب مصر، رغم قراره المبدئى بالمشاركة، لشعوره بأن هذه الفعاليات تحولت إلى تشابك بين القوى السياسية».
وأضاف لـ«المصرى اليوم»: «فشل هذه المظاهرات يأتى لعدم تطوير القوى السياسية آليات جديدة للاحتجاج وتحقيق مطالبها بشكل متدرج بعيدا عن المظاهرات»، مشيرا إلى «ضرورة فتح حوار مع الجيش، ولابد أن تكون هناك مؤسسة لحماية البلاد».
فى المقابل، قال الشيخ محمد علاء أبوالعزايم، أحد مؤسسى حزب التحرير المصرى، شيخ الطريقة العزمية «أنه لم يدعُ لمليونية بميدان التحرير لكنها احتفالية تجمع المصريين بجميع طوائفهم لحب مصر»، مؤكدا أنه سعيد بأن الاحتفالية خرجت بشكل جميل أسعد الناس وأعاد لهم حق التجمع والتظاهر فى الميدان.
وأضاف: «إن الحضور الضعيف تُسأل عنه القوى السياسية والوطنية التى تسبب انقسامها حول تأجيل أو عمل الاحتفالية عبر وسائل الإعلام فى اعتقاد الكثير بإلغاء الاحتفالية».
ولفت إلى أن الطرق الصوفية المشاركة تعرضت لحرب فى المحافظات، مع تحذيرات وتهديدات المجلس الأعلى للطرق الصوفية بالعزل والطرد ما تسبب فى عدم نزول وكلاء المشيخة العامة و قيادات الطرق الصوفية للميدان مع مريديهم ومحبيهم.
وأوضح أن الاحتفالية تعد أولى تجارب المتصوفة بالسياسة والخروج من القالب المجمد، وأن المشاركين فيها سيحكون أجواء الاحتفال ونزولهم مع القوى السياسية والوطنية الأمر الذى يشجع باقى الصوفيين على النزول بعد ذلك.
ولفت إلى أنه التزم بوعده مع القوات المسلحة بإخلاء الميدان وتنظيفه مع منتصف الليل.
وقال الشيخ محمد عبدالمجيد الشرنوبى، القيادى بجبهة الإصلاح الصوفى، شيخ الطريقة الشرنوبية: «إن مشايخ الجبهة تحدوا المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وشاركوا فى الاحتفالية التى دعت إليها الطريقة العزمية»، مؤكدا أن اليوم خرج مشرفاً رغم حضور بضعة آلاف من الصوفيين فقط.
وأضاف: «الجبهة حضرت مع (أبوالعزايم) لنثبت أمام الجميع أنه ليس هناك انقسام بين أعضائها، وأن ما قاله الشيخ محمد الشهاوى، رئيس المجلس الصوفى العالمى، شيخ الطريقة الشهاوية، يعبر عن نفسه فى رفض الاحتفالية والهجوم على الشيخ أبوالعزايم».
ولفت أن الجبهة جلست مع الشيخ الشهاوى لإرجاعه إلى الصف، و«التركيز على معركتنا مع الإصلاح بحل المجلس الأعلى للطرق الصوفية وإقالة رئيسه الشيخ عبدالهادى القصبى».
وحول تهديدات الفصل والعزل التى أطلقها أعضاء المجلس الأعلى لكل المشاركين، قال «الشرنوبى» إن المجلس مطعون قضائيا فى شرعيته وأغلب أعضائه ملاحقون فى شرعية طرقهم التى يترأسونها، لذلك لا يأخذ أى شيخ طريقة بقراراتهم.