كثفت الدول الغربية مطالبتها مجلس الأمن الدولى، خلال جلسة عقدها حول سوريا، بأخذ «إجراءات إضافية» ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد بعد رفضه النداءات المتكررة لوقف قمعه الدموى للمتظاهرين المطالبين برحيله، لكن الدعوة الغربية لم تلق آذاناً صاغية لدى المندوب الروسى الذى اعتبر العقوبات التى فرضت على النظام السورى لم تؤد إلى وقف حملة القمع، التى أسفرت - بحسب منظمات حقوقية - عن مقتل نحو ألفى شخص، غالبيتهم من المدنيين.
وخلال عرضه أمام مجلس الأمن فى جلسة مغلقة، الاربعاء تقريراً عن تطورات الأحداث فى سوريا، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة أوسكار فرنانديز تارانكو، إن عمليات القتل فى سوريا لم تتوقف بعد أسبوع من إصدار المجلس بياناً رئاسياً يدين حملة القمع ويدعو إلى وقفها فورا. وفى مسعى منها لإبقاء الملف السورى فى أعلى سلم أولويات مجلس الأمن، طالبت الدول الغربية بتقرير ثان يقدم إلى مجلس الأمن الأسبوع المقبل ويتم خلاله الاستماع إلى كبار مسؤولى الأمم المتحدة فى مجالى حقوق الإنسان والإغاثة الإنسانية، معتبرين أن تارانكو قدم لأعضاء المجلس «تقريراً محبطاً ومرعباً للأوضاع فى سوريا». وبعد الاجتماع، قال مندوبو كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال إنه إذا لم تتحسن الأحوال فى سوريا بحلول الجلسة المقبلة، عندها يتعين على مجلس الأمن أن يتخذ «إجراءات إضافية».
وبعدما قالت السفيرة الأمريكية فى الأمم المتحدة سوزان رايس فى وقت سابق إن «الوضع فى سوريا سيكون أفضل كثيراً إذا رحل الأسد»، وطالبت رايس مجلس الأمن بممارسة المزيد من الضغط على الأسد لوقف إراقة الدماء، موضحة أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تعتزم «ممارسة ضغط إضافى على النظام السورى من خلال تنسيق تدابير إضافية دبلوماسية ومالية»، لكن نظيرها الروسى فيتالى تشوركين خالفها الرأى، مؤكداً أن النداءات الأمريكية لفرض عقوبات على دمشق لا طائل منها، وقال: «نحن ندعو إلى ضبط النفس والإصلاحات والحوار».
من جانبه، هاجم المبعوث السورى بشار جعفرى الأوروبيين، متهماً إياهم بـ«تضليل الصحفيين» بشأن الوضع فى سوريا، واختص بالنقد رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، قائلاً: «نسمع رئيس وزراء إنجلترا يصف المشاغبين فى إنجلترا بـ(العصابات)، لكنهم لا يسمحون لنا باستخدام التعبير نفسه.. هذا نفاق»، بينما سارع المندوب البريطانى إلى الرد على هذه التعليقات، واصفاً المقارنة بين وضع البلدين بـ«المثيرة للضحك».
كانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات، الاربعاء، على أكبر بنك تجارى سورى وأكبر شركة لتشغيل الهاتف المحمول، فى محاولة لزيادة الضغوط على الأسد، فيما قال مسؤول أمريكى إنه يتوقع أن تدعو واشنطن هذا الأسبوع للمرة الأولى صراحة الأسد للرحيل.
وميدانياً، أفاد ناشطون حقوقيون بأن القوات السورية اقتحمت بالدبابات، صباح الخميس ، مدينتى سراقب بمحافظة أدلب (شمال غرب) وقصير بمنطقة حمص (وسط)، وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان، وأن الأجهزة الأمنية بدأت حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت أكثر من 100 شخص، بينهم 35 طفلا فى سراقب.
وفى حمص، أفاد ناشط حقوقى بأن عشرات الدبابات اقتحمت مدينة قصير، فيما قتل نحو 5 أشخاص وأصيب 20 آخرون برصاص الأمن السورى ومن جهتهم، دعا ناشطون مناهضون للأسد إلى مظاهرات حاشدة الجمعة المقبل، مؤكدين أن شعارها سيكون «لن نركع» لقمع نظام الأسد.