قال الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، رئيس المؤتمر الدولي للتكوين المهني لأئمة المساجد للأقليات، إن «الحرب الفكرية مع الإرهاب والتطرف لا تقل ضراوة عن المواجهات الميدانية بالجبهات العسكرية مع أولئك الشراذم حُدَثَاء الأَسْنَانِ سُفَهَاء الأَحْلامِ الذين يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، ويَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ولا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ كما حدثنا رسول الله (صل الله وسلم) عنهم».
وأضاف «شوقي» في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، الإثنين، أن «مصر تقدم ثمنًا باهظًا لمحاربتها الإرهاب، حيث يلقى خيرة شبابها الشهادة على يد أهل الغدر والفجور، وما جرى منذ أيام قلائل بسيناء ليس خافيًا على العالم»، مؤكدًا أنه «رغم هذا ستنتصر الإرادة المصرية والعربية والإسلامية على المؤامرات والأجندات الراغبة في إشاعة الفوضى في العالم، مبينا أن مؤتمر اليوم من بين دلائل هذا النصر الفكري على قوى الشر والظلام».
وطالب المفتي «شعوب العالم بالسير في طريق الجهاد ضد الإرهاب؛ صابرين محتسبين وجه الله تعالى في الشهداء، مضيفا أن شعب مصر وحضارته وتاريخه لن تهزمه يد الإرهاب والعدوان، لأنها يد جبانة مرتعشة مهما ظهرت بمظهر القوة إلا أن قوتها زائفة زائلة».
وأشار إلى أهمية المؤتمر في سياق زمانه ومكانه «فالتوقيت الآن يشهد موجة عنف لتيارات تبحث عن فتاوى تشرعن لها العنف وما الإحصائيات عنا ببعيد، فما يقدر بـ50 ألف مقاتل في صفوف «داعش» نصفهم من أبناء الأقليات المسلمة، وإعلام التنظيم يتحدث بـ12 لغة فكان على المؤسسات الدينية العريقة وذات الشأن في هذا المجال أن تعلن عن نفسها لترد بقوة وبحسم على الأفكار الضالة بمنهجية علمية رصينة».