في تجربة من شأنها تأكيد قدرة الأجهزة المعنية بالدولة على التخطيط والتنسيق والعمل المشترك لتأمين الجبهة الداخلية ومواجهة الكوارث والحوادث الجسيمة نفذ مركز البحث والإنقاذ الرئيسي للقوات المسلحة التجربة العملية «مصر 3» والتى تتمثل في إنقاذ ركاب مركب هجرة غير شرعية بعد تعرضها للغرق قبالة سواحل بورسعيد، بمشاركة وحدات من القوات المسلحة والعديد من الوزارات والهيئات والأجهزة المعنية بالدولة.
بدأت التجربة بالتقاط مركز البحث والإنقاذ الرئيسي للقوات المسلحة إشارة استغاثة تفيد بتعرض مركب صيد مصرى للغرق على مسافة 14 ميلا بحريا من سواحل مدينة بورسعيد أثناء محاولة للهجرة غير الشرعية إلى إحدى الدول الأوروبية.
وعلي الفور بدأت إجراءات تنفيذ خطة الإنقاذ بالتنسيق بين مركز البحث والإنقاذ للقوات المسلحة ومركز عمليات محافظة بورسعيد وهيئة موانئ بورسعيد، ومركز عمليات وزارة النقل، حيث صدرت الأوامر بسرعة خروج إحدي الوحدات التابعة للقوات البحرية بالتحرك لمنطقة الاستغاثة والبحث عن المركب المنكوب وسرعة إنقاذ الناجين والتقاط الضحايا.
كما أقلعت إحدى الطائرات لتنفيذ أعمال البحث والإنقاذ الجوى وتأكيد إحداثيات الموقع وإلقاء الرماثات ومعدات الإنقاذ إلى المنكوبين وتوجيه الوحدة البحرية إلى مكان الحادث لالتقاط الناجين والمصابين وانتشال الغرقى وتقديم الدعم الإدارى والطبى وعمل الإسعافات الأولية اللازمة ونقلهم إلى ميناء بورسعيد.
وقام مركز عمليات محافظة بورسعيد، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية ومركز معلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء بدفع أعداد كبيرة من سيارات الإسعاف التابعة للمحافظة وفتح معسكر إيواء لاستقبال الناجين وتقديم التدخل الطبي السريع بمشاركة جمعية الهلال الأحمر المصرى ونقل الحالات إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وتنفيذ الإخلاء الجوي للحالات الحرجة ونقلها إلى المراكز التخصصية.
وتهدف التجربة مصر 3 إلى التأكد من قدرة وجاهزية مراكز ومنظومات استقبال إشارات الاستغاثة، ورد الفعل السريع لعناصر البحث والإنقاذ التابعة للقوات المسلحة من القوات البحرية والجوية والعناصر المعاونة من الجهات المدنية المعنية بعمليات الإنقاذ وقدرتها على التعامل مع الكوارث والحوادث المختلفة .
وقد نجحت التجربة في تنفيذ العديد من الأهداف المخططة لها، من خلال إجراءات القيادة والسيطرة وتنظيم التعاون وتنسيق أعمال الإنقاذ والإخلاء وتقديم الدعم اللوجستي الكامل، فضلا عن صقل مهارات وخبرات الكوادر العاملة في هذا المجال.
كما تم على جانب التجربة تنظيم معرض لأحدث الأجهزة والمعدات التي تستخدم في عمليات البحث والإنقاذ داخل المركز، واستمع الحاضرون إلى شرح تفصيلي تضمن الإمكانات والقدرات التي تعمل ضمن منظومة البحث والإنقاذ داخل القوات المسلحة.
من جانبه، أكد مدير مركز البحث والإنقاذ الرئيسي للقوات المسلحة على الدور الذي يقوم به المركز بالتعاون مع القوات البحرية والجوية وحرس الحدود في تنفيذ مهام البحث والإنقاذ والتأمين ضد الكوارث والحوادث المختلفة بالتنسيق مع العديد من الأجهزة والوزارات المعنية بالدولة لتقديم خدمة البحث والإنقاذ بكفاءة عالية وتقليل زمن الاستجابة وسرعة إنقاذ الأرواح والممتلكات والحد من الإصابات والخسائر البشرية الناجمة عن الحادث.
مشيرا إلى حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تزويد المركز بأحدث منظومات البحث والإنقاذ وتزويده بكافة الأجهزة والمعدات، بما يمكنه من سرعة الاستجابة والتدخل السريع لتنفيذ كافة المهام المخططة والمواقف الطارئة التي يمكن التعرض لها برا وبحرا على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة.
شارك في تنفيذ التجربة عدد من ممثلى الأجهزة والهيئات المعنية بوزارات الطيران المدنى والداخلية والخارجية والسياحة والبترول والثروة المعدنية والتضامن الاجتماعى، ووزارة النقل ممثلة في «الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية وقطاع النقل البحرى وهيئة موانئ بورسعيد» ووزارات التنمية المحلية والصحة والسكان والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والكهرباء والبيئة، وبمشاركة جهاز الأمن القومى ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار وهيئة قناة السويس والجهاز القومى لتنظيم الاتصالات والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، إضافة إلى الأجهزة التنفيذية بمحافظة بورسعيد وجمعية الهلال الأحمر المصرى.