دعا 7 من كبار رجال الأعمال فى قطاع السياحة، الرئيس عبدالفتاح السيسى، ، إلى إعادة النظر فى التشكيل الحالى للمجلس الأعلى للسياحة وضم مجموعة من الخبراء ورجال الأعمال من قطاع السياحة. وانتهوا فى الجزء الثانى من الندوة، التى نظمتها «المصرى اليوم»، وقناة «القاهرة والناس»، تحت عنوان «السياحة.. الأزمة والحل»، فى أول حوار صحفى تليفزيونى، إلى الخروج بعدد من التوصيات على رأسها دمج وزارتى السياحة والطيران والتعاقد مع شركة علاقات عامة فى كل دولة للترويج.. وفيما يلى تفاصيل الجزء الثانى من الندوة:
■ مصطفى النجار: هناك وجهات نظر تطالب بالتوجه لأسواق بعيدة فى جنوب شرق آسيا، فيما يطالب آخرون بضرورة التوجه إلى شرق أوروبا وأوكرانيا وبولندا والدول التى تحتاج إلى عدد ساعات أقل فى الطيران، فأيهما أفضل؟
- حامد الشيتى: أرى أن نركز فى الأسواق الأساسية، مثل ألمانيا وإنجلترا وفرنسا، لأنها ستجذب لنا الأرقام الكبيرة، ولا مانع من السعى وراء الأسواق الجانبية، لكن «مش هتأكلنا عيش»، ولما الأسواق الأساسية هترجع كل البلاد الأخرى هتيجى وراها.
- سميح ساويرس: لا، أنا عندى تحليل مختلف تمامًا فى هذا الموضوع، فتح أسواق جديدة ما هو إلا محاولة للهروب من حل المشكلات والأخطاء فى الأسواق الرئيسية، فكيف نرفض ترتيب البيت الحالى، ونذهب لشراء بيت جديد؟ وهل الدول الجديدة المستهدفة لا تقرأ شيئا عنا، بالعكس هم يعلمون أن الألمان لا يزورون مصر لأن مطاراتها تحصل منهم على الضعف.
- كامل أبوعلى: لابد أن نركز على الأسواق الرئيسية، ولا مانع من العمل على أسواق أخرى.
■ النجار: فتح أسواق فى الصين أو الهند يواجه مشكلة طول المسافة.. فهل نذهب إلى شرق أوروبا؟
- سميح ساويرس: «نحن مثل من يتكلم فى التوجيهية وهو راسب فى الإعدادية» فنحن فشلنا فى ألمانيا، وهى السوق التقليدية لنا منذ 100 عام، رغم أنه بعد حادثة الأقصر لم تستغرق 11 شهرًا وعادت السياحة.
- نورا على: طالما هناك حظر من روسيا وإنجلترا، لابد أن نبحث عن بديل، تركيا عندها 106 أسواق، فعندما توقفت السياحة الروسية إليها لم تتأثر تركيا، لأن السياحة الروسية بالنسبة لها كانت تمثل 10% فقط، وأرى أن أوروبا الشرقية مهمة، خصوصًا أوكرانيا.
- محمد سمير: أرى أن المناطق البعيدة عبارة عن «أسواق فرعية لن تجذب سياحاً»، ولابد أن نكون واقعيين، الصين حولها شواطئ جيدة جدًا، وبالتالى هم ليسوا فى حاجة لأن يأتوا لنا، وكذلك الهنود، لذا فالسوق الرئيسية لنا كانت ولاتزال وستكون هى أوروبا بالكامل، خاصة أوروبا الشرقية، إنجلترا كانت ترسل إلى الغردقة 20 طائرة قبل سقوط الطائرة الروسية، الآن أصبحت 9 طائرات فقط.
■ النجار: هل تعتقد أن السوق المصرية تحتاج إلى تحرك أكبر ودعاية أكثر؟
- ناصر عبداللطيف: طبعاً، لكن السوق العربية موسمية، فى الأعياد والإجازات فقط، ولن تستطيع أى سوق تعويض السوقين الإنجليزية والألمانية، لأن شرم الشيخ والبحر الأحمر تم بناؤها على أساس التجمعات وليس الأفراد.
- حسام الشاعر: أقترح تقسيم الكرة الأرضية قسمين، أحدهما قريب لنا، والآخر بعيد، فمثلا سوق أوروبا والشرق الأوسط لابد أن نتواجد فيها بقوة، لكن السوق البعيدة سيكون من الصعب جداً أن نبدأ فيها حاليا، الأسواق الجديدة القريبة، مثل الدول العربية وشمال أفريقيا وشرق أوكرانيا، وشرق أوروبا، يجب التركيز عليها بنفس مقدار التركيز على إنجلترا وألمانيا.
■ النجار: ماذا عن قضية السياحة الثقافية وتراجعها بشكل كبير.. وما هى طرق الخروج من الأزمة؟
- حامد الشيتى: المشكلة أننا ركزنا فى الفترة الماضية على السياحة الترفيهية، مثل شرم والغردقة ومرسى علم، ولم نركز على الهرم، الذى يدرسه الطلبة فى المدارس والجامعات حول العالم، ولديهم رغبة أنهم يزورون مصر، لذلك أرى ضرورة توجيه الحملة الدعائية والإعلانية لمصر على الأقصر وأسوان والقاهرة وعلى الأهرامات، لأنه لو عادت السياحة فى الأقصر وأسوان، ستعود فى الغردقة وشرم الشيخ أيضاً، ويجب وجود حملة علاقات عامة وتعيين سفراء وممثلين، مثل سفير النوايا الحسنة للأمم المتحدة، وجذب شخصيات عامة مرموقة لقضاء إجازاتها فى مصر، وتنسيق زيارات لها فى الأهرامات والأقصر وأسوان، ونجهز لها رحلة على باخرة فى النيل، ونتفق على أن يذاع ذلك فى الأسواق الكبيرة، «الناس نسيت إن إحنا عندنا هرم».
- سميح ساويرس: «دى حاجات بديهية وبدائية لا نفعلها، لأن المسؤولين مسمعوش عن الكلام ده، فلا يوجد بنى آدم فى العالم كله لم يدرس فى المدرسة أو الجامعة كلمة الهرم، لكن الآن، حينما يأتى سائح إلى الهرم (بيتبهدل)».
■ النجار: هناك بعض الآراء تنادى بتأجير منطقة الهرم لشركة سياحية، لتنظيم أحداث كبيرة شهريًا، فتحضر نجوم عالميين، لأن أقوى وسائل التسويق فى العالم هى أن تصنع حدثًا وأن تأتى بنجوم، فما رأيك فى التسويق للسياحة الثقافية؟
- كامل أبوعلى: منذ 15 عاما، كانت أسوان والأقصر أشهر مشتى فى العالم، أتذكر أن الرئيس الفرنسى فرانسوا ميتران، كان يقضى إجازته الشتوية فى أسوان سنويا، لذلك كانت تأتى شخصيات عالمية كل سنة لزيارة المدينتين، ولابد أن نهتم بالمدينتين من حيث النظافة والشوارع والأمن، و«نركز إننا فى خلال سنتين نرجع أسوان كمشتى عالمى، بها ملاعب جولف وترفيه، هذا الأمر سيجذب مستوى عاليا من السياح، مثل مراكش فى المغرب، التى هى مدينة فى الصحراء لكن يزورها نصف مليون سائح إن لم يكن أكثر، ونحن لدينا ميزة أكبر، وهى ثلث آثار العالم، ومناخ مختلف جدًا».
■ النجار: السياحة الثقافية مهمة جدًا، لكن دائمًا ما تفتح موضوعاً آخر مهماً فى قطاع السياحة المصرية، هو أن وزير الرى له تأثير أقوى على النيل من وزير السياحة، فهناك 36 جهة تتدخل فى عمل وزارة السياحة، لذلك كانت الدعوة لتشكيل المجلس الأعلى للسياحة للتنسيق بين كل هذه الوزارات ضرورية، فما التعقيب؟
- حسام الشاعر: سواء السياحة النيلية أو أى سياحة أخرى، لابد أن تكون التراخيص والتفتيش حقا أصيلا فقط لوزارة السياحة، ولها أن تنتدب من أى وزارة أى حد معنى بهذا الموضوع.
أما بالنسبة للتسويق للسياحة الثقافية، فلابد أن نطور نسبة السياحة الثقافية لأكثر من 15%، فمن الممكن دمج السياحة الثقافية بأنواع أخرى، فلماذا يأتى السائح ليشاهد معبد الكرنك فقط.. وبالإمكان أن يلعب جولف مثلا؟ لابد من منطقة نوادى وترفيه.
■ النجار: هل من الممكن أن يكون المجلس الأعلى للسياحة، الذى تم تشكيله مؤخرا بقرار جمهورى، بعضوية 14 وزير واثنين من الخبراء يختارهم وزير السياحة، هو الحل لكل هذه التداخلات بين هذه الوزارات؟
- سميح: لا، لأن هذا التشكيل يقول إننا أقل أهمية من الوزراء، من المفترض أن نكون مُمثلين بصفة أكبر داخل المجلس كرجال أعمال، لأننا نحن أصحاب المصلحة ومصلحتنا هى مصلحة مصر، ونحن أصحاب الخبرة وهم ليس لديهم خبرة، بدليل أنهم يقومون بإلغاء قرارات سبق أن أصدروها، بسبب أنهم لم يستشيرونا.
وتعقيبًا على موضوع الأقصر وأسوان، هل العالم الخارجى لا يراقب ما يحدث من الناحية الأمنية؟ فمثلًا هناك مشروع إقامة فندق 7 نجوم، بدأت فيه قبل الثورة، والآن توقف، لأن الناس اعتدت على جزيرة عند المعهد السويسرى، «هل تعتقد أن المعهد السويسرى ده كلهم ملايكة؟ أكيد واحد فيهم بياخد تقارير يبعتها لبلده، أما يكونوا شايفين أن الشرطة خايفة تخلى جزر ملك الدولة، فهيقولوا الأمن فى أسوان شكله إيه؟ طبعا مش كويس»، لذلك قبل عمل أى حملات لابد أن نطهر البيت، لأن أى تحذير يتم نشره على الإنترنت صادر عن تلك الحكومات تأثيره السلبى يساوى 40 إعلانا مصريا يقول «تعالى أسوان».
- الشيتى: بالنسبة للمجلس الأعلى للسياحة، من المفترض أن يكون تشكيله 7 من الوزارات و7 من رجال الأعمال، للأسف الوزراء يتم تغييرهم، لكن نحن موجودون.
■ النجار: هل أنت مع فكرة التسويق الجغرافى بعمل حملات مخصصة فى العالم للأقصر وأسوان فقط؟
الشيتى: أكيد ستجذب السياحة لمصر بصفة عامة، و«هتفتح نفس الناس لتأتى لمصر، الناس نفسها مسدودة».
- محمد سمير: بالنسبة للمجلس الأعلى للسياحة، قرار إنشائه سليم، لكن من وجهة نظرنا يجب زيادة عدد المستثمرين فى السياحة لعضويته ليصبحوا 7 وليس 2 فقط.
■ النجار: فهل ترى أن مصر فى حاجة إلى تقديم مقصد سياحى جديد، أو أن تكون الخطوة المقبلة هى تنمية الساحل الشمالى؟
- ناصر عبداللطيف: نعم، فالساحل الشمالى يتميز بقرب المسافة بينه وعدد كبير من المدن المطلة على البحر المتوسط، ورغم أن ملياراً و200 مليون سائح عالميًا يسافرون فى فترة الصيف، إلا أننا لا نملك مقصدا صيفيا 100%، لذلك يجب أن نحول الساحل الشمالى إلى مقصد سياحى قوى، ومدينة قادرة على جذب السياحة فى فترات الصيف، التى تمتد من مارس إلى أكتوبر، وهى فترة طويلة، تحتاج إلى استغلالها، خاصة أن معظم السياحة حول العالم، هى سياحة شاطئية، و80% منها فى فترة الصيف.
■ مصطفى النجار: هل نحن فى حاجة لبناء غرف سياحية جديدة؟
- حسام الشاعر، ضاحكا: «أعوذ بالله.. دلوقتى»، لا، فنحن نحتاج إلى الانتظار حتى فترة معينة، خصوصًأ فى الغردقة وشرم الشيخ، وليس التوقف، لأن المعروض إذا كان قديما، ولا يحمل أفكارًا جديدة، فإنه يقلل من قوة المقصد السياحى، فأنطاليا ومصر تفوقتا على إسبانيا واليونان بالمنتجات الجديدة مثل الفنادق، لذلك لا يجب أن نظل طويلا بالمعروض الحالى من الفنادق، لكن فى الفترة الحالية هناك فنادق متوقفة ومتعثرة جدًا، وهناك أيضا مشروعات كثيرة فى مرسى علم، تحت الإنشاء، تحتاج إلى فرصة أيضًا، والساحل الشمالى كمنتج يمكن أن يحرك الوضع الحالى، بشرط تسويقه جيدا، خصوصًا وسط منافسيه على البحر المتوسط، وهم الأقوى حول العالم، لذلك الساحل الشمالى إذا تم إعداد دعاية قوية له، مختلفة عن الأساليب الدعائية الحالية، «ممكن يطَلَّع مصر فوق».
- سميح ساويرس: «إنت عارف أن القوات المسلحة تقوم ببناء مدينة سياحية على الساحل الشمالى، وأنا طُلب منى أن أذهب لألقى نظرة على الموقع، وأنا أشفق على القائمين على المشروع لأنهم ليس لديهم خبرة فى التنمية السياحية، وكله اجتهاد، ورغم أنهم استعانوا بأساتذة جامعة، إلا أنهم لم يجلسوا معنا، رغم أننا لو دخلنا باستثماراتنا فى بناء الفنادق، وبقليل من الجهد، فستصبح تلك المدينة أكبر وأفضل من الجونة، وسيكون لديك أكثر من نصف مليون سائح يذهبون إلى مدينة العلمين الجديدة».
- حسام الشاعر: «على فكرة، هما طلبوا منا الجلوس معهم، واستمعوا إلى أفكارنا ومقترحاتنا، وآراء مجموعة من المستثمرين الآخرين، وقاموا بتغيير الخطة الرئيسية للمشروع».
- سميح ساويرس: «وهذا دليل على أن الاستماع لآرائنا يعطى نتائج جيدة».
■ مصطفى النجار: فى رأيكم كيف يمكن تحسين المعاملة التى يلقاها السائح فى الشارع؟
حامد الشيتى: لابد من حملة إعلانية داخلية للتوعية بسلوكيات التعامل مع السائح، ومعالجة جهل البعض بمعاملة السائح واحترامه، والحفاظ على الآثار، ولابد أن يعود السائح ليسير مطمئنا وسعيدًا فى شوارع مصر، مثلما كان يحدث سابقا، ولا يضطر للهروب من مضايقات البائعين بسبب «البقشيش».
- حسام الشاعر: هناك مقترح لإدارة المدن السياحية مثل شرم الشيخ ومرسى علم، يقوم على تشكيل مجلس أمناء من أبناء المدينة والمستثمرين العاملين فيها، مهمته إدارة شؤون المدينة، على غرار تجربة مجلس أمناء مدينة الشيخ زايد، وهو أسلوب إدارة مختلف عن المدن الجماهيرية مثل أسيوط أو المنيا، فكل محافظ يتم تعيينه لديه مشكلة بسبب عدم نظافة الشوارع، فلو اعتمد على جهاز الدولة لن تكون النظافة على الوجه الأمثل، ولو اعتمد على شركة خاصة فالإمكانيات المادية ليست متوفرة، ثم يأتى محافظ آخر بوجهة نظر مختلفة تماما، لذلك لابد من تشريع جديد، من أجل تشكيل مجلس أمناء لكل مدينة سياحية، تكون مهمته وضع السياسات وإدارة الميزانيات وإعطاء التراخيص والإشراف على عملية النظافة، ويكون المحافظ هو رئيس مجلس الأمناء المُشَكَّل، وهذا ليست له علاقة بالسيادة، فالسيادة للدولة، لكن الهدف هو ضمان مستوى جيد من الإدارة، وبالنسبة لموضوع التوعية لابد من تشريعات جديدة لمعاقبة مَن يؤذى السائح، مثل النصب والتحرش.
■ مصطفى النجار: بالنسبة لقضية تمثيل مصر فى المعارض، ومكاتب مصر السياحية الخارجية وتوزيعها، هل مطلوب من مصر التواجد فى جميع أنحاء العالم أم من الأفضل الاعتماد على وسائل الاتصال الحديثة؟
- محمد سمير عبدالفتاح: أولاً: لابد من إعادة هيكلة هيئة تنشيط السياحة بالكامل، ولابد أن يشترك القطاع الخاص فى اتخاذ القرار، بجانب خبراء تسويق مصريين وأجانب، وبالتالى يكون هناك تبادل خبرات يفيد البلد، ثانياً: هناك أسواق جديدة لابد من إيجاد فرص لنا فيها، وأسواق أخرى ناشئة تحتاج إلى دراسة وإدارة من البلاد المجاورة لها، فالدكتور البلتاجى حينما حدثت أزمة الأقصر، قام بصرف 10 ملايين دولار لمدة 4 سنوات فى ألمانيا، وكانت النتيجة رفع عدد زائريها إلى مصر 200 ألف إلى مليون، الآن ألمانيا ترسل إلى تركيا 5 ملايين سائح فى 6 أشهر، وترسل لمصر مليون سائح فى العام، أما الآن فنحن لن نستطيع أن نجذب ذلك العدد، وهذا معناه أننا لو أخذنا بالأسباب فإن مصر تستطيع- فى 8 سنوات- جذب 30 أو 40 مليون سائح بسهولة، وهذا ما تحقق فى بلاد منافسة، مثل تركيا فى 2002، التى كان لديها 12 مليون سائح، ومصر كان لديها 8 أو 9 ملايين سائح، الآن تركيا أصبح لديها 38 مليون سائح، ومصر 6 ملايين فقط.
- حسام الشاعر: بالنسبة لموضوع المكاتب السياحية، أقترح تخصيص مكتب بالداخل للدول التى لم نخصص لها مكتبًا بالخارج، فمثلا: لا يصح أن يترك المكتب المسؤول عن ألمانيا تلك السوق المهمة، ويسافر ليشرف على سويسرا، أو مَن يعمل بالهند يسافر إلى الصين، ولكن يجب أن يظل فى مكان عمله ليتفرغ لأداء ما هو مطلوب منه داخله، والبلاد الأخرى المطلوب منه تغطيتها أو الإشراف عليها يتم إعفاؤه منها، وتخصيص مكتب لها داخل مصر، يعمل عبر وسائل الاتصال الحديثة، وتكون له سفريات محددة.
- ناصر عبداللطيف: مثلما يكون التسويق مهمة هيئة تنشيط السياحة، لابد أن يكون مهمة القطاع الخاص أيضًا، فمثلا بولندا ترسل نصف مليون سائح إلى تركيا، إذن لابد للقطاع الخاص أن ينظر لتلك الدولة، دون أن يتم إلقاء المسؤولية كاملة على الدولة، وهذا أفضل من أن نرى الفنادق خالية، وأصحاب الخبرة العاملين فيها ممن استثمرت الدولة والقطاع الخاص أموالا ضخمة فى بناء خبرتهم يجلسون الآن فى المنزل أو يسافرون ليعملوا فى بلد آخر.
- نورا على: لا أرى أن المكاتب السياحية بالخارج تقوم بدورها، لابد من الاعتماد على مسؤولين محليين داخل كل بلد، لديهم خبرة بالسوق هناك، لكى يقوموا بعملية التسويق فى جذب السياحة، وهى منظومة مدينة دبى الناجحة نفسها، فالإمارات ليس لديها مسؤولون إماراتيون فى كل بلد حول العالم، ولكن لديها شركة تقوم بالتسويق لها، وما يثير التساؤل هو كيفية اختيار مَن يمثلنا فى تلك المكاتب الخارجية.
■ مصطفى النجار: لو تخيل جميع الحاضرين فى تلك الندوة أنه تولى مسؤولية وزارة السياحة، فما القرار الذى سيتخذه فورا لتطوير السياحة المصرية؟
- سميح ساويرس: سأقدم استقالتى، وسأعطى الملف كاملا لوزير الطيران ليتولاه، أو العكس، لأن فصل الحقيبتين عن بعضهما البعض يعنى أن وزير السياحة ليس لديه أى سلطة، فمثلًا لو أن هناك أى مستثمر لديه مشكلة، وقرر الذهاب إلى وزير السياحة لمساعدته فى حلها، سنجد أن الوزير «بيشحت» من بقية الوزراء لحل تلك المشكلة، فمثلا نجده يكلم وزير الرى، ليقول له: «فى عرضك.. سيب المراكب أسبوع»! أو يكلم المحافظ ليقول له: «إزاى فى عز أزمة، تقول عاوز إيرادات على الشواطئ بأثر رجعى 35 عاما؟!»، ويكلم وزير الطيران فيقول له: «المطارات المصرية أصبحت أغلى من مطار هيثرو»! هذا ليس معقولًا، لذلك أول قرار سيكون لى إذا توليت حقيبة السياحة هو دمجها مع وزارة الطيران.
- حسام الشاعر: أول قرار لى سيكون التعاقد الفورى مع شركة عالمية داخل كل الأسواق التقليدية، لتعمل فى مجال العلاقات العامة والدعاية، لتقوم بمهمة معينة فى توقيت محدد وخطة محددة لتغيير الصورة الذهنية عن مصر، بهدف الوصول إلى عدد محدد من السياح داخل ذلك البلد.
- ناصر عبداللطيف: لا أقبل أن أكون وزيرا للسياحة، فهذه ليست مهنتى، أنا مستثمر، والمشكلة ليست فى وزير السياحة، لكن فى جميع الوزارات التى تخدم إلى جواره، ودون ذلك، فأى وزير سيأتى ستستمر معه المشكلة، والتنسيق هو المطلوب، قبل تغيير الوزير وتعيين آخر.
- محمد سمير: هناك 4 قرارات سأتخذها إذا أصبحت وزيرًا للسياحة، وهى: إعادة هيكلة هيئة تنشيط السياحة ليكون ثلثها من المستثمرين والخبراء، وتحديد أسعار المطارات المصرية بأسعار المطارات المنافسة نفسها، ومعاملة حاملى فيزا شينجن مثل بقية الدول، ومعاملة قطاع السياحة كمعاملة قطاع التصدير، فالمصدرون لا يدفعون ضريبة على القيمة المضافة، ويحصلون على دعم، أما السياحة، فرغم تأثيرها على الاقتصاد المصرى، فإنها لا تُعامَل المعاملة نفسها، بجانب وضع استراتيجية ثابتة لا تتغير بتغير الأشخاص، لمدة 8 سنوات، لتصل مصر إلى 40 مليون سائح سنويًا.
- نورا على: لا يمكن أن أكون وزير سياحة، فهذا الرجل «بيتلطش من كل ناحية»، فأنا سأجلس فى بيتى معززة مكرمة، ولا أهاجم أحدا، ولا أحد يهاجمنى، فالموضوع أكبر من وزير السياحة، و«والله لو بطل العالم فى السياحة.. مش هيقدر يصلح المنظومة»، نتيجة تداخل الوزارات، وأقسم بالله وزير السياحة «راجل غلبان.. ولا أعرف هو عمل فى نفسه كده ليه؟!».
■ مصطفى النجار: طبعا، نحن لا نقصد وزير السياحة الحالى.
- نورا على: لا طبعا، أقصد أى وزير.
- سميح ساويرس: الدكتور البلتاجى كان يأخذ القرارات دون خوف، وأى موظف كان يعمل وراءه إذا رفض قرار البلتاجى كان «بيروح ورا الشمس»، لكن الآن أى موظف صغير «بيرعب» أى وزير.
- كامل أبوعلى: ليس هناك مستحيل، فإذا قررت العمل لخدمة بلدى فسأضع خريطة بكل المعوقات، وسأنظر إلى التجارب المحيطة المنافسة، ووضع خطط لمدة 10 سنوات، للوصول إلى المستهدف، لا تتغير بتغير الوزير.
- حامد الشيتى: السياحة تعتمد على التنشيط، هيئة التنشيط فى مصر شىء جانبى، و«مربط الفرس» هو أن الجهاز الحالى لهذه الهيئة ضعيف، ولابد أن يكون أقوى جهاز، وأن يكون أعضاؤه «دكتوراه فى التسويق والعلاقات العامة»، فضلًا عن أهمية تواجد المستثمرين بين أعضاء مجلس هيئة تنشيط السياحة، لكن نحن نعتبر وزير السياحة هو مَن يقوم بالعمل، وبجواره الهيئة.