كشف مسؤولون في الجيش المصري وجهاز المخابرات لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، رفضت الكشف عن هويتها، أن التحضيرات جارية لعملية أمنية ضد خلايا يعتقد أنها تابعة لتنظيم القاعدة جرى تشكيلها مؤخراً في شبه جزيرة سيناء، وتحديداً في المناطق الشمالية التي شهدت خلال الأشهر الماضية تصعيداً كبيراً في الاعتداءات على مراكز الشرطة ومرافق اقتصادية بينها أنابيب تصدير الغاز.
وقال مسؤول أمني لـ«سي إن إن» إن الاهتمام الرئيسي ينصب على المنطقة الواقعة بين مدينة العريش وبلدة رفح عند الحدود مع قطاع غزة.
وشرح المسؤول قائلاً: «القاعدة موجودة بشكل رئيسي في منطقة السكاسكة وعناصرها يتدربون في مواقعهم هناك منذ شهر تقريباً، لكننا لم نتمكن من تحديد جنسياتهم بعد، العملية الأمنية باتت ضرورية لردع هذه الجماعات المسلحة».
من جانبه، كشف جابر العربي، السكرتير العام لمحافظة شمال سيناء أن العملية ستشهد مشاركة قوات مشاة من الجيش بدعم من أجهزة أمنية أخرى بينها حرس الحدود قائلاً: «نريد تنظيف هذه الجيوب الأمنية الواقعة حول منطقتي رفح والشيخ زويد».
ولفتت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إلى تزايد نشاط تنظيم القاعدة في سيناء منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، مستفيدة من الفراغ الأمني الناجم عن الانسحاب المفاجئ لقوات الشرطة، حيث قام التنظيم بشن هجمات على دوريات الشرطة، فضلاً عن القيام بسلسلة من التفجيرات على خطوط أنابيب الغاز الذي يمر عبر شبه الجزيرة.
وفي سياق متصل، قالت مجلة «تايم» الأمريكية إن صعود الإسلاميين المتشددين المتمثل في جماعة التكفير والهجرة يثير مخاوف بدو سيناء، مضيفة أن الجماعة تتحدى العادات والتقاليد القبلية للقانون وهو ما جعلها لا تحظى بشعبية واسعة في سيناء، التي وصفتها بالمكان الذي ينعدم فيه القانون.
وأضافت الصحيفة أن التكفير والهجرة ليست تهديداً جديداً، إلا أن عودتها في أعقاب سقوط الرئيس السابق هو ما يثير قلق سكان سيناء، موضحة أن ثورة 25 يناير التي أطاحت بـ30 عاما من حكم مبارك خلفت حالة من الفراغ الأمني في مناطق شبه جزيرة سيناء على طول الحدود المصرية مع إسرائيل وقطاع غزة، وهو ما جعل للجماعات المتطرفة موطئ قدم في المنطقة.
وتابعت: «وجود هذه الجماعات يقوض قبضة مصر على الأمن في سيناء، فجماعة التكفير تهدف إلى السيطرة على الأرض، وهو ما لا يريح زعماء القبائل».