(1)
مكرم محمد أحمد، شيخ من شيوخ الصحافة المصرية، وصل لأعلى المناصب الإدارية فى عدد من المؤسسات الصحفية الحكومية، وانتخب نقيبا للصحفيين عدة مرات، له باع طويل فى الكتابة السياسية، وهو شخص موثوق فيه بالنسبة لدوائر الحكم، وكان من المؤيدين لنظام مبارك حتى تنحيه عن الحكم بعد ثورة يناير، فهو ابن الدولة، لم يتهمه أحد يوما بخيانة بلاده، ولم يشكك أحمد موسى أو مصطفى بكرى فى وطنيته، وهذا كفيل فى زمننا للتعامل معه بأريحية فى الإعلام الموجه، فهو من أصدقاء النظام الحالى (كما كان صديقا لنظام مبارك)... وبالتالي فلا يمكن أن يقصد الإدلاء بتصريحات تحرج النظام.
(2)
(3)
أكد مكرم فى حديثه التليفزيونى أن السعودية أصرت على إتمام اتفاقية تيران وصنافير قبل هبوط طائرة الملك سلمان، أى انها وضعت شرطا لاتمام زيارة الملك لمصر، وهو موقف لا يليق بمصر أن تقبله، لأنه ينال من استقلال قرارها وكرامتها ومن سيادتها، ورغم ذلك وافق النظام المصرى على الشرط السعودي دون انتظار لتهيئة الظروف الداخلية واتخاذ الخطوات الدستورية والإعلامية التي تقدم الاتفاقية للشعب ولمؤسسات الدولة بغرض اتخاذ قرار دستوري سليم، وليس قراراً فوقيا يضع الجميع في مازق، وقد أدى هذا الموقف المتسرع من النظام إلى معارضة قوية فى الشارع الذى استيقظ ، دون سابق إنذار، على خبر توقيع اتفاقية ترسيم الحدود والتنازل عن تيران وصنافير، ودخلت الحكومة كخصم للشارع أمام القضاء، كل ذلك من أجل عيون السعودية ورضاها.
(4)
الحقيقة الثانية والمزلزلة، أن مكرم محمد أحمد برر أسباب تأخير تسليم الجزيرتين للسعودية، بأنك هناك إجراءات قانونية ودستورية لم تستكمل، وأيضا إجراءات أمنية فقال: لقد وقعنا الاتفاقية وإحنا مش متأخرين في تسليم الجزيرتين وفيه إجراءات قانونية، وفيه طرف ثالث إسرائيل التي ستتسلم المهام الأمنية، وهذا التسلم والتسليم يتم بموافقة مصر والسعودية وإسرائيل.
(5)
كلام الأستاذ مكرم الذي لم يكذبه أحد واضح.. وملخصه أن تأمين الجزيرتين وفق المعاهدة سينتقل لإسرائيل ولن يستمر مع مصر كما سبق وقيل، بل ولن يذهب إلى السعودية!!... وهذا شىء خطير للغاية، فهل انتهى بنا الأمر لتسليم قطعة من أرضنا لإسرائيل؟.
(6)
(7)
حين انحنى السيسى ليقبل رأس الملك عبدالله فى طائرته الخاصة، اعتبرنا ذلك إكراما لسن العاهل السعودى الذى حضر ليدعم مصر رغم مرضه، ولم يكن طقسا يقدمه الشقيق الأصغر لتأكيد الطاعة والولاء للشقيق الأكبر، فكيف تكون السعودية هي الكبرى وعمرها لا يزيد عن 84 سنة، بينما مصر هي الصغرى وعمرها يمتد إلى سبعة الآف سنة؟
لك الله يا مصر.
EKTEBLY@HOTMAIL.COM