احتلت «ثورة الخيام» صدارة اهتمام الصحف الإسرائيلية الصادرة الجمعة، بتطوراتها الميدانية وتداعياتها السياسية، بتهديد وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي، وهو أحد ممثلي حزب «شاس» اليمين في الحكومة الإسرائيلية، بـ«زلزال سياسي» مالم تستجب حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمطالب الإسرائيليين الذين يدعون للتظاهر كل سبت، بالإضافة إلى محاولات إسرائيل مضاعفة التعويضات التي ستدفعها إلى أسر شهداء «أسطول الحرية» التسعة مقابل تراجع أنقرة عن مطلبها باعتذار تل أبيب التي أمرت كوماندوز باعتراض السفينة في المياه الدولية لمنعها دخول المياه الإقليية لقطاع غزة.
«ثورة الخيام»
للمرة الأولى منذ اندلاع «ثورة الخيام» الإسرائيلية قبل قرابة الشهر، يستبدل قادة الحركة الاحتجاجية الإسرائيلية، السبت، المظاهرات الأسبوعية، التي ضمت الأسبوع الماضي قرابة 300 ألف شخص، بمظاهرات في مناطق بعيدة عن وسط إسرائيل، وتنتشر من شمال إسرائيل إلى جنوبها، بحسب صحيفة «معاريف»، التي أضافت أن الأطباء قرروا تصعيد احتجاجاتهم، وأعلنوا عن إضراب شامل في المستشفيات الإسرائيلية، الأحد المقبل.
من ناحية أخرى، ألمح وزير الداخلية الإسرائيلي، إيلي يشاي، أن «شاس» قد ينسحب من الائتلاف الحكومي. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن يشاي قوله إنه مستعد لـ«زلزال سياسي» في إسرائيل، في حال لم تتم الاستجابة لمطالب المحتجين الإسرائيليين.
وقالت «يديعوت أحرونوت» إن اللجنة التي شكلها نتنياهو للتفاوض مع قيادات «ثورة الخيام» ووضع حلول لمطالبهم الاقتصادية والاجتماعية، لن تحاول تغيير الميزانية الإسرائيلية، وإنها ستكتفي بإصلاحات في النظام الضريبي.
من جانبها قالت صحيفة «هاآرتس» إن الجيش الإسرائيلي «يماطل» في إخلاء عدد من القواعد العسكرية المقامة على أراض غالية الثمن في وسط إسرائيل، بعد أن كانت وزارة الدفاع أعلنت مساهمتها في حل أزمة السكن في إسرائيل، عن طريق إخلاء عدد من القواعد العسكرية وسط إسرائيل، لاستغلال مساحاتها الواسعة في البناء عليها، إلا أن الصحيفة نقلت عن وزير المالية يوفال شتاينتس إنه يبحث تقليص ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية وعدة مجالات أخرى، لتوفير مليارات الشواكل، لاستخدامها في حل أزمة السكن.
اعتذار إسرائيلي
عن الأزمة التركية – الإسرائيلية، واتساقاً مع موقف الحكومة الإسرائيلية الرافض لتقديم اعتذار لتركيا عن الهجوم الإسرائيلي على سفينة مرمرة التركية أثناء مشاركتها في أسطول الحرية الأول، العام الماضي، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن أسر الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في الهجوم على «مرمرة» طالبوا الحكومة الإسرائيلية بعدم تقديم اعتذار إلى تركيا «بأي شكل من الأشكال».
وكانت صحيفة «معاريف» ذكرت أن الحكومة الإسرائيلية طلبت من تركيا مضاعفة التعويضات التي ستدفعها تل أبيب لأسر 9 ضحايا قضوا بنيران الجيش الإسرائيلي، أثناء الهجوم الإسرائيلي على سفينة «مرمرة»، في مقابل تراجع تركيا عن مطلبها الأول لإعادة تطبيع العلاقات بينها وبين إسرائيل، والمتمثل في اعتذار رسمي إسرائيلي عن الحادث.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن العرض الإسرائيلي يعني رفع قيمة التعويض الممنوح للأسرة الواحدة إلى 100 ألف دولار بدلاً من 50 ألف، وأضاف المصدر أن تركيا لم ترد حتى الآن على العرض الإسرائيلي الذي وصلها بطريق غير مباشر.
هيستريا إسرائيلية
قالت صحيفة «هاآرتس» إن إسرائيل تتعامل بـ«هيستريا» مع التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة في سبتمبر للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وأضافت أن «حالة الهيستريا» تزداد كلما اقترب سبتمبر.
وأشارت الصحيفة أن من بين مظاهر «هيستيريا تسونامي سبتمبر»، التفكير في تصفية السلطة الفلسطينية.
فيما قالت «يديعوت أحرونوت» إنه «من الصعب جداً التفكير في اقتراح أكثر تفاهة وأشد خطراً من اقتراح تصفية السلطة الفلسطينية والمساس بأرزاق أعداد كبيرة من رجال الأمن والموظفين»، وهو ما سيحمل إسرائيل مسئولية 2.5 مليون مواطن فلسطيني في الضفة الغربية.
وأضافت الصحيفة إن «أكبر خطر يهدد أمن إسرائيل هو غلق السلطة أبواب مكاتبها عشية التصويت في الأمم المتحدة على الإعلان عن الدولة الفلسطينية، والطريق الصحيح لمنع أي تصعيد قد يعقب التصويت يتمثل في البدء في مفاوضات على اساس حدود 1967 مع تبادل الأراضي، وتجميد مؤقت للاستيطان».