«واشنطن بوست»: التوتر المصري- السعودي يشير لإعادة ترتيب مراكز القوى في الشرق الأوسط

كتب: مروة الصواف الخميس 13-10-2016 21:14

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن الخلاف الذي وقع بين مصر والسعودية في مجلس الأمن، أول خلاف علني بين الرياض والقاهرة، منذ الإطاحة بحكم الإخوان عام 2013، والتي تبعها تدفق مليارات الدولارات من المساعدات السعودية، والتي «أبقت الاقتصاد المتداعي في مصر واقفا على قدميه».

وأضافت الصحيفة أن استمرار التوتر بين مصر والسعودية، يشير إلى إعادة ترتيب مراكز القوى في الشرق الأوسط، وحرمان العالم العربي، السني في أغلبه، من تحالف مهم في مواجهة توسع النفوذ غير العربي، متمثلا في إيران وتركيا، وأشارت الصحيفة إلى تقارب مصر وروسيا، وأوضحت أن الرياض أدانت موسكو بسبب تدخلها العسكري في سوريا، كما أشارت إلى التقارب السعودي- مع تركيا، التي تتهمها مصر بدعم المسلحين الإسلاميين الذين يسعون للإطاحة بالحكومة المصرية.

وأوضحت الصحيفة أن فتور العلاقات المصرية- السعودية بدأ منذ سعى الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى توطيد العلاقات مع تركيا وقطر، بجانب سوريا وقضايا أخرى، وأضافت الصحيفة أن السعودية توقعت من مصر إرسال قوات برية كجزء من القتال ضمن قوات التحالف العربي في اليمن، الأمر الذي رفضته القاهرة.

وذكرت الصحيفة أن السعوديين غاضبين من الاجتماعات بين المسؤولين المصريين وممثلي المتمردين الشيعة المدعومين من إيران في اليمن، بالإضافة إلى حفاظ مصر على قنوات اتصال مع طهران، كما أن مصر تتمتع بعلاقات وثيقة مع خصم سعودي آخر، متمثلا في الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة المدعومة من إيران.

وتناولت وكالة «بلومبرج» الأمريكية، أمس، تأكيدات العاهل السعودي الراحل، الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال اجتماع خاص مع وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري عام 2014، بأن «مصر أهم من أن تترك للانهيار»، لكن الوكالة رأت أن صعوبات تمرير اتفاقية الحدود البحرية، وتصويت مصر على القرار الروسي في مجلس الأمن «أثار الشكوك حول التزام السعودية بدعم مصر».

وشددت الوكالة على أنه ومع ذلك، فإن إيداع السعودية ملياري دولار في البنك المركزي المصري، ليس المؤشر الإيجابي الوحيد حول العلاقات بين البلدين، نظرا لسفر السفير السعودي في القاهرة، عبد العزيز القطان، أمس الأول، إلى الرياض لترتيب زيارة يقوم بها وفد مصري رفيع المستوى خلال الأيام المقبلة للمملكة.

بدورها، قالت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، أمس، إن السعودية تعاقب مصر بقطع البترول في «تصاعد للخلاف بين قوتين عربيتين بسبب حروب المنطقة»، وأرجعت الصحيفة، جذور الخلاف إلى تزايد المشاحنات العلنية بين الحليفين على الحروب في اليمن وسوريا. واستبعدت الصحيفة أن يكون تحسن العلاقات بين موسكو والقاهرة قد ساعد في تهدئة التوتر السعودي- المصري، حيث تدعم روسيا النظام في سوريا، بينما تدعم الرياض الفصائل المتمردة.

وأشارت الصحيفة إلى أن مصر «حصلت على توبيخ علني نادر» من عبد الله المعلمي، سفير السعودية لدى الأمم المتحدة، الذي وصف تصويت مصر على القرار الروسي بشأن سوريا في مجلس الأمن، بـ «المؤلم»، وذكرت الصحيفة أنه في المقابل أعلنت القاهرة استضافة القوات الروسية لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة.